خبر لمكافحة ضغط الدم... حافظ على دورة دمويّة سليمة

الساعة 08:23 ص|02 مايو 2010

 فلسطين اليوم-الجريدة الكويتية

بقلم: د. رباح النجادة

ضغط الدم هو مرض العصر إذا صحّ التعبير، أسبابه كثيرة تنتج من ضغط الحياة العصرية ويكمن علاجه في الانتباه إلى دورة الجسم الدموية وتعزيزها بالأطعمة المفيدة والمغذية وممارسة الرياضة.

 

في ما يلي أضواء على وظائف الدم في الجسم وكيفية الحفاظ على صحة سليمة.

 

الدم نسيج سائل أحمر لزج يملأ الشرايين والأوردة والشعيرات الدموية والقلب والطحال وأجزاء الجسم، ومن دونه لا يصل الغذاء أو الأوكسيجين إلى الخلايا، كذلك يقوم الدم بمهام كثيرة تنفّسية، غذائية، إفرازية، دفاعية...

 

تكوّنه

 

تختلف أمكنة تكوين الدم بحسب المرحلة العمرية، يكوّن الكبد والطحال أنسجة الدم في الجنين، ويقوم النخاع الموجود في تجاويف عظام الجسم بهذه المهمة لدى الأطفال، أما في سن العشرين فيكوّن النخاع الموجود في تجاويف العظام الطويلة باستثناء أعلى العضد والفخذ أنسجة الدم. يتميزّ النخاع العظمي الذي يكوّن أنسجة الدم بأنه نشط ويسمى النخاع الأحمر، فيما يكون النخاع العظمي الذي لا يكوّن أنسجة الدم غير نشط ويطلق عليه النخاع الأصفر.

 

ينتج نخاع العظام الأحمر كريات دم بيضاء (75% ) وكريات دم حمراء (25%). يعزى سبب زيادة كريات الدم الحمراء في الجسم عن كريات الدم البيضاء بأكثر من 500 مرة، إلى أن الأخيرة عمرها قصير مقارنة بعمر الأولى.

 

مكوّناته

 

يتكون الدم من جزئين:

 

خلايا الدم، تتميّز باللون الأحمر وتمثل 45% من حجم الدم. يحتوي الجزء الأحمر من الدم على كريات الدم الحمراء والبيضاء والصفائح الدموية. يقوم هذا الجزء بمهام التنفس والدفاع ويشارك في عملية تجلّط الدم.

 

البلازما، هو سائل بروتيني يشكل 55% من حجم الدم، يميل لونه إلى الأصفر ويحتوي على 90% من حجمه ماء، لذلك يذيب المواد الغذائية، وعلى 7% من حجمه مواد بروتينية و3% من حجمه مواد معدنية.

 

يتضمن البلازما هرمونات وأنزيمات وأحماضاً أمينية وفضلات وغلوكوز ومواد عضوية وغير عضوية ويقوم بمهام النقل والتوصيل، بالإضافة إلى مهمة التنظيم والمشاركة في عملية التجلّط.

 

أثر الرياضة

 

نتيجة لتدريبات التحمّل تحدث زيادة في دفع الدم فتمدّ الأوعية الدموية أعضاء الجسم بما تحتاجه من دم، خصوصاً العضلات العاملة خلال التدريب الرياضي، ينتج منها:

 

- زيادة في حجم الدفع القلبي.

 

- إعادة توزيع الدم فيقلّ توجيهه من الأعضاء غير العاملة ويزيد توجيهه إلى الأعضاء العاملة.

 

- زيادة في عدد الشعيرات الدموية المغذية للعضلات العاملة.

 

- زيادة في قطر الشعيرات الدموية.

 

- زيادة قدرة الجسم على توزيع الدم عموماً.

 

تصلّب الشرايين وانسدادها

 

تضعف مرونة الشرايين مع التقدم في العمر وقد يحدث ذلك مبكراً لأسباب كثيرة من بينها:

 

- الإفراط في تناول المواد الدهنية الحيوانية المشبعة.

 

- عدم الحركة وعدم ممارسة الرياضة.

 

- التدخين.

 

- مرض البول السكري.

 

- بعض الحالات النفسية.

 

دوالي الساقين

 

يحدث أحياناً أن تصاب الصمامات بضعف فلا تقفل بإحكام، بالتالي يرتدّ بعض الدم في الاتجاه العكسي إلى أسفل الساق ما يؤدي إلى انتفاخها وإلى ألم في الساقين لدى الوقوف، تسمى هذه الحالة دوالي الساقين. من العوامل التي تساعد في زيادتها:

 

- السمنة الزائدة.

 

- الحمل المتكرّر.

 

- الأعمال التي تتطلب الوقوف فترات طويلة من دون حركة.

 

ضغط الدم

 

يحدث ضغط الدم بسبب تقلّص عضلة القلب ودفعها كمية من الدم إلى الشرايين، ثم انقباض الشريان الأورطي ودرجة المقاومة التي تبديها جدران الأوعية الدموية. ينتقل الدم من منطقة الضغط العالي إلى المنطقة الأقل ضغطاً، ويقاس ضغط الدم بتحديد أقصى ضغط للدم على جدران الشرايين أثناء انقباض البطين الأيسر ويسمى الضغط الانقباضي ويساوي عادة حوالي 120 ملم زئبقي. يقاس أقلّ ضغط للدم على جدران الشرايين أثناء انقباض البطين الأيسر ويسمى الضغط الانبساطي ويساوي عادة 80 ملم زئبقي. يكون ضغط الدم الشخص البالغ المثالي عادة 12080 ملم زئبقي.

