خبر قوة الردع- يديعوت

الساعة 08:55 ص|02 مايو 2010

قوة الردع- يديعوت

لن تكون حرب في الصيف

بقلم: غي بخور

 (المضمون: ليس لاحد مصلحة في حرب جديدة في المنطقة. بالعكس، لكل الاطراف مريح الوضع الراهن، والنتائج التي قد تجلبها معها الحرب رهيبة. وعليه فمن غير المتوقع حرب في الصيف القريب القادم - المصدر).

        من يتابع الاعلام الاسرائيلي والسياسيين اللبنانيين، السوريين والفلسطينيين لا يمكنه أن يفر من الانطباع القاتم باننا نوجد عشية حرب. ولكن يجدر بنا الانتباه الى أن اللبنانيين والسوريين يخشون من ان تهاجمهم اسرائيل، بينما عندنا يخشون بان حزب الله، سوريا او حماس بالذات وهم الذين تتعاظم قواهم من شأنهم ان يهاجموا اسرائيل.

 كل طرف يتهم غيره بالنوايا الهجومية، وها هو التفسير: ليس لاحد مصلحة في حرب جديدة في المنطقة. بالعكس، لكل الاطراف مريح الوضع الراهن، والنتائج التي قد تجلبها معها الحرب رهيبة. وعليه فمن غير المتوقع حرب في الصيف القريب القادم.

قبل شهر طرح السؤال هل صواريخ القسام تعود الى الجنوب. وكان الجواب واضح منذئذ: الردع الاسرائيلي قوي جدا حيال غزة، وحماس ستفعل كل ما في وسعها كي توقف النار. وهذا بالفعل ما حصل. لقد أخفناهم في "رصاص مصبوب" لدرجة انهم باتوا غير معنيين باي حال من الاحوال بحرب جديدة. لقد فهموا الرسالة. وقد اخفنا حزب الله جدا بحيث أن نصرالله سيكون مختبئا بعد قليل لاربع سنوات من يد اسرائيل الطويلة. هو ايضا فهم.

        اعداء اسرائيل اعتادوا على أن يروا الجيش الاسرائيلي يغرق في اراضيهم، بين مواطنين معادين وبالتالي يتعرض للضربات من العبوات الجانبية ومن الكمائن. اما الان، فعندما يهاجم الجيش من الاراضي الاسرائيلية، بقوة، فان صدمتهم كبيرة. كما أنهم رأوا جيشا، دبابات، وبالاساس طائرات قتالية، وليس قوة حفظ نظام كما اعتادوا في العقدين الماضيين. خوف سوريا، حماس، وحزب الله كبير لدرجة اننا دون أن ننتبه سيطرتنا على عقولهم. نحن نخيفهم خوفا يبعث على الشلل.

        تشهد على ذلك سيطرة حماس من جديد على القوات الارهابية في القطاع للتأكد من أنها لن تطلق صواريخ القسام. وقد سبق لوزير الخارجية ليبرمان ان اوضح ماذا سيحصل للنظام السوري اذا ما هاجمت دمشق، وحزب الله شريك اليوم في الحكومة اللبنانية. فرنسا ايضا، سيدة الحريري اوضحت لبيروت بانه خلافا لحرب لبنان الثانية، في المرة القادمة الحكم اللبناني كله سيكون مشاركا، وسيكون صعب عليها تقديم المساعدة. هذا هو الردع الاقوى الذي يقف في صالح اسرائيل منذ عشرات السنين.

        فهل بالذات اسرائيل هي التي ستبدأ بحرب في الصيف؟ لا يوجد احتمال. الردع الناشيء والاستقرار الذي جلبه معه يرضيان القيادة العسكرية، الامنية والسياسية. الوضع الراهن في كل الجبهات مريح لاسرائيل. وما يثير الفرح اكثر هو القدرة على قراءة عقل اعدائنا، بعد أن ثبت بانهم لم يفهموا العقل الاسرائيلي. فقد فوجئوا مرتين – في 2006 وفي 2009، عندما اعتقدوا ان اسرائيل "الضعيفة" لن تهاجم. اما اليوم فانهم يفهمون بان قراءة وسائل الاعلام الاسرائيلية في صيغتها بالانجليزي على الانترنت ليست هي قراءة لاسرائيل.

        بعد عقد من الحروب، اعادت اسرائيل لنفسها الردع، ناهيك عن أن ليس لها مصلحة في الحرب. الجيش الاسرائيلي مدرب، مجهز بجيل جديد من السلاح المتقدم، متحفز مثلما لم يكن منذ عشرات السنين. كل هذه هي ضمانة طيبة بالذات لصيف شرق اوسطي هادىء.