خبر مشياً على الأقدام من رفح لبيت حانون..طريقة جديدة للتضامن مع الأسرى

الساعة 05:40 ص|04 مايو 2010

مشياً على الأقدام من رفح لبيت حانون..طريقة جديدة للتضامن مع الأسرى

فلسطين اليوم-غزة

يخطط عدد من المتضامنين مع قضية الأسرى لرحلة تجوب قطاع غزة سيراً على الأقدام للتضامن مع الأسرى، وسيقطع ثلاثة متضامنين خلال الأيام القليلة المقبلة المسافة بين بيت حانون شمالا ورفح جنوبا البالغة نحو 47 كيلومترا للمطالبة بتفعيل قضية الأسرى.

وقال أسامة أبو فول، شقيق الأسير علي، وأحد المشاركين في المسيرة التضامنية، إنه وزميله محمد المجدلاوي، والمبعد من بيت لحم إلى قطاع غزة ياسين الهريمي، سيبدأون خلال الأيام القليلة القادمة رحلتهم للتضامن مع الأسرى، مؤكدا أنهم سيزورون عددا من منازل الأسرى الواقعة على خط سير الرحلة.

وأكد أبو فول لـ "الأيام"، أن والد الجندي الأسير في قطاع غزة جلعاد شاليت يجول العالم من أجل قضية ابنه، الأمر الذي يوجب على الجميع أن يفعلوا ما يستطيعون من أجل آلاف الأسرى، ولفت إلى أن الرحلة التي تتم برعاية من الحركة الشعبية لنصرة قضية الأسرى ستتواصل في بلاد أخرى إذا أتيحت الظروف لذلك.

وقال منسق الحركة الشعبية نشأت الوحيدي، إن الرحلة تعتبر نقلة نوعية في فعاليات التضامن، وأكد لـ "الأيام" أهمية أن ترفع المؤسسات الحقوقية والقانونية من مستوى التضامن مع الأسرى.

بدوره، قال الهريمي لـ "الأيام" إن المسيرة ستسلط الضوء على معاناة الأسرى والمبعدين، لافتا إلى أن المبعدين سيعقدون مؤتمرا صحافيا فور انتهاء الرحلة أمام معبر بيت حانون "إيرز" للحديث عن معاناتهم المتجددة في الذكرى السنوية لإبعادهم.

بدورها، طالبت اللجنة الوطنية العليا لدعم الأسرى المؤسسات الحقوقية بالتحرك فورا لوقف المهزلة التي تمارسها إدارة السجون الإسرائيلية بحق الأسرى.

وأكد الأسير المحرر طارق العيسوي، في كلمة ألقاها خلال مؤتمر صحافي عقدته اللجنة، أمس، خلال الاعتصام الأسبوعي لأهالي الأسرى في مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن الأسرى أقوى من سجون الاحتلال والسجان، ودعا الشعب وأهالي الأسرى إلى إبقاء قضيتهم حية، التي لا تقل أهمية عن قضيتي القدس واللاجئين.

ودان العيسوي الذي تحرر من سجون الاحتلال قبل أيام عودة السلطة للمفاوضات، معتبرا أن لا جدوى من الاستمرار فيها، وأن الحل الوحيد المقاومة.

وأشاد بالفصائل الآسرة للجندي شاليت، وطالبها بالثبات على مواقفها حتى تحقيق جميع مطالبها، مؤكداً استمرار الأسرى في حرب الأمعاء الفارغة حتى الموافقة على مطالبهم والعمل على تحسين ظروفهم.

وطالب المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية بالتدخل السريع والعاجل للإفراج عن جميع الأسرى، خاصة ذوي الأحكام العالية.

من جهته، طمأن الأسير المحرر سامي الزوارعة أهالي الأسرى على صحة أبنائهم، مؤكدا أن معنوياتهم عالية وأنهم يستمدون ثباتهم من صبر أهاليهم.

وأشار زوارعة الذي تحرر من سجون الاحتلال قبل أيام إلى أن للأسرى العديد من المطالب، على رأسها السماح لأهاليهم في قطاع غزة بزيارتهم بعد ما يقارب من 4 أعوام على منعهم، وإرجاع قناة "الجزيرة" التي منعتها إدارة السجون منذ أكثر من عام.

