خبر الثنائي الغريب..هآرتس

الساعة 09:03 ص|30 ابريل 2010

بقلم: يوئيل ماركوس

مسرحية نيل سايمون "الثنائي الغريب" عرضت في البداية بنجاح في برودوي، بعد ذلك كمسلسل بث لسنوات عديدة في التلفزيون. موضوع المسرحية هو رجلان – أحدهما أفندي، عازف بيانو، يلبس باناقة، والاخر مهمل لا يطاق. هذه التناقضات كانت مضحكة ولكنها تدبرا نفسيهما معا على نحو جيد جدا في شقتهما المشتركة.

        لماذا تذكرت هذه المسرحية؟ لانه في اسبوع واحد لعب الثنائي عندنا في الساحة الدولية. بينما يقول الرئيس الفرنسي ساركوزي لبيرس انه مل نتنياهو، استقبل ايهود باراك بعطف واحترام في واشنطن. باراك حظي للمرة الثانية بالاحترام، حينما في اثناء حديثه مع مستشار الامن القومي في البيت الابيض دخل الرئيس "ليقول سلاما". هذه فرصة ممتازة لالتقاط صورة جماعية من جهة، ومن جهة اخرى اعراب عن ثقة شخصية من الرئيس للوزير الاسرائيلي.

        هل تفجر بيبي حسدا؟ ليس مؤكدا. العكس هو الصحيح. باراك سافر الى الولايات المتحدة بتكليف من بيبي، ليس فقط للحديث عن مشاكل اسرائيل الامنية، بل لفحص الطرق لبدء المفاوضات مع الفلسطينيين. باراك يعطي تسويغا يساريا مزعوما لحزب بيبي.

        باراك هو قصة بحد ذاته، لسياسي مبتدىء وصل الى الحكم ليس بمعونة حزبه – إذ انتخب في الفترة التي كان فيها انتخاب مباشر لرئاسة الوزراء. ولم يتصبب عرقا كي يتسلق على سلم الحزب. كان له ترف ان يكون منزل بالمظلة من فوق. حتى الان هو لا يفهم جوهر الحزب في ساحة الحكم. من هنا، فانه وزير دفاع جيد، ولكن رئيس حزب سيء. "الحزب يدار كالقسم المغلق في مستشفى"، يقول النائب داني بن سيمون، "باراك هو عمليا وزير خارجية بيبي الى أمريكا. يوجد بينهما تفاهم سري، سيقرر مصيرنا. لم نحظى بان نسمع على لسانه الى اين وجهته. هو ببساطة لا يحصينا".

        باراك لا يبدو كممثل لكتلته او ناطق بلسانها. الكرسي الجلدي المبطن في مكتبه الفاخر هو سنده السياسي الاساس. أحد لن يزيحه من هناك. وهو لا يعمل على تفكيك الحكومة كي لا يبقى بمقعدين في الكنيست. ولكن وزنه في الحكومة أكثر اهمية بلا قياس من قوته الحزبية. وهو يمنح بيبي شرعية في الوسط وفي اليسار ولدى اصحاب المال. جلب له ساكني الابراج ووسائل الاعلام.

        باراك سيطر على الاذن اليمنى لبيبي. وهناك يغذيه بالمخاوف، وعلى الفور ينتقل الى الاذن اليسرى ويقول له: لا تقلق، أنا هنا، أنا خلفك. باراك يعطيه الجيش، الذي يقدروه الامريكيون والاوروبيون. حقيقة أن حزبه ينازع الحياة لا تقض مضاجعه. ب و ب يمنحان الواحد الاخر الحياة السياسية. وهما يتشاركان في كراهيتهما لكديما وامتناعهما عن اشراكه في الحكومة، ويشتركان في المصلحة لابقاء شاس في الحكومة. فبعد كل شيء، شاس هي التي ساهمت في الا تصل تسيبي لفني الى رئاسة الوزراء بدون انتخابات.

        لايهود وبيبي قاسم مشترك سواء في الفضائل ام في النواقص لخريجي الوحدة الخاصة "سييرت متكال". كلاهما من مواليد البلاد، كلاهما رجلا تسويق فائقان، كلاهما انتخبا كنيزكين سياسيين في رئاسة حزبيهما، كلاهما فشلا فشلاً ذريعا واقصيا بقوة، وكلاهما تركا الحياة السياسية كي يعودا اليها في يوم من الايام. بيبي ابقى وراءه شارعا يؤيده اما ايهود فلا. التوأمان السياميان حصلا على فرصة ثانية في حزبيهما، وكلاهما لم يحققاها بعد.

        ضرب حظهما، والطبخة التي في القدر توشك على النضج في حراستهما. حيال سباعية سياسية غريبة، وزير خارجية شاذ، نائب وزير خارجية يشعل الحرائق – باراك يمنح أمنا لبيبي، وبيبي يمنح اسنادا لباراك ضد حزبه. بيبي يحتاج الى شيء ما يعطي أملا للفلسطينيين. باراك اقترح في حينه على عرفات في كامب ديفيد عالم بأكمله، بما في ذلك تسوية في القدس. خطة كان كلينتون مقتنع بان تقبل. وبدلا من ذلك تلقينا الانتفاضة الثانية. عرفات شرح بان زعيما مؤسسات لحركة وطنية لا يمكنه أن يسجل في التاريخ كمن تنازل عن قسم من فلسطين. ابو مازن يقول امورا مشابهة.

        حتى انتخابات منتصف الولاية في تشرين الثاني اوباما لا يمكنه أن يسمح لنفسه بالوصول الى شرخ مع اسرائيل. 80 في المائة من اليهود يصوتون في صالح الديمقراطية. يهود نيويورك، كاليفورنيا وفلوريدا وحدهم يساهمون بـ 40 في المائة من نفقات الانتخابات. يجري الان صراع خفي بين بيبي واوباما، متى سيقول يهود امريكا لاوباما الضاغط: حتى هنا. مع كل الاستخفاف الخفي لليسرويين عندنا، ليس للبنتاغون مصلحة في اضعاف اسرائيل. السخافة هي ان الحكومة الاكثر انتفاخا في اسرائيل يتحكم بها رجلان. وكلاهما يطبخان الان سرا مع الادارة لصيغة تسمح باستئناف المفاوضات مع القيادة الفلسطينية.

نتنياهو وباراك المتعلقان الواحد بالاخر يعرفان، بانه حان الوقت للعمل والا فانهما سيكونان معلقان الواحد الى جانب الاخر.