خبر مسيحيّو غزة يتأقلمون مع سيطرة «حماس» على القطاع

الساعة 09:13 ص|30 ابريل 2010

مسيحيّو غزة يتأقلمون مع سيطرة «حماس» على القطاع

فلسطين اليوم- غزة

 يسعى أبناء الطائفة المسيحيّة الصغيرة في قطاع غزة إلى التأقلم مع حكم حركة «حماس» وظروف الحياة الصعبة التي فرضها الحصار الإسرائيلي على كل أبناء القطاع. ووجدت الأقلية المسيحية نفسها عالقة وسط النزاع بين الحركة الإسلامية والجيش الإسرائيلي، الذي أفضى في كانون الأول عام 2008، إلى حرب مدمرة دامت ثلاثة أسابيع.

ويقول مطران الأرثوذكس في غزة، ألكسيوس، بعد قداس ضم نحو مئة من المؤمنين في كنيسة القديس برفيريوس في غزة، إنه «في كل لحظة يجب اعتماد التوازن في تحركاتنا. علينا أن نكون في حالة تيقّظ دائمة». ويضيف إن «علاقتنا مع قادة حماس جيدة، التسامح يخدم الطرفين»، موضحاً أنه بعد سلسلة من الحوادث العنيفة في عامي 2007 و2008، تم خلالها اغتيال شخص من الكنيسة المعمدانية وإحراق عدة أماكن عبادة «سألونا ما إذا كنا بحاجة إلى حراس للكنيسة». إلا أننا «قلنا لهم إننا نشعر بأمان ولسنا بحاجة إلى حراس».

ويقيم المطران ألكسيوس اليوناني منذ نحو 40 عاماً في الأراضي المقدسة. وهو موجود في غزة منذ تسع سنوات ويحيي معظم القداديس بالعربية. وبفضل إذن مرور يمنح عادة للشخصيات الهامة، يتمكن المطران من إدخال النبيذ للمناولة، والشموع والأناجيل اللازمة للقداديس. وأصدر أوامر إلى رعايا كنيسته بعدم الرضوخ لمطالبة النساء بارتداء الحجاب لا في المدرسة ولا في الشارع.

وتكرر حماس القول إنها «تعتمد سياسة تسامح إزاء هذه الأقلية الدينية». لكن مسيحيي غزة، على غرار مجموعات مسيحية أخرى في الشرق الأوسط، يتقلص عددهم، والسبب الرئيسي هو البطالة التي تطال أربعة غزّيّين من أصل عشرة.

وفي فترة الانتداب لفلسطين (1920 ـ 1948)، والتي انتهت مع قيام دولة إسرائيل، كان مسيحيو غزة يمثّلون مجموعة مزدهرة. لكن معظمهم هاجروا إلى أوستراليا والولايات المتحدة والسويد أو أماكن أخرى للانضمام إلى أقربائهم هناك.

وقال جابر (52 عاماً)، المعلم في مدرسة مسيحية «آمل أن نتمكن من الرحيل من أجل خير أطفالي لتأمين مستقبل لهم. العمل ليس مؤمناً هنا». وأضاف «كل شيء يتلاشى، لكننا لا نزال هنا، يمكننا أن نغيّر أنفسنا لكي نتلاءم مع الظروف».

وخلال عظة عيد الفصح، عبّر الأب مانويل مسلم، الكاهن الكاثوليكي في غزة، عن أسفه للحصار الإسرائيلي الذي منع المسيحيين والمسلمين من التوجه الى أماكنهم المقدسة، رغم أنها قريبة جغرافياً. وقال إن «كل حجر من جدار الفصل العنصري، وكل نفق يحفر تحت مسجد الأقصى (في القدس)، وكل منزل تدمره إسرائيل لن يؤدي إلا الى تعزيز المقاومة وزيادة المرارة».

 

(أ ف ب)