خبر « فلسطين اليوم » تكشف: الأسباب الحقيقية لسعي أمريكا إلى « المفاوضات »

الساعة 07:24 ص|05 مايو 2010

"فلسطين اليوم" تكشف: الأسباب الحقيقية لسعي أمريكا إلى "المفاوضات"

فلسطين اليوم- غزة (خاص)

مازالت الإدارة الأمريكية تواصل مساعيها الدولية على كافة الصعد من أجل تحقيق المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وتعمل على قدم وساق من أجل ذلك، من خلال اجتماعات ومؤتمرات وإرسال مندوبها للمنطقة.

 

وقد تعددت زيارات جورج ميتشل المبعوث الأمريكي لمنطقة الشرق الأوسط للتوسط بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، الأمر الذي قد يطرح سؤالاً حول أسباب الاهتمام الأمريكي بلف المفاوضات، وهل أوباما معني بها من أجل الفلسطينيين والإسرائيليين أم أن هناك أسباب أخرى وراء الستار.

 

المحللون أجمعوا في أحاديث منفصلة مع "فلسطين اليوم الإخبارية" أن المسألة ليست لها علاقة بالقضية الفلسطينية، بل إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية هي من تقف وراء هذا الاهتمام، وأن عملية التفاوض التي تسعى إليها أمريكا مجرد وسيلة لحشد الطاقات والأنظمة في مواجهة إيران.

 

فمن ناحيته، رأى الأستاذ الدكتور عبد الستار قاسم أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية في نابلس، أن أمريكا ليست مهتمة بحلٍ في المنطقة إنما تهدف إلى حشد الأنظمة العربية في مواجهة إيران، وتسعى لأن تصنع جواً ولو كان وهمياً في المنطقة لكي تضمن حشداً بجانبها إذا ما تمت مواجهة إيران.

 

وأوضح الدكتور قاسم، أن الأنظمة العربية حرجة من الوقوف بجانب أمريكا في مواجهة إيران، لذا تسعى أمريكا لفعل بعض الشئ من أجلها، وذلك من خلال سعيها لوقف إسرائيل عن الابتزازات ضد الفلسطينيين، أما التفاوض فهو آخر أولويات أمريكا. 

 

وأشار إلى أن أمريكا تسعى إلى صفقة متكاملة، فيما أن الانقسام الفلسطيني ضرب مشروعها بقوة في المنطقة، كما أنها تعمل على عامل الوقت ويريدون البحث عن عن وهم ينجحون فيه ولكنهم لم ينجحوا بعد.

 

وشدد الدكتور قاسم، على أن المفاوضات عملية هامشية في السياستين الأمريكية والإسرائيلية وتهدفان لحفظ ماء وجه الأنظمة العربية.

 

 

 

وقد اتفق المحلل السياسي حسن عبده مع الدكتور قاسم، في أن الاهتمام الأمريكي بملف المفاوضات يعود لارتباط وثيق بين عملية التفاوض والمعضلات السياسية التي تواجه أمريكا خاصةً حصار إيران بوصفها القضية المركزية وليس لحل الصراع القائم.

 

وأضاف عبده، أن أمريكا تتخذ من المفاوضات وسيلةً لبناء ستار حديدي وتحالف إقليمي ضد إيران، حيث أن اهتمامات الأولى منفضة تجاه إيران، وثم يأتي بعدها العراق وأفغانستان، ولا شك أنها ملفات مفتوحة، حيث لم تواجه أمريكا أي تعثر في كافة الملفات وتخشى من تراجع حقيقي وتريد مساعدة العرب الذين طالبوا بعملية سلمية كشرط.

 

أما فيما يتعلق بإسرائيل، فقد اعتبر عبده، أن إسرائيل وقادتها غير راضون بأي عملية تسوية مع الفلسطينيين، ويحاربون فكرة السلام، ويريدون اعتماد سياسيات التهجير ضد الفلسطينيون، وليس هناك لديهم رغبة في التفاوض، إنما يبدؤون العملية التفاوضية نزولاً عند الرغبة الأمريكية.

 

كما رأى أن إسرائيل معنية في هذه المفاوضات لتدعيم تحالف قوى الاعتدال في المنطقة ومحاصرة السياسة السورية في المنطقة بالإضافة إلى حزب الله وحركتي الجهاد الإسلامي وحماس، على اعتبار أن سوريا دولة مركزية في مواجهة العدوان، وتدعم تحالف المقاومة في المنطقة.