خبر بين صرعة والشيخ جراح

الساعة 04:29 م|07 مايو 2010

بين صرعة والشيخ جراح

 

فلسطين اليوم: القدس المحتلة*

صرعة قرية مقدسية مهجرة منذ 18تموز 1948 تبعد عن مدينة القدس حوالي 25 كم إلى الغرب وتربض فوق تل اثري مشرف على سهول اللد والرملة ،عرفت منذ أيام الكنعانيين وورد ذكرها في التوراة.

 

, في أعلى تل صرعة يربض مقام يسمى مقام النبي سامات أو صامت ، بعد احتلال القرية في عام 1948 تم تحويل المقام الإسلامي الى قبر يهودي تحت الادعاء ان شمشون الجبار ولد في هذه القرية ودفن في نفس موقع القبر الإسلامي ،وقد تم تحويل أراضي القرية إلى منتزه توراتي تكثر فيه اللافتات المقتبسة من التوراة والتي تتكلم عن شمشون بالإضافة إلى إنشاء شارع التماثيل المستوحاة من الميراث اليهودي.

 

لقرية صرعة أهمية إستراتيجية فهي تشرف على قرى اشوع ودير ابان ودير رافات اضافة لإشرافها على سهول ما يسمى الآن بمدينة "بيت شيمش"، حيث ازدهر الاستيطان اليهودي وكان لابد من السيطرة على قرية صرعة ومحو بيوتها وتحويلها إلى موقع عسكري.

 

كان عدد سكان صرعة قبيل التهجير حوالي 400 نسمة، إذا ما انتقلنا للحديث عن حي الشيخ جراح المقدسي سنجد انه بعد احتلال القدس مباشرة في عام 1967 تم الاستيلاء على مغارة وبيت مجاور داخل الحي والادعاء أن في هذه المقبرة يرقد الحاخام شمعون الصديق الذي عاش قبل قرنين من الميلاد.

 

وقد نفى العديد من علماء التاريخ اليهود أن يكون شمعون الصديق مدفونا في المغارة لان تاريخ القبور المحفورة في المغارة هي بعد مئات السنين من وفاة الحاخام .هذا وسيتم تخصيص بحث كامل لمناقشة هذا الموضوع.

 

لقد أدركت سلطات الاحتلال والجمعيات الاستيطانية الدينية العاملة نيابة عنها الأهمية الإستراتيجية لموقع حي الشيخ جراح لذا بدأت محاولاتهم للسيطرة على كامل الحي بعد أن زرعوا مسمار حجا اليهودي التقليدي ( قبر الحاخام ) واستمرت محاولاتهم للاستيلاء على منازل الحي ال 28 منذ العام 1972 إلى إن استطاعوا طرد أربع عائلات من منازلهم حديثا باستخدام العديد من وسائل الخداع والتدليس.

 

ان المخطط الإسرائيلي بالاستيلاء على الحي هو فصل مركز مدينة القدس عن الأحياء العربية الشمالية وبالتالي منع إمكانية قيام وحدة جغرافية للأحياء العربية وبالتالي منع قيام عاصمة فلسطينية في القدس.

 

و عدد سكان حي الشيخ جراح المنكوبين قريب من عدد سكان قرية صرعة زمن التهجير، ان الشبة واضح جدا بين قرية صرعة المهجرة وحي الشيخ جراح المهدد فهل ننتظر حتى يصبح الشيخ حراح وباقي الأحياء المقدسية مثل صرعة والقرى القدسية ال 38 المهجرة منذ 62 والتي نسيها أصحاب القرار ولم يبق من ذكراها إلا البكاء في يوم 15أيار على الأطلال وأن نقول "بين شمعون وشمشون ضاعت أراضينا".

 

*. مدير الهيئة الشعبية المقدسية المهندس إيهاب الجلاد.