خبر سلم الأولويات- يديعوت

الساعة 08:39 ص|04 مايو 2010

سلم الأولويات- يديعوت

حامض أم مر

بقلم: دوف فايسغلاس

سبق أن كتب وقيل الكثير بان الحموضة الآخذة في الانتشار في العلاقات بين اسرائيل والولايات المتحدة – وسببها الاساس هو في الخلاف في موضوع الاستيطان في يهودا والسامرة وفي شرقي القدس – من شأنها أن تقضم من القيم الحيوية للغاية لامن اسرائيل.

الطريق الملتوي الذي اضطرت الادارة الامريكية الى قطعه لاجل الوصول الى بدء اجراء سياسي ما، دار كله حول موضوع تجميد البناء والاستيطان. الموافقة، السخيفة جدا، على "محادثات التقارب" كفيلة بان تتفكك قبل أن تبدأ المحادثات بسبب موضوع الاستيطان. التصميم "الاستيطاني" وضع أمام اسرائيل، بالذات في ايام الاختبار، ادارة غاضبة ومستاءة.

في ادارة شؤون الدولة ملزمة الحكومة ان تميز بين الاساسي والثانوني وبين الهام والاكثر أهمية. الادارة الامريكية الحالية لم تخفي منذ لحظة ايامها نيتها في أن تعيد النظر في مواضيع اعتبرت لسنوات عديدة قيما اساسية في السياسة الداخلية والخارجية للولايات المتحدة. وهي تفعل ذلك سواء في مسائل داخلية امريكية أم في مواضيع سياسة الخارجية والامن الاقليمي والدولي.

الادارة الامريكية تخرج عن طورها تقريبا كي ترضي العالم الاسلامي والعربي، اقل من عشر سنوات على مصيبة البرجين وعقب القتال ضد قوات اسلامية متطرفة. وهي تعيد النظر في سياسة النووي العسكري الامريكي، في الولايات المتحدة نفسها وفي غربي اوروبا – والتي اعتبرت منذ الازل كجزء من العالم ضمنت الولايات المتحدة أمنها. وهي تعيد النظر ايضا في الترتيبات الامنية الامريكية حيال روسيا، التي وصلت في حينه في علاقاتها مع الولايات المتحدة الى شفا حرب عالمية ثالثة.

ادارة كهذه لا يجب "اثارة اعصابها" لغير حاجة حيوية. وما أن بدا بان في المستقبل القريب كفيلة الادارة بان تتصدى لمسائل اساس في أمن اسرائيل – مثل مسألة استمرار وجود الغموض النووي – فانه لا ينبغي استفزازها حتى ولا من أجل مواضيع الاستيطان.

الاهتمام الذي بدأت ادارة اوباما تبديه  بشرق اوسط "نظيف" من النووي فرض على حكومة اسرائيل واجبا أعلى لضمان ادارة عاطفة ومراعية، قدر الامكان. شرق أوسط "نظيف" يجب أن يقلق وان كان قليلا الدول العربية وذلك لان وجودها لا يتعرض للخطر. ولا ينبغي له أن يقلق ايران التي تستخف بالادارة الحالية، ولكن ينبغي أن يقلق جدا اسرائيل التي "غموض" مكانتها النووية هو من أهم عناصر قدرتها على ردع الساعين للقضاء عليها وشرطا أساسا لامنها في منطقة مليئة بالاشكالات.

وبالفعل، يبدو ان الادارة الامريكية التي تنكب على ذبح كل ما يبدو في نظرها "بقرات مقدسية" امنية بما في ذلك تلك المتعلقة بالامن القومي الامريكي نفسه، لن تتردد في اعادة النظر ايضا في المفهوم الاساس لامن اسرائيل، بما في ذلك عناصر الردع الكامنة في ذاك "الغموض" الحيوي.

مؤتمر الدول الاعضاء في ميثاق منع نشر السلاح النووي – الميثاق الذي لم تنضم اسرائيل اليه ومحظور عليها أن تنضم اليه طالما لا تعترف المنطقة حولها بوجودها – هو فرصة مناسبة للادارة للبدء بالتفكير بصوت عال، بنية تحقيق هذه او تلك، في اعادة النظر بالسياسة التقليدية للولايات المتحدة بالنسبة "للغموض" الاسرائيلي. الزام اسرائيل على الانضمام الى الميثاق وقبول رقابة دولية على نفسها سيمنع "غموضا" ويضمن "يقينا" وذلك لانه بالفعل لن يعثر لدى اسرائيل على وسائل عسكرية نووية، مطلوبة لحمايتها ذاتها، تلك الوسائل التي لا نعرف عن وجودها، ولكن كسكان في الشرق الاوسط المنفلت العقال نحن نأمل ونصلي بان يكون وجود كهذا، وكثير، في مخازن اسرائيل.

في الايام الاخيرة نشر أن الموضوع تدرسه الادارة الامريكية بالتشاور مع المصريين. اذا كان هناك صحة – وحتى لو كانت جزئية – في هذه المنشورات، فان على اسرائيل أن تقلق قلقا شديدا. عندما تكون مصلحة أمنية اسرائيلية على هذا القدر من الحيوية كفيلة بان توضع قريبا على طاولة المباحثات الامريكية، سيكون من الخطأ الفظيع ان يضاف الى المناكفة مع الادارة، الغاضبة على أي حال، في مسألة "الاستيطان" – مهما كانت هذه ثقيلة الوزن.