خبر في غزة.. الصراع من أجل البقـاء..!

الساعة 07:28 ص|02 مايو 2010

في غزة.. الصراع من أجل البقـاء..!

فلسطين اليوم- غزة (إيناس منصور)

أمراض القلب والضغط والسكر..وأحدَ عشر ابناً ينتظرون مصروفهم اليومي ورسومهم الدراسية.. وأعباء حياة ترهق الكاهل.. آلام وحسرات ومعاناة تثقل قلب المواطن أبو أحمد عودة من مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة بعد أن فقد عمله الذي أضحى ذكرى لن تعود.

 

ففي اليوم الذي يحتفل عمال العالم أجمع بيومهم العالمي في الأول من آيار/ مايو من كل عام، يحيى عمال فلسطين نكبة ومعاناة لن يسبق لها مثيل، بعد تشديد الحصار الإسرائيلي الخانق على قطاع غزة منذ أكثر من أربعة سنوات، ومنع العمل داخل أراضي فلسطين المحتلة، وفقدان مصادر كثيرة للرزق.

 

فأبو أحمد كما أوضح لـ"فلسطين اليوم الإخبارية"، كان يعمل في أراضي فلسطين المحتلة، وتوقف عمله فيها منذ أحداث انتفاضة الأقصى، فيما تتكون أسرته من 11 فرداً من بينهم طلبة في الجامعات بحاجة إلى رسوم دراسية.

 

وأكد عودة، أن المعاناة أصبحت جزءاً أساسياً من حياة العمال الفلسطينيين الذين باتت بيوتهم لا تسترها إلا الجدران فأصبحوا لا يجدوا حتى لقمة العيش، في ظل الحصار المفروض على القطاع.

 

ونوه، إلى أن مساعدات وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين "الأنروا"، وحكومة غزة لم تعد تكفي لسد الاحيتاجات، ومازالت المعاناة ما زالت مستمرة والفقر موجود والبطالة متفشية، حيث أن هذه المساعدات تغطي فقط الاحتياجات الإغاثية ولا تقدم لكافة المواطنين.

 

واعتبر عودة، أن عمال فلسطين من الفئات التي طالما عانت من الإجراءات الإسرائيلية أثناء عملهم وبعد توقفهم عن العمل، فهم لم يرحموا أثناء ذهابهم للعمل من الحواجز الإسرائيلية والمعاملة القاسية من جنود الاحتلال وتعرضهم للضرب والاعتقال والغرامات المالية، فضلاُ عن عدم توفر شروط السلامة الصحية والأمنية للعمال.

 

وأضاف، أن عشرات العمال كانوا يتعرضون لإصابات عمل مميتة وخطيرة، فيما أصيب بعضهم بتشوهات وإصابات خطيرة دائمة، ويعانون الآن جراء ذلك، ولا يستطيعون  إعالة أسرهم، ويدهم مفتوحة دوماً للسماء تنتظر من يمد لها العون.

 

أما أبو محمد انصير (50 عاماً) وأحد العاطلين عن العمل فقد خاطب عبر "فلسطين اليوم الإخبارية" الضمير الفلسطيني والعربي بأن ينظر لمرة واحدة فقط في قضية العمال والعاطلين عن العمل، مؤكداً أن حال العمال يرثي له من متطلبات عائلته المتزايدة.

 

وتأمل انصير، أن تمد حكومتي غزة ورام الله يدها لكل العاطلين عن العمل، والاهتمام بقضاياهم واحتياجاتهم، وحل جميع مشاكلهم.

 

ومن الناحية النفسية، فقد أكد انصير أن العمال يعانون من حالة نفسية سيئة للغاية ومن القلق والاكتئاب والاضطراب النفسي وعدم النوم وغيرها من أمراض نفسية أخرى جراء تأزم وتفاقم معاناتهم، قائلاً:" لا أشعر بطعم النوم خاصةً عندما يطلب مني أبنائي شيئاً لا أستطيع تلبيته لهم".

 

هذا ويعاني المجتمع الفلسطيني من ارتفاع نسبة الفقر والبطالة بشكل كبير، حيث أكدت إحصائية لمنظمة العمل الدولية لعام 2010 أن نسبة الأفراد العاطلين عن العمل  في قطاع غزة بلغت 44.8%.

 

وبحسب مؤشرات جهاز الإحصاء المركزي الفلسطيني فقد بلغت نسبة الأسر الفلسطينية التي يقل دخلها الشهري عن خط الفقر 79,4%. وبلغ معدل الفقر أيضاً 80% في القطاع , وبذلك يتضح بأن الفلسطينيين يعانون وما زالوا, في قطاع غزة بسبب الاحتلال الإسرائيلي المفروض عل القطاع منذ سنوات ,لكن بالرغم من ذلك فهو يواجه العدو ويصبر من اجل توفير الاحتياجات الإنسانية له أو حتى لقمة العيش ؟؟.

 

فقر.. أمراض نفسية.. بطالة .. اكتئاب.. هذا ما خلفه الاحتلال الإسرائيلي منذ عشرة أعوام وحتى الآن، فيما لايزال الكثيرون يأنون ألماً على لقمة عيش أطفالهم التي حرمها منهم الاحتلال الإسرائيلي.