خبر البلدة القديمة بالقدس ...محلات مكتظة بالبضائع بلا مشترين

الساعة 05:14 ص|04 مايو 2010

البلدة القديمة بالقدس ...محلات مكتظة بالبضائع بلا مشترين

فلسطين اليوم: القدس المحتلة

تكتظ أسواق البلدة القديمة بالمحلات التجارية المختلفة منها ما هو مخصص لبيع الاحذية والالبسة للاطفال والنساء والرجال والمحجبات... واخرى مخصصة لبيع السكاكر والحلويات... ومحلات لبيع الاكسسوارات والتحف وهناك صاغ للذهب والفضة... لكن أصحاب هذه المحلات يشكون من قلة المتسوقين يوما بعد الاخر، مما يهدد وجودهم واستمرار بقائهم... تجار البلدة القديمة يستصرخون محذرين من أوضاعهم الصعبة ومواصلة فرض الضرائب الاسرائيلية الباهظة عليهم مقابل خدمات متدنية، ويؤكد التجار على ضرورة الاهتمام بتنشيط وضعهم التجاري للمحافظة على ما تبقى من القدس باعتبارهم سفراء للوطن والدين.

التجارة السياحية...

من جهته قال التاجر عارف إبراهيم وزوز صاحب مطعم في شارع الواد قال:" يوجد في القدس القديمة 450 محلا لبيع التحف الشرقية، يعانون من ترويج الجانب الاسرائيلي لإشاعات ضد سكان وتجار البلدة القديمة ، حيث يدعون وجود لصوص وسارقين لمنع السواح من التوجه إلى لشراء من عندنا."

وأضاف:" انه يتم توجيه السياح من قبل الشركات السياحية للشراء من خمسة محلات عمالقة في مدينة القدس وبيت لحم والناصرة في حين يحرم العشرات من ذلك، حيث يرفض الادلاء إدخال أي فوج سياحي للمحلات السياحية الأخرى ، بسبب إستفادتهم من العمولة المتفق عليها من قبل الشركة والدليل للمحلات التي تحددها الشركة ، مع العلم أنه يكون بيع مسبق للأفواج السياحية من الخارج قبل قدومها للمنطقة ، وتوجيهها فقط إلى سوقي بن يهودا في شارع يافا والكاردو في حارة الشرف بالبلدة القديمة فقط ويتركون كافة محلات السياحة بالبلدة القديمة في القدس .

وتطرق وزوز إلى شلل الحركة التجارية في أسواق البلدة القديمة مما يهدد بإنقراضها، هذا بالاضافة إلى ضغوط أخرى تتمثل بالضرائب الاسرائيلية الباهظة المفروضة على اصحاب المحلات التجارية .

وأضاف:" تعاني مدينة القدس من محاصرتها بالجدار الفاصل ونقاط التفتيش ، مما أدى إلى شلل حركتها، وناشد وزور وزارة السياحة الفلسطينية توجيه رسالة لشركات السياحة الفلسطينية بالتعامل مع كافة تجار القدس لاننا نحن سفراء الدين والوطني، ويتمنى من وزارة السياحة أن تضم صوت التجار إلى صوت الحق والانصاف والعدل .

سوق خان الزيت..

ولا تقتصر معاناة قلة المتسوقين عند تجار السياحية فقط فهذا التاجر نادر القضماني يشكو من الركود الاقتصادي حيث قال كنا نعتمد على أهالي القرى المحيطة بالقدس لكن الجدار والمعابر حالت دون حضورهم ولكن علينا الصبر والصمود، فهذا مصدر رزقنا ووجودنا في القدس.علما ان محمص القضماني وهو من اقدم المحال التجارية التي اشتهرت ببيع المكسرات والحلويات.

وفي حارة الشرف وما يسمى اليوم بحارة اليهود، يقول صاحب مخبز عماد أبو سنينة :"لقد ورثت حرفة الخبازة عن أجدادي وسأعلمها لاولادي، فأصحاب المحلات العربية المتبقية في حارة الشرف وهي ما بين- أربعة أو خمسة محلات- تمثل صمود الحارة رغم ما نعانيه من المقاطعة ، ومحاولات التهجير أو متطلبات تعجيزية لتجديد رخصة المهنة، اضافة الى مضايقات من قبل المستوطنين بكتابة بعض الشعارات العنصرية على باب دكانه.

وقال أبو سنينة:"ان الحال اليوم ليس كما كان سابقا، فكنا نعمل منذ الفجر حتى العصر لتغطية طلباتنا، لكن اليوم ننهي عملنا بشكل مبكر لقلة البيع.

بسطات القدس...

وفي أيام السبت والاعياد اليهودية تفترش شوارع القدس اشكال وانواع مختلفة من البسطات لغياب طواقم البلدية، حيث يقبل الاهالي للشراء منها لانخفاض أسعار معروضاتها.

