خبر « أهل الخير ».. تكافل اجتماعي بعيداً عن البعد التنظيمي

الساعة 04:56 م|04 مايو 2010

"أهل الخير".. تكافل اجتماعي بعيداً عن البعد التنظيمي

 

كتبت / ميرفت الشريف

رغم الحصار المشدد المفروض على غزة منذ نحو أربع سنوات، لا زالات العائلات الغزية تسطر يوما بعد يوم ملاحم التكافل الاجتماعي بينها في صورة إنسانية كبيرة المعاني تكشف عن عمق الأواصر الاجتماعية التي تربط أبناء غزة و تكافلهم مع بعضهم رغم الظروف الاقتصادية الصعبة و رغم التداعيات الخطيرة التي خيمت على الشارع الغزي جراء الانقسام الفلسطيني.

 

برنامج "أهل الخير" الإذاعي الذي يذاع عبر إذاعة صوت القدس من غزة كان شاهداً على عمق العلاقات الاجتماعية بين الغزيين بعيدا عن الشهداء و الدمار الذي لحق بالمواطنين بلا استثناء جراء الحرب الإسرائيلية المدمرة التي استهدفت البشر و الحجر و الشجر في غزة، حيث من خلاله اتضحت الجوانب الايجابية اللامعة لدى أبناء الشعب الفلسطيني.

 

 ومع دخول البرنامج عامه الثاني، يؤكد الأستاذ عماد نور، معد و مقدم البرنامج أن فكرة إعداد هذا البرنامج انطلقت من تداعيات الحرب الأخيرة على غزة و الحصار الظالم المفروض على القطاع منذ أن سيطرت حركة حماس على سدة الحكم في غزة.

 

و قال الأستاذ نور إن الهدف من البرنامج كان محاكاة هموم المواطنين و العائلات المحتاجة المتضررة من الحرب و الحصار و البطالة التي تغص فيها شريحة واسعة من المواطنين الغزيين، و خصوصا شريحة العمال العاطلين عن العمل و الذين لا يجدون من يقدم لهم المساعدة سواء من الجهات الرسمية أو المؤسسات الخيرية الخاصة.

 

و أكد أن الغالبية العظمى ممن يطرقون باب البرنامج للبحث عن مساعدة هم من شريحة العمال الذين فقدوا عملهم جراء الحصار المفروض على القطاع.

 

و أضاف نور أن آلية العمل في البرنامج تقوم على أساس البحث و التحري الدقيق في ظروف العائلات التي تتقدم لطلب المساعدة، ثم يتم تسجيل مناشداتهم و من ثم يتم بثها على المستمعين الذين يندفعون و بشكل لافت للتبرع رغم الحصار و نسبة البطالة العالية في القطاع.

 

و قال نور: "إن من أسباب الإقبال على البرنامج هو أن المتبرعين يبحثون عن جهة يثقون بها من اجل التبرع لهذه الحالات، كما أن هذه العائلات كفرت بشيء اسمه الجمعيات الخيرية التي تنشط في رمضان و تسكن بعد رمضان، مؤكداً أن هذه العائلات لا يعود عليها شيء من هذه الجمعيات، سيما و أن النسبة العظمى من أموال هذه الجمعيات تذهب في مكاتبها بين أجرة مكاتب و رواتب موظفين و غيره، مقارنة مع البرنامج الذي يسخر كل طاقاته و إمكاناته لخدمة العائلة المحتاجة و يوصل هذه التبرعات إلى حيث يفترض أن تكون.

 

و حول الانجازات الكبيرة التي حققها البرنامج، قال الأستاذ نور إن البرنامج حقق انجازات ضخمة وصلت إلى مستوى بناء بيوت و عمل مشاريع صغيرة حيث تكون مصدر دخل للعائلة المحتاجة، مضيفاً أن متبرعاً واحداً تبرع ببناء منزل و تجهيزه بالكامل لأحد العائلات على نفقته الخاصة في واحدة من حالات التعاون و التضامن الحقيقية التي تجلت في هذا البرنامج، كما تم المساعدة في توسيع بيوت أخرى و بناء ما يلزم العائلة المحتاجة في أكثر من عشرة بيوت، مشيراً إلى أن البرنامج ساهم و بشكل كبير في تعزيز مفاهيم التكافل الاجتماعي في ظل الحصار و الانقسام الفلسطيني.

 

و ختم نور حديثه برسالة وجهها إلى المؤسسات الرسمية و صانعي القرار في هذا الشأن بالعمل على التحري عن هذه العائلات الفقيرة و البحث عنها و مساعدتها، و خصوصا هذه الشريحة الكبيرة من العمال العاطلين عن العمل و لا يجدون ما يقيت عوائلهم، و العمل على توفير رواتب مستمرة لهم بحيث توفر لهم أسباب العيش الكريم.

 

بدوره شدد الدكتور عماد حمتو، الداعية الفلسطيني على أهمية مثل هذه البرامج في مرحلة خطيرة يمر بها المواطنين في غزة نتيجة للحصار و في ظل عجز المؤسسات الرسمية الضخمة أمام هذه المساحة الواسعة من الأسر الفقيرة و المتضررين.

 

و أكد حمتو أن أهم ما ميز هذا البرنامج "أهل الخير" هو غياب الوازع التنظيمي في تحديد المنتفعين منه، قياساً مع المؤسسات الخيرية و الحكومية التي تقحم التوزيعات التنظيمية في توزيع الخدمات و المساعدات لمثل هذه العائلات المستورة، مشيرا إلى أن نسبة كبيرة من العمال العاطلين عن العمل و الأسر المحتاجة غير منتمين للواقع الحزبي.

 

و أشاد الدكتور حمتو بإدارة البرنامج التي أوجدت هذا الوضع الرائع الذي من خلاله تمكن الكثير من المتبرعين من الفئات الشعبية التي ترغب بالتبرع و الوصول إلى مكان الأسر المحتاجة و الوقوف على ظروفها على ارض الواقع و مساعدتها، مشيرا إلى مشاركة الشخصيات الدعوية التي تشارك في إثارة البرنامج و الذين لهم تجربة كبيرة في مساعدة الأسر الفقيرة.