خبر جسر للاعتراف..هآرتس

الساعة 09:00 ص|30 ابريل 2010

بقلم: أسرة التحرير

        هستيريا ألمت باليمين البرلماني في أعقاب زيارة وفد من أعضاء الكنيست والشخصيات العامة العرب الى ليبيا. رئيس لجنة الكنيست، يريف لفين (الليكود)، سارع الى تبني طلب النائب بن آري (الاتحاد الوطني) للبحث في سحب حصانة النواب. النائب زبولون اورليف (البيت اليهودي) يقترح تفعيل قانون منع طرح ترشيح بحث من مكث في دولة عدو على مدى سبع سنين سبقت طرح ترشيحه؛ بمعنى، منع النواب من أن يكونوا حتى مرشحين للكنيست القادمة.

        لذع لسان البيت اليهودي والاتحاد الوطني، الحزبين اللذين يمكن أن يجتمعا تحت سقف واحد باسم "البيت العنصري"، انطلق دفعة واحدة وكأن الحديث يدور عن فعل خياني لا مثيل له. "هذه فرصة تاريخية لان نسحب مرة واحدة والى الابد حصانة وحقوق النواب كارهي اسرائيل الذين يحقرون الدولة"، هجم بلسانه بن آري، في ما ان تعديل القانون لاورليف يقول ان من زار دولة عدو "بغير وجه قانوني" سيعتبر من يؤيد الكفاح المسلح ضد اسرائيل. ليس أقل.

        ليبيا ليست في قائمة دول العدو، والنواب لم يكونوا مطالبين بالحصول على اذن وزير الداخلية للسفر. ليبيا وقعت على مبادرة السلام العربية، وهي رئيسة الجامعة العربية، وحاكمها معمر القذافي يقيم علاقات ممتازة مع الادارة الامريكية.

        من الصعب التخمين، بالتالي، ما الذي أثار اعضاء الكتلة العنصرية في الكنيست اكثر من غيره: هل من أن النواب العرب سيثيرون كفاحا مسلحا ضد اسرائيل بمساعدة القذافي، ام من انهم سيشكلون جسرا للتعارف وربما الاعتراف الليبي باسرائيل.

        دولة اسرائيل ليست غنية بالعلاقات، لا مع دول عربية مثل مصر والاردن اللذين وقعا على اتفاقات سلام معها، ولا حتى مع دول مثل ليبيا، التي لا تزال ترى فيها عدوا. وعليه، فان كل كلفة لدعوة ممثلين عرب اسرائيليين، ولا سيما ممن يشغلون مناصب في مؤسسات اسرائيلية رسمية، يجب أن تعتبر فتح كوة اخرى، او على الاقل كابداء للفضول للسماع عن الواقع في اسرائيل. مثل هذه الدعوة من جانب زعيم عربي كانت لا بد ستستقبل بانفعال كبير، لو كان المدعوون ممثلين يهود؛ إذ هذا ما تتمناه حكومة اسرائيل، التي تطالب ببادرات طيبة للتطبيع من الدول العربية.

        اسرائيل من جهتها ستحسن فعلا لو انها بدلا من أن تطلي النواب العرب بالزفت، ان تتعاون معهم في تصميم السياسة وتشجعهم على بناء المزيد من الجسور بينها وبين الدول العربية. وهكذا تنجح في أن تظهر على الاقل استعدادها لصنع السلام مع سكانها العرب.