ويقول صاحب بسطة لبيع الاحذية خالد صب لبن :"أنتظر يوم السبت من كل أسبوع بفارغ الصبر فهو يوم العمل بالنسبة لاصحاب البسطات"، موضحا أنه كان يملك دكانا، إلا أنه اضطر لإقفاله بعد ملاحقته وتعرضه للسجن بسبب تراكم الضرائب عليه.

اما المواطن مهران الجعبة يقول ان الاقبال على الشراء يقل يوما بعد يوم، ونتهز الأعياد اليهودية وأيام السبت وبعد المغرب يوميا لعرض بضائع دكاننا على البسطة لأن المواطن يقبل عليها لاعتقاده انها أرخص من بضائع الدكان.

مشروع البنية التحتية بالقدس القديمة

وفي سياق متصل حذر مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية من تجديد البنية التحتية في القدس القديمة، ابتداءا من مدخل باب العمود وحتى نهاية شارع ألواد ، وعبر المركز عن استغرابه من توقيت الإعلان عن هذا المشروع ، علما بان البلدية كانت نفذت في السابق مشروعا لتحديث البنية التحتية داخل أسوار البلدة القديمة شمل معظم شوارعها وإحيائها، وتسبب تنفيذه في تلك الفترة بأضرار كبيرة لحقت بالتجار المقدسيين الذين اضطروا إلى إغلاق محلاتهم طيلة فترة تنفيذه.

ونبه مركز القدس إلى إن المشروع لا يرتبط بتحديث البنية التحتية للمواطنين القاطنين في داخل المدينة المقدسة بقدر ارتباطه بشبكة معقدة من الأنفاق حفرتها سلطات الاحتلال في السنوات القليلة الماضية ولا تزال تحفرها في مناطق متفرقة من البلدة القديمة، وخارجها وتحديدا في منطقة باب الخليل حيث تتسارع هناك عمليات حفر تتكتم عليها سلطات الاحتلال، وان كان الحديث يدور عن مجموعة من الأنفاق تصل مركز القدس الغربية بحائط البراق ، وبالحي اليهودي مرورا بحي الأرمن .

وعبر احمد دنديس أحد التجار الفلسطينيين في باب العمود عن شكوك التجار من أهداف تنفيذ هذا المشروع ، علما بأن البلدية كانت نفذت في العام 78 – 79 مشروعا للبنية التحتية في المنطقة ، وبالتالي فالمشروع الجديد لا ضرورة له ، مؤكدا أن أعمال الحفر التي ستنفذ في المنطقة ستلحق كبير الضر بالحركة التجارية وتفاقم من الأوضاع الاقتصادية التي يعيشها التجار المقدسيون ، حيث الركود التجاري، وحملات الدهم الضريبي التي تنفذها البلدية وضريبة الدخل، ومؤسسة التأمين الوطني، مشيرا إلى أن دائرة ضريبة الدخل تجبي ضرائب عن سنوات مضت وبأثر رجعي ، كما حدث معه ، حيث طولب بمبالغ عن فترة ما قبل 15 عاما بقيمة 32 ألف شيكل ، بينما طالبته مؤسسة التأمين الوطني ب 16 ألف شيكل، وهو أمر ينطبق على سائر التجار.

في حين قال مواطن آخر – وهو صاحب محل لبيع العصير الطازج في باب العمود- أن أعمال الحفر الجديدة ترتبط أساسا بشبكة الأنفاق الموجودة في المنطقة منذ سنوات طويلة ، والتي تضررت بفعل تسرب مياه الأمطار إليها ، عدا عن التلف الذي أصاب كوابل آلات التصوير والمراقبة التي نشرتها الشرطة في المنطقة وتضررت هي الأخرى . وأضاف:" في المحصلة نحن من سيتأثر بالحفريات الجديدة، لأن الحفر لعامين في المنطقة معناه أننا سنضطر إلى إغلاق محلاتنا، وإن لم نغلقها، فإن أحدا من المواطنين لن يصل إليها خشية من تلك الحفريات.

واعتبر مركز القدس المشروع الجديد فيما لو نفذ واحدا من سلسلة مشاريع تستهدف تهويد البلدة القديمة برمتها، وممارسة مزيد من الضغوط الاقتصادية على المقدسيين، وبالتالي دفع المزيد منهم للرحيل والتهجير القسري، بالالتقاء مع الضغوط التي تمارس بحقهم من هدم للمنازل، والاستيلاء على العقارات، وسحب الإقامة من آلاف الأسر، والسطو المنظم على الآثار العربية والإسلامية، وطمس معالم الآثار الأخرى، ومضاعفة العمل بسياسة الإبعاد القهري عن المسجد الأقصى والبلدة القديمة، وهي سياسة طالت مواطنين ورموزا دينية وسياسية من القدس ومن داخل الخط الأخضر