خبر بعد 40 سنة رسالة طلاب الثانويات- اسرائيل اليوم

الساعة 08:52 ص|02 مايو 2010

بعد 40 سنة رسالة طلاب الثانويات- اسرائيل اليوم

بقلم: يوسي بيلين

 (المضمون: لا يعمل الزمن في مصلحة اسرائيل ويقربها من نشوب العنف القادم ومن أن يصبح غربي الاردن ذا كثرة فلسطينية تسيطر عليها قلة يهودية. كل ذلك لان حكومة اسرائيل لا تود تغيير مواقفها - المصدر).

انقضى هذا الاسبوع أربعون سنة على ارسال رسالة الثانويين الى غولدا مئير. أصبح كتابها السبعون اليوم في سن الثامنة والخمسين. خدموا في الجيش الاسرائيلي، وشاركوا في حرب يوم الغفران، وانضموا الى قوات الاحتياط وشاركوا في بضع حروب أخرى الى أن حصلوا قبل سنين قليلة على بلاغات باعفائهم من الخدمة الاحتياطية بسبب اعمارهم.

        كان الثانويون واحدا من الأنوار الضئيلة في ست السنين من العمى والنشوة تلك بين حرب الايام الستة وحرب يوم الغفران. نحن أيضا الذين آمنا منذ اليوم السابع بأنه لا يحل البقاء في المناطق، انتظرنا مع موشيه ديان، مكالمة هاتفية من الملك حسين، ورأينا رسالة الثانويين وقاحة. لم نفهم كيف يمكن أن يوقع ابن وزير على رسالة كهذه، وكيف يشك شبان بالحكمة السياسية لعباقرة الجيل – غولدا مئير واسرائيل جليلي وموشيه ديان.

        كان ارهاب في البلاد وفي الخارج أيضا. في كل يوم قتل جنود في القناة وتوجت صورهم الصحف من الغد. استدعى رئيس مصر جمال عبد الناصر ناحوم غولدمان، الذي عمل رئيسا للمؤتمر اليهودي العالمي، للقاء في القاهرة، قاصدا انهاء حرب الاستنزاف. عارضت غولدا مئير سفره وقبل غولدمان الحكم. آنذاك انتظم الثانويون.

        ظلت غولدا تخطىء الاخطاء الممكنة كلها. بدل قبول اقتراح ديان الانسحاب من قناة السويس، وافقت على مبادرة روجرز، وقادت اسرائيل الى هدنة مع مصر، مكنتها من التسلح بصواريخ مضادة للطائرات وأن تخل بتفوق سلاح الجو. في شباط 1971 رفضت اقتراح يارنغ تسوية سياسية بين اسرائيل ومصر كانت مقبولة على رئيس مصر الجديد أنور السادات، وكادت تكون مشابهة لمعاهدة السلام التي وقعها السادات مع مناحيم بيغن بعد ذلك بثماني سنين.

        كان الثمن 2800 ضحية من الجيش الاسرائيلي وعشرات آلاف من الجرحى والمعوقين. وثمن اقتصادي فظيع، وثمن سياسي فظيع وصفعة للشعور الذي حاولوا أن يغرسوه فينا بنجاح لا يستهان به بأن المناطق التي احتللناها في حرب الايام الستة هي شريط اسرائيل الأمني.

        نحن، الذين كنا بالغين – شبانا زمن رسالة الثانويين، وشعرنا بعدم الارتياح لوقاحة الشبان والتلميحات بامكان عدم الاستعداد للخدمة في المناطق، والذين اعتقدنا أنه يكفي تأييد مصالحة على مناطق مع كيان أردني – فلسطيني ما أوجده المعراخ – يجب علينا نحن أن نطلب الغفران من عشرات الابناء هؤلاء، لاننا عندما صمتنا، رأوا هم آنذاك ما حجبت عنا رؤيته حتى حرب يوم الغفران ألا وهو عمى قادتنا.

        بعد أربعين سنة، يربي الاولاد الذين لم يرفضوا الامر العسكري ولم يتهربوا من الخدمة أحفادهم اليوم. لكن رسالة الثانويين يمكن ان تكتب مرة ثانية. توجد اليوم المبادرة العربية المستعدة لعلاقات باسرائيل، اذا صنعنا سلاما مع الفلسطينيين والسوريين. اما حكومة اسرائيل فتريد شيئا واحد فقط هو أن تكسب الوقت.

        لا تدرك حكومة نتنياهو ان هذا الوقت لا يعمل في مصلحتنا، وأنه يقربنا من نشوب العنف القادم (الذي يأتي دائما عندما يوجد شلل سياسي) ومن نقض التوازن السكاني ومن المفرق حيث يوجد غربي نهر الاردن كثرة فلسطينية تسيطر عليها قلة يهودية سيطرة مباشرة وغير مباشرة.