خبر معركة الوجود المقدسي جنوب الأقصى تحتدم في حي البستان

الساعة 12:38 م|30 ابريل 2010

الاحتلال يخطط لهدمه...

معركة الوجود المقدسي جنوب الأقصى تحتدم في حي البستان

القدس المحتلة:

يقيم المقدسي "جواد أبو زلام" بشكل دائم في خيمة الصمود في حي البستان منذ تسلمه لأمر هدم منزله الكائن في حي البستان في سلوان إلى الجنود من المسجد الأقصى المبارك.

و على مدار عام كامل لم يتخاذل أبو زلام عن أي فعالية أقيمت في البلدة و الأحياء المجاورة لمقاومة قرارات بلدية الاحتلال هدم منزله إلى جانب 87 منزلا في الحي. 

يقول أبو زلام:" بلدية الاحتلال جادة في نيتها هدم منازلنا و منذ عام و أكثر نحاول إسماع صوتنا لكل العالم أن أنقذونا من التهجير و التشرد، إلا أن لا احد يسمع صوتنا و بلدية الاحتلال تعود بين الفينة و الأخرى بتعليق إخطارات هدم جديدة على منازلنا لتذكرنا بقرارها الجائر". 

محاكمة الحجر دون البشر

و تستند بلدية الاحتلال في قرارات هدم المنازل على قانون " الحجر دون البشر" و الذي يقضي بمحاكمة الحجر دون النظر لحاله البشر " ساكني المنازل"، أي أن هدم المنازل ال88 سيتم دون الأخذ بأحقية السكان المقدسيين لهذه المنازل و التي شيد عدد كبير منها الاحتلال الإسرائيلي، كما يقول زياد الحموري مدير مركز القدس للمساعدة الاجتماعية و القانونية. 

و يتابع الحموري أن هذا القانون و الذي يدعى قانون "112" قانون عنصري غير مطبق إلا في "إسرائيل" و القصد منه تفريغ الأرض الفلسطينية و بالتحديد القدس من سكانها لصالح عملية التهويد التي تسعى سلطات الاحتلال بكل قوتها في هذه الأثناء لوضع بصماتها الأخيرة. 

مقاومة مستمرة

لمواجهة هذه القرارات يسعى السكان بالتحرك في عدة مسارات، الأول من خلال المقاومة و رفض تطبيق القرارات الهدم و التصدي لشرطة الاحتلال، كما كان في الأسبوع الماضي عندما تصدى الأهالي إلى مسيرة للمستوطنين في الحي للمطالبة بهدم منال المقدسيين.

 يقول مسؤول ملف القدس في حركة فتح حاتم عبد القادر:" معركتنا مع الاحتلال و الاستيطان في مدينة القدس مستمرة و لن تتوقف يوما، و سنواجه أي مخطط لترحيل المقدسيين و هدم منازلهم".

 و أوضح عبد القادر أن بلدية الاحتلال تحاول تسويق مخططاتها الاستيطانية بمسميات دينية و خدماتية مثل إنشاء متنزه وطني في المنطقة لخدمة السكان، إلا أن الجميع يعلم مدى الزيف بهذا الادعاء حيث تغلق هذه المناطق فور مصادرتها ويمنع المقدسيين من الوصول إليها بأي شكل من الإشكال". 

كما أن بلدية الاحتلال تضغط على الأهالي بشتى الوسائل، فهي تمنع المقدسيين من البناء وترفض إعطاءهم التصاريح القانونية لذلك، علما أنها تقدم جميع التسهيلات الممكنة للمستوطنين للبناء و التوسع، فقد كانت البلدية رفضت طلبا لتنظيم البناء الفلسطيني في الحي لمقايضة السكان.

معركة قانونية

وعن هذا الضغط القانوني يقول المحامي سامي أرشيد، عضو طاقم المحامين عن الحي، ان الأهالي يواجهون ذلك من خلال المسار القانوني من خلال التعامل مع قضية الحي كقضية واحد، مع الحفاظ على القضايا الفردية للضغط على سلطات الاحتلال لتراجع عن مخططاتها.

 و يبين أرشيد كيف استغلت إسرائيل القوانين لتنفيذ مخططات التهويد، حيث ألغت سلطات الاحتلال مخططات البناء السابقة التي إقامتها الحكومة البريطانية، و الأردنية في الحي و استبدلتها بمخططات أخرى جاءت لتطبيق السيطرة  على الأرض".

 و قال أرشيد أن المخطط الجديد و المعروف باسم "مخطط هيكلي القدس و ضواحيها" وضع جميع مناطق سلوان التاريخية كمناطق ممنوع فيها البناء و السكن مناطق خضراء، كما وضع أهالي سلوان في وضعية قانونية تمنعهم من البناء على بيوتهم

 و تابع أرشيد:" الحاجة دفعتهم إلى الامتداد الطبيعي و الذي جاء  متناقضا مع المخططات الموضوعة مع مخططات الاحتلال عام 1977 ونحن نتوقع انه سيكون بداية لهدم أخر في واد حلوة و الإحياء الأخرى في سلوان".

وكان رئيس بلدية أعلن قبل شهر عن نيته تحسين وضع السكان وتعويضهم ماديا مقابل القبول بقرار هدم نصف الحي طواعية، وهذا ما رفضه السكان بشكل جماعي مما افشل مخططاتهم.

تحقيق الحلم الاخضر

يقول المهندس يوسف جبارين، من مؤسسة القدس الدولية أن بلدية الاحتلال تنوي وقت سابق تقسيم حي البستان إلى قسمين، في الجهة الغربية يتم هدم كل مبانيهم، و انزياح السكان الجهة الشرقية و طلب من السكان في الجهة الشرقية مشاركتهم منازلهم و في حال رفضوا يتم هدم الجهة الشرقية، و النتيجة النهائية هدم الحي بشكل كامل. 

و كشف جبارين عن مخطط الحلم الأخطر و الذي ينوي الاحتلال تنفيذه من خلال هدم الحي، من خلال إنشاء و تطوير حزام اخضر بين البلدة القديمة و الإحياء الفلسطينية بحيث يتم تحويل حي البستان و واد حلوة مناطق خضراء و صولا إلى الشيخ جراح وباقي الإحياء العربية المقدسية.