خبر في اليوم العالمي لحريتهم .. الصحفيون الفلسطينيون يتحدثون بمرارة عن واقعهم

الساعة 08:57 ص|03 مايو 2010

في اليوم العالمي لحريتهم .. الصحفيون الفلسطينيون يتحدثون بمرارة عن واقعهم

فلسطين اليوم : غزة (خاص)

يحتفل العالم في الثالث من شهر أيار/مايو من كل عام باليوم العالمي لحرية الصحافة، حيث يعد هذا اليوم مناسبةً لتذكير العالم بانتهاكات حق الحرية في التعبير، وكذلك مناسبةً لتذكيرهم بالعديد من الصحفيين الشجعان الذين آثروا الموت أو السجن في سبيل تزويدهم بالأخبار اليومية.

"فلسطين اليوم" التقت مسؤولي الأطر والمؤسسات الإعلامية في الأراضي الفلسطينية، حيث تحدَّثوا  إليها عن الممارسات التعسفية الإسرائيلية بحق الصحفيين، والتي شددوا على اعتبارها مبرمجةً وهادفةً لثنيهم عن تغطية الفظائع العدوانية التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني.

فقد أكد الدكتور غسان الخطيب، مدير المكتب الإعلامي التابع للحكومة الفلسطينية برئاسة الدكتور سلام فياض، أن الصحفيين يعملون بحرية تامة ومطلقة في الضفة المحتلة، نافياً وجود مضايقات تعتري عمل الصحفيين، كما ترصد الأطر والمؤسسات الإعلامية المختلفة.

وأبدى د.الخطيب استعداده لمتابعة أي قضية وفحصها ومعالجتها في أي وقت، موضحاً أن الحكومة ستنتهز اجتماعها الذي سيعقد اليوم الاثنين للتذكير بالتزامها بحرية الإعلام.

وألقى مدير المكتب الإعلامي الحكومي بالضفة، باللائمة على الاحتلال الذي يضع على الدوام الصحفيين في دائرة الخطورة في أتون معركته مع الشعب الفلسطيني، مبيناً أن هذا يتم للتغطية على جرائمه التي تقترف بحق المدنيين العزل والتي تعمل وسائل الإعلام على فضحها.

وأعرب الخطيب عن أمله في أن يستمر الصحفي الفلسطيني في أداء رسالته المزدوجة سواءً بتغطيته لممارسات الاحتلال وعدوانه المتواصل، أو فيما يتعلق بدوره في تعزيز الشفافية وتحقيق مصالح الجمهور ومساءلة المسؤولين وصناع القرار من خلال تقاريرهم وتحقيقاتهم.

من جانبه، أكد الصحفي صالح المصري، رئيس التجمع الإعلامي الفلسطيني، أن هناك اعتداءات وتضييقاً يمارس على الصحفيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مشيراً إلى أن ذلك يجري توضيحه من خلال إصدارهم تقريراً شهرياً يرصد الانتهاكات التي تتعرض لها الحريات الإعلامية.

وحمَّل المصري سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة والمباشرة عمَّا يتعرض له الصحفيون الفلسطينيون من تضييق سواءً بالقتل المتعمد - كما جرى مع الزميل الصحفي فضل شناعة-  أو الاعتقال أو الملاحقة المستمرة أو المنع من السفر.

واستذكر الصحفي المصري في اليوم العالمي لحرية الصحافة، معاناة الصحفيين المقدسيين الذين يتعرضون لتنكيل مستمر من قبل قوات الاحتلال وهم يقومون بواجبهم المهني في تغطية الوقائع والمستجدات، موضحاً أن هناك خطةً مبرمجةً لعملهم كونهم يسلطون الأضواء على ما تقوم به إسرائيل من تنكيل بحق أهلهم وذويهم.

ودعا رئيس التجمع الإعلامي الفلسطيني بهذا الصدد لدعم الصحفيين المقدسيين وتوفير كافة السبل لهم كي يؤدوا واجبهم المهني بحرية ويكشفوا زيف الاحتلال وعربدته بحق المقدسات السليبة.

