خبر الدكتور شلَّح : الورقة المصرية بصيغتها الحالية غير مقبولة حتى لو وقعتها حماس

الساعة 05:20 م|07 مايو 2010

الدكتور شلح : المفاوضات غير مباشرة تبيض لصورة "إسرائيل" وتفتح شهيتها للتطبيع

فلسطين اليوم- غزة

أكد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، الدكتور رمضان عبد الله شلح  أن المفاوضات غير المباشرة هي محاولة تبيض لصفحة "إسرائيل" و تحريرها من أي عبء أو مسؤولية على جرائمها ضد الشعب الفلسطيني.

 

وعبر الدكتور شلح، خلال مشاركته في برنامج لقاء خاص الذي بث على قناة الجزيرة الفضائية، عن تخوفات الحركة فيما يتعلق باستئناف المفاوضات غير المباشرة.

 

وأضاف الدكتور شلح:" أن هذه المفاوضات من شأنها قطع الطريق التضامن العربي والعالمي لما يتعرض له الشعب الفلسطيني، ويفتح شهية الاحتلال للعودة إلى التطبيع المجاني مع الدول العربية".

 

المفاوض الفلسطيني "ضعيف"

 

إلى جانب ذلك، قال الدكتور شلح:" إن هذه المفاوضات ستضع المفاوض الفلسطيني بموقف "الضعيف"، و انه على استعداد  لتقديم تنازلات دائمة، و بالتالي لا تقدم أي نتائج متوقعه منها.

 

وحول إذا ما كانت الموافقة العربية على استئناف المفاوضات لإعطاء فرصة لأمريكا وليس لإسرائيل، قال الأمين العام:" إعطاء فرصة للجانب الأمريكي يتطلب ضمانات حقيقية، و لكن ما يجري هنا أن "إسرائيل" هي من تملك ورقة الضمانات، وهي تهدف من خلال هذه المفاوضات إلى تحويل السلطة لموظف امني لضمان أمن إسرائيل، وشراء المزيد  من الوقت لاستكمالات تهويد القدس و بناء المستوطنات".

 

وطالب الدكتور شلَّح السلطة الفلسطينية بتحديد معاييرها و أهدافها و شروطها من عملية التفاوض، ولكن ما هو مؤكد - بحسب الأمين العام-  أنه لا أهداف و لا شروط وان هذه المفاوضات ستفضي إلى ثلاث خيارات فقط، الخيار الأول أن لا تخرج هذه المفاوضات بشئ و أن يبقى الأمر على ما هو عليه، و الثاني: التمديد لعملية التسوية بشروط أوسلو والتي لم يجن منها الشعب الفلسطيني شيئا، و الثالث: أن يذهب الرئيس محمود عباس إلى المفاوضات للحل النهائي و دولة فلسطينية، دون أي إمكانية عملية لذلك.

 

واعتبر الدكتور شلَّح أن الموقف الفلسطيني بات يتراجع أكثر و أكثر بالمفاوضات، محملاً الدول العربية المسؤولية عن هذا التراجع، والذين رفعوا شعار المفاوضات وكأنه ممر إجباري.يجب السير فيه، في حين ان إسرائيل لا تقدم سوى الفتات والفائض عن حاجتها في المفاوضات.

 

المقاومة لا تعيش مأزقاً...

 

ونفى الدكتور شلَّح أن تكون المقاومة تعيش مأزقاً، قائلاً:"  ما يجري أن المقاومة في الضفة تلاحق من قبل السلطة التي اتخذت من نفسها أميناً على أمن "إسرائيل"، في حين كان لا بد للمقاومة في غزة  وبعد الحرب على القطاع من إدارة الصراع حفاظاً على الشعب الفلسطيني المحاصر".

 

وتابع:" كان لدينا تقدير أن الشعب الفلسطيني يلتقط أنفاسه في القطاع، فكان لا بد من  ممارسة إدارة الصراع"، مؤكدا أن لا مشكلة بيننا وبين حماس فيما يتعلق بالمقاومة و نحن نعد قوتنا في استعداد لمواجهة جديدة".

 

وشدد الدكتور شلَّح على رفض المقارنة بين ما تقوم به سلطة غزة بمنع الصواريخ، ومهاجمة الصواريخ من قبل محمود عباس و السلطة برام الله، قائلاً: "هناك فرق بين من يقول إن الصواريخ عبثية و غير شرعية من الأصل، ومن يمنع إطلاق الصواريخ في إطار ما قلنا عنه إدارة للصراع".

