خبر الحياة الزوجية..إذا دخل ثالث من « الباب » خرجت المحبة من « الشباك »

الساعة 09:21 ص|04 مايو 2010

الحياة الزوجية..إذا دخل ثالث من "الباب" خرجت المحبة من "الشباك"

فلسطين اليوم- غزة (خاص)

بعد أن فاضت بما لديها من حكايات وقصص ومشكلات زوجية حدثت لها خلال أسبوعين غابت فيه عن عائلتها، استذكرت ما أوصاها به زوجها بعدم البوح بما يحدث بينهما لأحد حتى لو كانت شقيقاتها ووالدتها، ولكنها لم تكترث وأخذت تواصل أحاديثها التي لم تنته عن حياتها.

 

فأكثر ما يزعج زوجها هو أن تتحدث إلى أهلها بما يخص علاقتهما أو المشكلات التي حدثت بينهما، خاصةً أن سبق وأن تدخل والدها لديهما ليلوم زوجها على بعض خصائص الأمور بينهما، مما أفقد الزوج عقله وحدثت بينه وبين "حماه" مشادة كلامية أثرت على علاقتهما فنبهها أكثر من مرة لعدم الحديث إلى أحد عما يخصهما.

 

ولأن الحياة مليئة بالمشكلات والمعضلات التي تؤرق الأسر والعائلات، إلا أن كثيرون اتفقوا في أحاديثهم لـ"فلسطين اليوم الإخبارية" أن ما يزيد هذه المشكلات هو الحديث عن خصوصيات الحياة الزوجية وخروجها عن نطاق الزوجين، الأمر الذي يؤثر على علاقتهما، وهو الأمر الذي أكد جميعهم أنهم يفعلونه بنسب متفاوتة.

 

فهذه غادة ابراهيم أم لـ"ستة أطفال" من مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، فأكدت أنها لا تكاد أن تزور والدتها حتى تفيض بما لديها من مشكلات حدثت بينها وبين زوجها، على اعتبار أن زوجها يتحدث لوالدته عما يجري في بيته.

 

وتضيف ابراهيم، أنها حاولت مراراً الكف عن هذا السلوك إلا أن توسلات والدتها للاطمئنان على حياتها وزوجها تجعلها تتحدث بما يحدث لها مع زوجها لعائلتها.

 

أما أم خالد عصر (45 عاماً)، فأكدت أن خبرتها الطويلة في حياتها مع زوجها الذي اقترنت به قبل 18 عاماً جعلها تتعلم ألا تخبر أحداً بما يحدث بينها وزوجها من مشكلات، حيث حدثت لها مشكلات في بداية سنوات زواجها بعد أن تدخلت والدتها لدى زوجها لحل مشكلة ما فقام الزوج بطردها لبيت والدتها والإصرار على عدم رجوعها إلا بشرط عدم تدخل أحد من أهلها أو أهله في حياتهما الخاصة.

 

وحول رأي في هذه القضية، أكد الداعية الإسلامي سميح حجاج في حديث لـ"فلسطين اليوم الإخبارية"، على ضرورة أن يقوم الزوجان بمعالجة مشكلاتهما داخل الجدران الأربعة، مشيراً إلى أن الأصل في العلاقة الزوجية أن تقوم على المودة والرحمة والسكينة.

 

وأضاف الداعية حجاج، أن الحياة الزوجية لا تخلو من الخلاف، وقد فصل الدين الإسلامي مراحل حل هذا الخلاف، مبيناً أنه إذا شعر الزوج أن زوجته بها خلل أو عيب وكذلك الزوجة فعليهما بالوعظ والإرشاد في البداية من خلال الآيات والأحاديث، ثم الهجر في المضاجع أي أن يدير لها ظهره على أن يكونا في نفس الفراش وذلك حتى لا يشعر الأبناء بما بينهما من خلاف، وتؤثر عليهم.

 

أما الأسلوب التالي فهو الضرب غير المبرح أي بالسواك أو المنديل كما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو الضرب الذي لا يؤذي ولا يؤلم الزوجة، ومن يقوم بالضرب المبرح فهو آثم.

 

وفي هذه المرحلة، أشار الشيخ حجاج إلى أنه يمكن تدخل طرف ثالث عندما تصل العلاقة الزوجية إلى طريق مسدود، كما قال تعالي {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلاَحًا يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا } (35) سورة النساء.

 

وشدد الشيخ حجاج، على أنه لا يجوز لكل من الزوج والزوجة إخبار أحدٍ عن أخبار بيتهما، منوهاً إلى أن الأصل في الزوجين أن يصبرا على بعضهما البعض، وأن تكون أخبارهما في بئر وأن يكون الرجل لزوجته كالميت إذا أدخل إلى القبر.

 

وعن أخطر ما يمكن أن ينقله الأزواج عن حياتهما هو أسرارهما الخاصة أو ما يخص العلاقة الزوجية، وكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم:"إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة أن الرجل يفضي إلى زوجته والزوجة تفضي إلى زوجها ثم ينشر سرها".

 

أما أضرار نشر غسيل الزوجين كما قال الشيخ حجاج:" إن إفشاء أسرار الزوجين ينعكس سلبياً على حياة الزوجين، وأطفالهما وبيتهما، وعلى علاقتهما، كما أن علاقة الزوج بأهل زوجته الذين تخبرهم ابنتهم بكل مايتعلق بحياتها ستتأثر سلبياً، وقد يقعا بمشكلات اجتماعية تصل في أحيانٍ كثير إلى الطلاق الذي كثر في الآونة الأخيرة".

 

وحث أولياء الأمور على ضرورة أن يقوما ابنتهم أو ابنهم، وتعليمهم على عدم إفشاء أسرار البيت الزوجية، وتقديم الوعظ والارشاد لهما، وعدم السماح لهما بذكر مايخص حياتهما ولجمهما عند الحديث فيها، مشيراً إلى أنه لا مانع من الاستفسار والسؤال عن بعض الأمور الخاصة التي لا تفقهها الزوجة أو الزوج.