خبر زيارة متوقعة لرجل الأعمال « المصري » لدفع جهود المصالحة

الساعة 07:20 ص|08 مايو 2010

فلسطين اليوم-غزة

أكدت مصادر مقربة من رجل الأعمال الفلسطيني ورئيس وفد المستقلين إلى حوار القاهرة منيب المصري أن جهود وفد المستقلين لا زالت مستمرة باتجاه دفع جهود المصالحة الوطنية الفلسطينية.

وأضافت المصادر "لوكالة فلسطين اليوم الإخبارية" أن هناك زيارة متوقعة للمصري ووفد من المستقلين إلى غزة خلال اليومين القادمين.

وكان المصري قد اجتمع مع قيادات حركة حماس الأسبوع الماضي في غزة، حيث تحدث عن أجواء إيجابية بإتجاه تهيئة الطريق للمصالحة، كما أن رئيس حكومة غزة إسماعيل هنية أكد في مؤتمر صحفي مع المصري أن الجهود تتركز الآن على إيجاد مخارج بإتجاه التوقيع على وثيقة المصالحة.

وينظر الفلسطينيون بكثير من الأمل الحذر لهذه الجهود، خاصة بسبب تعثر العديد من جهود المصالحة حتى الآن.  

من جهته أكد الكاتب والمحلل السياسي وعضو وفد المستقلين لحوار القاهرة هاني المصري أن أن جزءا مهما من المبادرات والجولات التي قام بها ابو ربيح وصحبه كانت من وراء الكواليس، أي لم يتم تغطيتها اعلاميا عن قصد، لأن التناول الاعلامي لها لا يساعد دائما، بل يفسد احيانا الجهود الرامية لتحقيق المصالحة، كما انه يؤدي الى توظيفها لصالح الاشخاص الذين يقومون بهذه الجهود، الأمر الذي يؤثر على فرص نجاح المبادرات، ويدلل على ان المسألة يمكن ان تكون وراءها مطامح شخصية اكثر من القيام بمهمة وطنية.

 

وأضاف المصري في مقاله الأسبوعي بصحيفة الأيام المحلية اليوم أنه سيأتي اليوم الذي توضع فيه الحقائق حول ما تضمنته هذه الجولات والمبادرات امام الرأي العام حتى يتمكن من الحكم لها او عليها.

وأوضح المصري أن ما يقوم به المستقلون على اهميته يتعرض للتشكيك المستمر به ومن شأنه وأهميته... فهناك من يقول دائما، ان لا فائدة من الوساطة بين الخير والشر، فعلى الجميع ان يختار اما هذا الطرف او ذاك. وعندما يرد على هذا الرأي بأن الخير لا يوجد كله عند طرف وانما موجود في مكان بين مختلف الاطراف، والخير موجود مثل الشر بشكل متفاوت عند الجميع، يغضب هذا البعض ويقول ان هذه انتهازية تساعد على استمرار الانقسام وتغطي اما على الانقلاب أو على الاستسلام.

ويضيف هؤلاء، إن المستقلين لن ينجحوا بتحقيق ما عجزت عن تحقيقه دول مثل السعودية ومصر والمنظمات صاحبة الخبرة والقدرة على التأثير.

 

وحسب المصري فإن اللافت للنظر ان بعض الرافضين والساخرين من استمرار جهود ومبادرات المصالحة الوطنية هم من اشد المدافعين عن استمرار جهود ومبادرات السلام وعن استمرار المفاوضات الفلسطينية ــ الاسرائيلية على الرغم من اعتراف ابرز منظري المفاوضات وعملية السلام بأن طريق المفاوضات وصل، بسبب التعنت الاسرائيلي وعداء الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة للسلام الى طريق مسدود. وفق هؤلاء، المفاوضات مع الاحتلال والعدو حلال مهما طال الزمن وبلغت الخسائر، اما الحوار من أجل انهاء الانقسام فهو "حرام شرعا".

ويؤكد المصري إن دور المستقلين لإنجاز المصالحة الوطنية مهم جدا، ويجب مواصلته وتطويره من خلال وبعد دراسة التجربة السابقة والمبادرات والجهود التي انطلقت منذ وقوع الانقسام وحتى الآن، لاستخلاص الدروس والعبر.

ومن أهم الدروس والعبر

أولا: ان التركيز على الوساطة والتوفيق أكثر مما يجب، يمكن أن يحول دور المستقلين الى دور يشبه ما يقوم به بعض المحامين الذين يهمهم فقط كسب القضية التي يترافعون فيها بأي ثمن، على حساب المبادئ والأهداف والأخلاق.

فالمهم عندهم اتفاق المتخاصمين وليس على اي اساس يتم الاتفاق، وما يتقاضونه من ارباح، وما ينالونه من شهرة.

ان التجربة بينت ان الامر الحاسم هو مضمون اتفاق المصالحة لا مجرد تحقيقة. فأي اتفاق لا يتضمن اعادة الاعتبار للبرنامج الوطني وتجسيد المصالح والقواسم المشتركة، ولا يحقق شراكة وطنية حقيقية على اسس تضمن الديمقراطية والتعددية لا قيمة له، وقد يكون ضارا، وسيؤدي الى تكريس المحاصصة الفصائلية البغيضة.

فليتذكر الجميع دائما مصير اتفاق مكة وحكومة الوحدة الوطنية التي شكلت على اساسه.

ثانيا: ان اقتصار عمل المستقلين والمنظمات الاهلية والفصائل والاحزاب ومراكز الاحزاب على التوفيق بين المتخاصمين، وعلى الوساطة لا يمكن أن يعطي أكله، بل لابد من أن تترافق الوساطة مع ضغط سياسي وشعبي متزايد بحيث تشعر الأطراف المتخاصمة أن الأرض اخذت تميد من تحت اقدامها، وأنها ستخسر من استمرار الانقسام اكثر مما تربح منه.

ثالثا: يجب ايقاف حالة التسابق والتنافس بين المستقلين والمنظمات التي تقوم بالمبادرات من اجل انهاء الانقسام، لأن الازدحام يعيق الحركة وقد يعرقل فرص تحقيق الوحدة، وكثرة الوسطاء والمبادرات بدون تنسيق بينها تضر أكثر ما تفيد.

وأخيرا على كل من يسعى لإنهاء فصل الانقسام الاسود، خاصة من المستقلين، أن يضع الأوهام جانبا ولا يبالغ بالدور الذي قام أو يمكن أن يقوم به، ولا يضلل الرأي العام بأن المصالحة الوطنية دائما على الابواب. فدور المستقلين يعتبر دورا مساعدا ومسهلا، واشبه ما يكون بمختبر لقياس الافكار ومدى الاستعداد، ولكنه لا يكفي لوحده لإنهاء الانقسام.

فالانقسام مدمر وعميق وانهاؤه بحاجة الى جهود جبارة وطويلة والى قوى سياسية وجماهيرية كبيرة، والى نضج الاطراف المحلية والعربية والاقليمية والدولية بحيث يصبح هناك ضغط كبير على اسرائيل. يمنعها أو على الاقل يحد من قدرتها على تغذية الانقسام وتعميقه !!.