 

وفي سؤاله عمَّا إذا كان هنالك خلاف بين حماس و الجهاد الإسلامي في القطاع حول إطلاق الصواريخ قال الدكتور شلح:" نحن نرفض تجريم السلطة في غزة أعمال المقاومة غير المدروسة، فهذا الكلام لا يجوز و نحن هنا نعترض، و لكن حماس بالأساس هي شريك و حركة مقاومة".

 

و شدد الدكتور شلح على أن المقاومة حافظت على القضية الفلسطينية من الضياع و الاندثار ووقف مسلسل التنازلات التي كانت مطروحة، كما أنها كحالة و مشروع بثقافتها و روحها حررت الأرض بقوة السلاح، وكسرت مقولة إن "إسرائيل دولة" لا تهزم، و خلقت "ميزان ردع جديد" في المنطقة.

 

"إسرائيل" تخشى الحرب

 

وفي إجابة الأمين العام عن سبب قرع "إسرائيل" لطبول الحرب، قال الدكتور شلَّح إن هناك سبباً تكتيكياً، و آخر استراتيجي وراء الحديث عن الحرب، فالتكتيكي هدفه الحديث عن قوى إقليمية و لفت الأنظار الأمريكية بعيداً عن القضية الفلسطينية ومحاولة خلق أعداء مزعومين لها مثل  إيران و سوريا و المقاومة في لبنان و غزة، و محاولة قطع الطريق بين أي تقارب سوري أوروبي و أمريكي.

 

و الجانب الاستراتيجي- كما يقول- في الإعلان الإسرائيلي عن حرب قادمة، مبيناً أن إسرائيل باتت تخشى من معادلة ردع تم إرساؤها بعد حرب تموز 2006م، وهي لا تقبل طرفا عربيا و مسلما يمكنه ان يدافع عن نفسه، ولذا تعلن انها لا تسمح بالمعادلة, ومن هنا فهي تخشى الدخول في الحرب و في نفس الوقت لا ترغب في العيش بظل الخوف.

 

نرفض الورقة المصرية ولن نوقع...

وفي حديثه عن المصالحة، قال الدكتور شلح انه على استعداد للحصول على توقيع حركة حماس على أي اتفاق لا يتضمن اعتراف "بإسرائيل" و نبذ المقاومة، كما هو في" الورقة المصرية" و التي تطالب حماس بتوقيعها.

 

وتابع:"  الإخوان في مصر قدموا صيغةالمصالحة و لكن الوسيط يجب أن يكون مرنا وأن يراعي ظروف الطرفين، و الكل يعلم أن حماس لا تعترف بـ"إسرائيل" و من هنا لا يمكنها أن توقع على وثيقة انتحارها".

 

وقال الدكتور شلَّح:" إن حماس و الفصائل الأخرى لن تعيد تجربة الورقة المصرية عام 2005 حيث تضمنت تفاهمات لم يتم تطبيق أي منها، فالمطلوب من الورقة المصرية بعض الضمانات في الصياغات، وليس مقبولا التوقيع و ثم التفاهم".

 

وشدد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي على أن الورقة المصرية بصيغتها الحالية، غير مقبولة لحركته، و حتى لو وقعتها حركة حماس، وأضاف:" ربما حماس كشريك بالسلطة تضطر للتوقيع في ظل حسابات خاصة بها، و لكننا نحن لن نوقع على أوسلو بطريقة غير مباشرة".

 

وتساءل الأمين العام للجهاد الإسلامي باستغراب عن المعاملة المصرية للجرحى العائدين من العلاج من الخارج، حيث تم اطلاق سراح 6 منهم، اعتقلوا خمسين يوماً وبعضهم مبتوري الأطراف، ثم اعتقلت مصر مجموعة تالية عادت من العلاج مؤخراً، وكشف عن رسالة وصلته من المعتقلين وصفوا فيها معاملة المصريين بأنها "غوانتنامو" آخر.

 

وختم الأمين العام حديثه برسالة للعالم العربي قائلا:" والله إذا تمكن اليهود من تهويد القدس سيأتي اليوم الذي يبكي فيه العرب دماً على ضياع القدس، و ليس نحن من سنبكيهم و إنما إسرائيل و أمريكا".