ودعا وزارة التربية والتعليم العالي إلى العمل بجد من أجل إدخال امتحانات التوجيهي للأسرى، وطالب المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية بالتدخل السريع والعاجل لإخراج الأسرى من العزل الانفرادي، وأشار إلى أن عشرات من الأسرى مضى على وجودهم داخل العزل الانفرادي أكثر من 10 أعوام، داعيا القيادة الفلسطينية إلى التوحد من أجل الأسرى وقضيتهم والاهتمام بها والعمل على تفعيلها وتدويلها.

وأكد أن الأسرى يعانون من إهمال طبي شديد يؤثر على صحتهم، موضحا أن الأسير ربحي بشارات يعاني من فيروس بالأمعاء وارتفاع في نسبة الكولسترول ويحتاج إلى سبعة أنواع من العلاج يوميا.

وأضاف إن الاحتلال يتعمد ممارسة الإهمال الطبي بحق الأسرى لإضعاف معنوياتهم.

وكان أهالي الأسرى واصلوا، أمس، اعتصامهم الأسبوعي في مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر بمدينة غزة للمطالبة بالإفراج عن أبنائهم، وحملوا صور أبنائهم ورددوا هتافات تدعو إلى وقف الممارسات القمعية ضدهم.

من جهة أخرى، نددت لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزة بتصريحات رئيس وزراء حكومة الاحتلال القاضية بتشديد شروط اعتقال الأسرى.

واستهجن علي السويركي عضو لجنة الأسرى عن جبهة النضال الشعبي، تلك التصريحات ووصفها بالساقطة في ظل التحرك الشعبي والعالمي لنصرة قضية الأسرى، وطالب بهبة شعبية وحقوقية لمواجهة القرارات العنصرية الإسرائيلية الهادفة لقتل الأسرى من خلال تشديد ظروف وشروط اعتقالهم.

ودعا جمال الضبة عضو لجنة الأسرى عن الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، إلى تحرك إعلامي واسع نصرة للأسرى في ظل الممارسات والانتهاكات الخطيرة التي يتعرضون لها، وفضح جرائم الحرب التي ترتكبها إدارة مصلحة السجون في دولة الاحتلال، وشدد على أهمية تفعيل الجهود من أجل إنهاء الانقسام الذي عاد للوراء بقضية الأسرى وجعل الاحتلال يستفرد بهم ويمارس بحقهم سياسة القتل البطيء التي أدت لاستشهاد المئات.

ودعت لجنة الأسرى المنظمات الدولية والإنسانية والمجلس الدولي لحقوق الإنسان ومنظمة الصحة العالمية إلى العمل على زيارة الأسرى والاطلاع على أوضاعهم وتشكيل لجنة تحقيق دولية في ظروف استشهاد الأسير رائد أبو حماد والأسير المحرر فايز زيدات.

وفي السياق ذاته، حذر رأفت حمدونة مدير مركز الأسرى للدراسات من السياسة التي يناقشها مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي للتضييق على الأسرى في أعقاب الجمود في ملف شاليت، وقال إنه وفقا لما ذكرته القناة الثانية الإسرائيلية فإن التضييقات ستطال سحب الزيارات والتعليم الجامعي والكتب والصحف والتلفزيون، والعزل الانفرادي لأسرى بلا تحديد زمني.

وطالب الجهات الرسمية والمدنية والإعلامية والصليب الأحمر بالتدخل قبل اتخاذ قرار نهائي، ودعا وسائل الإعلام على اختلاف أنواعها إلى إثارة هذا التوجه وجعله من أولى أولوياتها.

على صعيد آخر، نعت جمعية واعد للأسرى والمحررين والدة الأسير محمد حرز، موضحة أن عدد أمهات وآباء الأسرى الذين توفوا هذا العام في تزايد وجميعهم يخشون من أن توافيهم المنية قبل أن يتمكنوا من رؤية أبنائهم.

وقالت الجمعية إن والدة الأسير حرز المحكوم مدى الحياة توفيت، صباح أمس، حيث كانت تعاني من جلطة منذ ثلاثة أشهر.

وكانت حرز ممنوعة من الزيارة منذ العام 2006 ما ضاعف معاناتها وعذابها وتوفيت وهي تتمنى رؤية ابنها الأسير حرا بعد أن أمضى 17 عاما متنقلا في السجون.

يشار إلى أن الأسير حرز الموجود في سجن نفحة الصحراوي معتقل منذ العام 1992 ومتزوج وله 4 أبناء.