خبر إكتشفَ أمريكا .. هآرتس

الساعة 08:44 ص|07 مايو 2010

بقلم: يوئيل ماركوس

ليست هذه هي المرة الاولى التي يزور فيها ايهود باراك الولايات المتحدة. لدى البنتاغون تقاليد استضافة لرجال الامن باحترام شديد. بحيث أن الصلب والتحليلي الذي بينهم يتضخم على الاقل 20سم فوق طوله الطبيعي. للجنرالات في الحاضر وفي الماضي توجد أيضا لغة مشتركة مع مضيفيهم. العلاقة بيننا وبين الولايات المتحدة، قال باراك مؤخرا هي العامود الفقري في أمن اسرائيل ومصدرا مركزيا لتفوقها النوعي بمنظومات متطورة من السلاح. ليست المساعدة المالية من 3 مليار دولار في السنة فقط، بل وايضا الذخيرة وقطع الغيار، الموجودة في المخازن الامريكية في اسرائيل والتي تسمح للجيش الاسرائيلي بالاعتماد عليها عند الحاجة. لدى عودته هذه المرة من واشنطن لم نلتقي باراك مفعما بالبهجة، بل رئيس حزب عالم بواجب اسرائيل في المساهمة بدورها في الحفاظ على الولاء والعلاقات مع الادارة الحالية. ليست حكمة الوصول الى مواجهة مع امريكا، قال في جلسة كتل العمل في الكنيست. ويمكن الوصول الى المواجهة اذا لم تعرض اسرائيل خطة سياسية على مواضيع اللباب، المستوطنات، الحدود والمسائل الاساس التي تستلزم حلا يؤدي الى انهاء النزاع.

العلاقات مع اوباما لن تكون وثيقة مثلما كانت مع سلفيه. ولكن لا حاجة الى قصة غرام من أجل الوصول الى انجازات. بين كارتر الجنوبي وبيغن المتطرف لم يسد ود. ولكنهما فعلا ما لا يصدق – سلام مع مصر صامد حتى اليوم.

باراك في رأي يقول ان واجبا علينا الاستجابة لمطالب اوباما. هذا ليس الوقت الذي يحتاج فيه بيبي الى التصرف كشمير، بمعنى الا يقرر؛ عليه أن يوسع الحكومة كي يغير طبيعة الحوار مع الادارة من خلال طرح خطة مفصلة لحل النزاع. دون أن نرفع خطة لن نتمكن من اصلاح العلاقات مع الادارة.

اذا كان هذا رأيه فلماذا لا ينسحب من الحكومة؟ جوابه هو انه ليس مع الخروج من الحكومة بل مع توسيعها. لو لم نكن في الداخل، قال، لكانت هذه حكومة يمينية متطرفة. وعن طريق الاستبعاد يمكن الوصول الى الاستنتاج بانه يفضل ضم كديما الى الحكومة.

تسيبي لفني تقول في دائرة مغلقة انها تصدق بان باراك قلق. وذلك ايضا لانه سيأتي يوم ويطرح عليه السؤال ما الذي يبحث عنه في حكومة يمينية. بيبي برأيها لم يجتز النهر بعد. اعتبار نتنياهو كان ولا يزال اعتبارا واحدا: البقاء لولاية دون أن يتخذ قرارا. كما أن الفقرة الشهيرة في خطاب بار ايلان، دولتين للشعبين، كانت بالنسبة له كاقتلاع سن. في التركيبة الحكومية الحالية لا توجد اغلبية لخطوات تاريخية. المعركة ضد فايغلين كانت زوبعة في فنجان. حكومة بيبي، باستثناء العمل، هي حكومة يمينية.

مشكلة نتنياهو، يقول أحد اصدقائه، هي الدائرة العائلية: الاب، الزوجة، الابنين والنسيب، كلهم يمينيون. باستثناء اثنين من السباعية الحكومية، فان النواة المقررة هي ضد تنازلات ذات مغزى. من يقول ان بيني بيغن لا يفهم بانه يوجد هناك فقط كي يثبت بانه لا يوجد شريك حقيقي في الطرف الاخر. المحامي اسحق مولكو، مستشاره السياسي، هو رجل كلمات، "ولكننا اجتزنا مرحلة الكلمات"، تقول لفني.

لفني في رأي يقول ان حل النزاع الفلسطيني اكثر تعقيدا من السلام مع مصر. هنا يدور الحديث عن مستوطنين عنيفين، عن نقل عشرات البلدات، عن وجود حماس ومنظمات متطرفة اخرى، وبصعوبة ترسيم حدود دائمة. برأيها بيبي سيحاول جر المحادثات، ولكن الامريكيين لن يسمحوا له. فهم سيرغبون في التوجه فورا الى البحث في الجوهر. أمنكم لم يعد ذريعة، سيقولون، فقد وافق الفلسطينيون على دولة مجردة.  برأي لفني، بعض من رجال اليمين يفهمون بانه حان الوقت للبحث في الامر الاساس. ولكن من الصعب اخراج حماسة منه لفكرة انضمام كديما الى حكومة بيبي. كامرأة وكسياسية قد لا تكون تنسى بان باراك منعها من ان تكون رئيسا للوزراء دون انتخابات من خلال تسويف مدروس. اذا لم يكن باراك راضيا عن سلوك بيبي، فان بوسعه ان ينسحب من الحكومة. بيبي متعلق بباراك، من هنا فان حكومة ينسحب منها باراك فتبدأ بحساب النهاية تنازليا. في التركيبة الحالية للحكومة لا توجد اغلبية لخطوات جدية، تقول لفني. قلق بيبي حقيقي – في أمريكا يوجد وقوف خلف الرئيس. يكفي ان النفوس العاملة تلقت رسائل بان الرئيس يقصد الحسم، لا قيمة للوجبات مع ايلي فيزل وخطابات رون لاودر. اذا استمر جر الارجل من ناحيتنا، فمن شأن الامر ان يؤدي الى كتف باردة من جانب الرئيس. ما سيثير الشماتة لدى اولئك الذين يستنكرون علاقاتنا مع الولايات المتحدة.

باراك، الذي كشف الان امريكا اوباما، ملزم بان يتوصل الى الاستنتاج بان الحكومة بتشكيلتها الراهنة غير مبنية لاتخاذ قرارات مصيرية، وعليه أن يتخذ مبادرة لضم كديما الى الحكومة – مرغوب فيه على حساب شاس. عصفوران بحجر واحد.