 

عوامل مؤثّرة

 

يتأثر ضغط الدم بعوامل كثيرة وقد يتغير على مدار اليوم، إذ يختلف في الصباح الباكر عنه في المساء. من أهم هذه العوامل:

 

- العمر: يزيد ضغط الدم بزيادة العمر.

 

- الدم المدفوع: كلما ازداد الدم المدفوع ارتفع الضغط والعكس صحيح.

 

- سعة الأوعية الدموية: كلما ازدادت سعة الأوعية الدموية قلّ احتكاك الدم بها وبالتالي يقلّ الضغط الدموي والعكس صحيح.

 

- مطاطية جدران الشرايين: كلما ازدادت المطاطية قلّ ضغط الدم والعكس صحيح.

 

- لزوجة الدم: كلما زادت اللزوجة قلّ ضغط الدم والعكس صحيح.

 

- المجهود البدني: يرفع المجهود البدني العنيف ضغط الدم لكنه يرجع إلى معدله بعد زوال المجهود.

 

- الأكل: تؤثر أطعمة كثيرة على ضغط الدم، فبعضها يرفع الضغط وبعضها الآخر يخفّضه.

 

- الانفعالات النفسية: الحزن والغضب والتوتّر وغيرها... من شأنها أن ترفع ضغط الدم.

 

من المهم الحفاظ على معدّل منخفض لضغط الدم، لذا يجب التقليل من تناول الملح أي مركب كلوريد الصوديوم. يتّحد الصوديوم مع كمية كبيرة من جزيئات الماء ويزيد الضغط على جدران الأوعية الدموية، بينما الخضار عموماً غنية بالبوتاسيوم الذي يعدّ مضاداً أو معادلاً طبيعياً للصوديوم، يخلّص الجسم من الماء الزائد ويخفف الضغط عن الأوعية الدموية.

 

تساعد الرياضات الهوائية المعتدلة على غرار المشي والجري والسباحة في خفض معدّل ضغط الدم، خلافاً لرياضات القوة ورفع الأثقال والتسلق والقفز.

 

التدريب الرياضي

 

نتيجة للتدريب الرياضي والزيادة في الحمل والتغيرات في الجهاز الدوري يحدث التالي:

 

- زيادة سرعة سريان الدم في الشرايين.

 

- في تدريبات التحمّل يزيد الضغط الانقباضي بينما لا يتغير ضغط الدم الانبساطي. تشير الدراسات إلى أن تدريبات التحمّل ليس لها تأثير على ضغط الدم.

 

- تزيد تدريبات القوة والسرعة الضغط الانقباضي والانبساطي ولكن بعد الانتهاء منها يرجع ضغط الدم إلى معدّله الطبيعي.

 

- تساعد التدريبات الرياضية في انخفاض الضغط الانقباضي والانبساطي لدى مرضى ضغط الدم.

 

عموماً، يتميّز الرياضيون بانخفاض ضغط الدم نتيجة لاتساع قطر الأوعية الدموية مقارنة بغير الرياضيين، وذلك دليل على كفاءة الجهاز الدوري.

 

تأثيره على الدم

 

للنشاط الرياضي تأثير واضح على الدم، قد يكون موقتاً أي يحدث خلال النشاط ثم يزول بعد انتهاء النشاط في فترة الاستراحة، أو ثابتاً حيث يحدث تأقلم وتكييف للأعضاء الداخلية نتيجة للتدريب الرياضي المستمر.

 

آثار موقتة

 

- زيادة حجم الدم خلال النشاط الرياضي. يحصل سرعة في تدفق الدم تزيد تقريباً إلى 30 مرة عما كانت عليه وقت الراحة.

 

- نتيجة للمجهود البدني وزيادة إفراز العرق، تقلّ سوائل الجسم وبالتالي يقلّ حجم البلازما.

 

- زيادة في إنتاج حامض اللاكتيك نتيجة لإنتاج الطاقة في غياب الأوكسيجين، ما يؤدي إلى التعب العضلي السريع.

 

- نتيجة لزيادة حامض اللاكتيك في الدم، يختل التوازن الحمضي القلوي.

 

آثار ثابتة

 

- تؤدي زيادة في حجم الدم إلى زيادة تدفق الدم إلى العضلات العاملة.

 

- زيادة في عدد كريات الدم الحمر وبالتالي زيادة كمية الهيموغلوبين وكمية الأوكسيجين التي تصل إلى العضلات العاملة.

 

- زيادة في عدد كريات الدم البيضاء، ما يزيد قدرة الجسم على الحماية والدفاع.

 

- زيادة الصفائح الدموية، ما يهيئ الجسم بصورة أفضل للتجلّط السريع لو تعرّض للنزيف.

 

- تقليل الكولسترول العام (T-C) وزيادة المشتقّ العالي الكثافة ((HDL وتقليل المشتقّ المنخفض الكثافة ( LDL ).

 

- تقليل نسبة الغليسرات الثلاثية بالدم.

 

- زيادة تركيز الغلوكوز في الدم.