وتطرق المصري في معرض حديثه للمضايقات التي يتعرض لها الصحفيون من قبل السلطتين القائمتين في قطاع غزة والضفة المحتلة، قائلاً:" هناك تضييق يمارس على الصحفيين في الضفة وغزة، لكن لا يوجد هناك وجه مقارنة بين ما يجري في الضفة من انتهاكات مقارنة بقطاع غزة ".

وعبَّر المصري عن أمله أن يعلن العام 2010م عاماً للحرية المطلقة للصحافة في الأراضي الفلسطينية.

وفي نهاية حديثه وجَّه رئيس التجمع الإعلامي الفلسطيني اللوم للاتحادات الصحفية العربية، كونها لم تقف بالشكل المطلوب لدعم الصحفيين الفلسطينيين الذين يعملون تحت النار، مطالباً إياهم بضرورة دعمهم لوجستياً ومعنوياً.

من ناحيته، شدد الكاتب الصحفي هاني المصري، على أهمية الصحافة بوصفها سلاحاً للشعوب، وخاصةً إذا ما كانت تلك الشعوب تحت الاحتلال، كونها تسهم في تحقيق أهداف الحرية والعودة والاستقلال.

وتحدَّث المصري عن اليوم العالمي لحرية الصحافة، قائلاً:" في هذا اليوم نؤكد أن الحرية الإعلامية منتهكة أولاً و أساساً على يد الاحتلال، ثانياً على يد السلطات في غزة والضفة، بحيث بتنا نخشى من تبلور أنظمة بوليسية قمعية".

وبيّن المصري أن "إسرائيل" كيانٌ محتل وظالم وعدواني ووحشي، حيث أقدمت على قتل العديد من الشهداء من الصحفيين والإعلاميين فضلاً عن اعتدائها على المؤسسات الإعلامية.

وقال:" إن المؤسسة الإعلامية الفلسطينية لم تنجح كما تريد في التصدي للماكنة الإعلامية الإسرائيلية، لكنها تقوم بدور لا نستطيع إنكاره في إظهار الفظاعات التي يرتكبها الاحتلال".

واعتبر الإعلامي الفلسطيني أن عدم نجاح المؤسسة الإعلامية يأتي بسبب تدخل الساسة في عملها، مؤكداً ذيلية وسائل الإعلام الفلسطينية للساسة، داعياً إياها في ذات الوقت أن تحقق كينونتها وتغدو السلطة الرابعة في المجتمع.

على صعيدٍ ذي صلة، رأى ياسر أبو هين رئيس كتلة الصحفي الفلسطيني، أن اليوم العالمي لحرية الصحافة عزيز على قلوب الصحفيين كونه اليوم الذي يكرمون فيه، لكنه في نفس الوقت يذكرهم بعشرات الأحداث التي تدمي قلوبهم.

وأشار أبو هين في سياق حديثه إلى أن الصحفيين الفلسطينيين الذين غيبهم الاحتلال بقذائفه خاصاً بالذكر شهداء الحرب العدوانية الأخيرة على قطاع غزة نهاية العام 2008م، وزملاؤهم الذين يقبعون في سجونه.

وتحدَّث فيما بعد عن الألم الذي يعيشه الصحفيين على لما آلت إليه الحالة الإعلامية الفلسطينية، التي أكد أنها لا تسر عدواً ولا صديقاً.

ولفت أبو هين النظر إلى أن الخنجر المغروس في خاصرة الحالة الإعلامية الفلسطينية، يكمن في الحملات الأمنية التي يتعرض لها الصحفيون في الضفة المحتلة، موضحاً أن ما يجري في الضفة يأتي ضمن سياسة وحالة مخططة.

وفي سؤاله عمَّا إذا ما كان هنالك مضايقات يتعرض لها الصحفيون في غزة، قال أبو هين:" أحياناً تقع بعض الإشكاليات والتجاوزات، ونتدخل نحن ككتلة في مساعي حل بعضها لاسيما ما تقع منها وفق القانون".

ويضيف:" بعض الأمور التي تحدث يتم حلها بالتواصل مع الجهات المعنية، لكن ما نقوم به في غزة ليس موجوداً على الإطلاق بالضفة"، مطالباً بإيجاد جهة نقابية محترمة تدافع عن حقوق الصحفيين فيها.