خبر خبراء: الشاباك الإسرائيلي يواجه أزمة كبيرة في غزة

الساعة 10:56 ص|08 مايو 2010

خبراء: الشاباك الإسرائيلي يواجه أزمة كبيرة في غزة

فلسطين اليوم- غزة

أكد خبيران فلسطينيان أن الشاباك الصهيوني يواجه أزمة كبيرة بفعل التطورات الأمنية الأخيرة في قطاع غزة والتي تمثلت في إعدام عمليين وضعف التجنيد رغم المحاولات الالكترونية الكبيرة والحثيثة مؤكدان أن هذا الأمر دفع الاحتلال لبث عدد من التقارير الإخبارية عبر التلفزيون الصهيوني لكي يطمئنهم على مصيرهم .

وحسب تقرير نشره موقع "المجد الأمني"،  فقد كان التلفزيون الصهيوني نشر تقريراً للصحافية هنريكا تسيمرمان كشفت فيه بعض خبايا وأسرار تجنيد العملاء الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية ناشراً مقابلات مع بعض العملاء الفارين داخل دولة الكيان كانوا قد وقعوا على عقود لحمياتهم في حال كشفهم.

وبدوره، أكد عدنان أبو عامر المحلل السياسي والمختص في الشئون الصهيونية، أن دولة الكيان تركز من خلال وسائل الإعلام على العملاء مصيرهم داخل دولة الكيان لأنه من واضح أن الأمن الصهيوني يواجه مشكلة حقيقية لتحصيل معلومات عن أوضاع قطاع غزة .

وشدد، على أن هذه المشكلة تجلت بعد إشكاليتين متتاليتين, الإشكالية الأولى هي مرحلة الانسحاب من قطاع غزة 2005 حيث فقد كنوز كبير في الاستقطاب والاستيعاب والتجنيد بفعل عدم وجود احتكاك مباشر ما بين المخابرات الصهيونية الشاباك والفلسطينيين بشكل مباشر .

وأشار إلى أن الإشكالية الثانية جاءت بعد حرب غزة حيث لم تستطيع المخابرات الصهيونية تحديث معلوماتها الأمنية وبالتالي الأهداف التي قصفت وضربت كانت على معلومات أمنية سابقة غير محدثة للعام 2009, ولذلك كانت التوصيات الأمنية القادمة من الشاباك بضرورة تحديث المعلومات الأمنية من خلال التجنيد البشري .

وأضاف أن "دولة الكيان تيقن أن العامل البشري عامل مهم ونظام مهم في أساس عمل مخابراتها رغم كل التقنيات البرية والجوية والتنصت والتجسس والملاحقة الالكترونية التي تمتلكها"، مؤكداً أن الضربات التي وجهت للمخابرات الصهيونية جعلت لها حالة من النضوب وفقر وشح في المعلومات ما جعلها تتخبط .

وحول توقيت نشر مثل هذه التقارير أكد المحلل المختص بالشئون الصهيونية بالقول:" لهذه الأخبار التي تركز على العملاء الهاربين لها تداعيات وأهداف أمنية  لكن أعتقد أن إسرائيل لديها مشكلة في قضية التجنيد" .

وأضاف :"المتابع للقضية يشعر أن إسرائيل تبذل جهود حثيثة الكترونية وبشرية واتصالات وترغيب وترهيب ومكالمات تليفونية على مدار الساعة مع الفلسطينيين في قطاع غزة لمحاولة تجنيد العملاء على جميع المستويات وهي تعي أنها إذا نجحت من بين ألف مكالمة بإسقاط فرد واحدة فهي تكفي ".

 

وبين أبو عامر أن "عدم الاحتكاك المباشر بين العميل والمخابرات الصهيونية مشكلة كبيرة, والاكتفاء بالتواصل الالكتروني أو التلفوني أو الهاتفي لا يؤدي المطلوب الكامل , ولذلك دولة الكيان تحاول أن تتواصل مع عملاءها لكن هذا ما وجدناه من خلال الشبكات التي ضبطت حديثا في لبنان حيث كان ضباط المخابرات يلتقوا بعملائهم عبر دول أوربية أو من خلال جوازات سفر مزورة والدخول بها لدولة الكيان من خلال مطارات أوربية" .

 

والمشكلة التي تكمن للعدو في القطاع أنه لا يوجد إمكانية للسفر خارجاً, فالعملاء لا يسافرون,  ومن جهة أخرى أي فلسطيني يخرج من قطاع غزة يكون مراقب أو ملاحق من قبل الأجهزة الأمنية الفلسطينية والمقاومة في قطاع غزة .

وأكد أبو عامر أن الحملة ضد العملاء آتت أوكلها مضيفاً :" التأكيد أن الملاحقة المتواصلة من قبل المقاومة والأجهزة الأمنية وأحكام الإعدام التي جرت أخيرا شكلت نوع من الكابح لدى العملاء لمراجعة أنفسهم ومحاولة تسليم أنفسهم والتوبة , لذلك دولة الكيان تنظر بخطورة لعملية الإعدام وترى أن ذلك يشكل رادع لدى العملاء لعدم التجنيد أو على الأقل تسليم العملاء أنفسهم" .

ونوه المختص بالشئون الصهيونية إلى أن دور العملاء تراجع بشكل ملحوظ عن السنوات السابقة وحجم الأزمة الأمنية التي يعيشها العملاء وحجم الحراك الأمني ما هو إلا دليل على ذلك .

من جهة ثانية أشار الدكتور درداح الشاعر الخبير النفسي والاجتماعي إلى أن الاحتلال الصهيوني يعاني أزمة كبيرة بعد إعدام عميلين في قطاع غزة ما دفعه للعمل في خط الحرب النفسية ضد الأهل في قطاع غزة في محاولة لإرهابهم وإضعاف نفسياتهم لكي يسهل إسقاط أكبر عدد منهم .

وأكد الشاعر أن عرض التلفزيون الصهيوني لتقارير تتحدث عن العملاء الهاربين ما هو إلا رسالة يوجهها لعملائه الموجودين في قطاع غزة بعدما تقطعت بهم السبل وعرفوا مصيرهم المحتوم, مبيناً أن عملية الإعدام آتت أؤكلها وجعلت البعض يسلم نفسه للحكومة في قطاع غزة نتيجة معرفتهم أنه لا مجال للهرب من القطاع .النفسية

وبين الخبير النفسي أن إعدام العملين آتت أؤكلها حيث حققت الآية القرءانية " ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب" وهو ما اذهب مفعول التطمينات النفسية الصهيونية لعملائها من خلال هذه التقارير وهو ما دفعهم بالتأكيد لمراجعة أنفسهم والعودة لضميرهم.