خبر مواعيد العمليات الجراحية في مشافي القطاع تحددها « القرابة » و« المعرفة »!!

الساعة 11:35 ص|29 ابريل 2010

المواطنون يؤكدون و"الصحة" تنفي...

مواعيد العمليات الجراحية في مشافي القطاع تحددها "القرابة" و"المعرفة"!!

تقرير/ رضوان أبو جاموس

ينتظر المواطن أبو علاء بركات "60عاماً" بفارغ الصبر أن يحين دوره لإجراء عملية جراحية في المسالك البولية، بمجمع الشفاء الطبي، وهو ليس الأول ولا الأخير  في قائمة المنتظرين الطويلة، في حين أن آخرين أجروا عمليات دون الانتظار طويلا، لأن بعضهم صديق حميم للطبيب، أو تربطه به صلة قرابة أو نسب، بحسب ما صرح به عدد من المرضى!!

واشتكى المريض بركات ، الذي ينتظر إجراء عملية جراحية في المسالك البولية، من تأخير موعد إجراء عمليته، مؤكداً بأنه تم إدراج اسمه على قائمة العمليات بعد 45 يوماً من تاريخ دخوله المستشفى.

ويؤكد المواطن بركات  أنه لم يعد قادرا على تحمل الألم، فيما موعد إجراء العملية الذي حدده الأطباء لا يزال بعيدا.

وقد تزايدت في الآونة الأخيرة شكاوى عدد كبير من المرضى والمراجعين لأغلب المستشفيات الطبية في قطاع غزة، ممن هم على قائمة الانتظار لإجراء العمليات من أن مدة انتظارهم تطول وقد تصل لأشهر، بينما هناك مرضى يجرون عمليات في مدة قد لا تتجاوز أياماً. ولا يختلف حال المواطنة سعاد سليمان كثيرا، حيث أبلغت "الاستقلال" أنها توجهت إلى أحد المستشفيات في قطاع غزة بعد تدهور حالتها الصحية نتيجة آلام حادة في بطنها، وبعد الفحص الطبي وصور الأشعة تبين أن لديها حصى في المرارة وقرر الأطباء إجراء عملية جراحية لها.

وتضيف المواطنة سليمان أنه تحدد موعد إجراء العملية في شهر يوليو، إلا أن تدخل بعض أقارب زوجها ساعد في تقريب موعد إجراء العملية،حيث سيتم إجراؤها في غضون أسبوعين، مبينة أن حالتها صعبة وتحتاج لعملية مستعجلة ولا تتحمل الانتظار طويلا.

نفي الصحة

من جانبه نفى د. حسين عاشور مدير مجمع الشفاء الطبي بغزة صحة أقوال المواطنين بإجراء عمليات ليست مدرجة على قائمة الانتظار، مبيناً أن الكثير من شكاوى المواطنين ليست حقيقية وأغلبها تتعلق بمرضى أجروا عمليات في قسم معين بينما مريض آخر وفي قسم مختلف لا زال ينتظر إجراء العملية "وهنا يلتبس عليه الأمر ويشك بأن هذا المريض دخل بواسطة أو ما شابه ذلك".

وقال عاشور لـ" الاستقلال":" مجمع الشفاء الطبي يرتاده يومياً مئات المرضي والمراجعين على أقسامه المختلفة، وبعضهم يحتاج لإجراء عمليات مستعجلة" مؤكداً أن لكل قسم من أقسام المستشفي قوائم الحجز الخاصة به وهي بالطبع تختلف من قسم لآخر كما أن ليس كل العمليات الجراحية بدرجة واحدة من الخطورة".

ولم يستبعد عاشور أن يكون هناك عمليات قد تم إجراؤها لمريض ما في غير موعده المحدد، وذلك في حاله واحدة، أن يكون مريضا آخر في نفس القسم على قائمة الانتظار ويقرر لسبب ما عدم إجراء عمليته وبالتالي يصبح مكانه فارغا "فحينها يقرر الأطباء وضع مريض آخر دون النظر لأي اعتبارات شخصية".

وبيّن عاشور :" أن قائمة الحجوزات تتفاوت من قسم لآخر حيث أن قائمة الانتظار في الجراحة العامة لا تتجاوز الشهر بينما قائمة الانتظار في الأنف والأذن الحنجرة طويلة ويتجاوز الحجز فيها السنة، موضحا أن هناك عمليات لا يتم إدراجها على قائمة الانتظار مثل "الأورام".   وبين تأكيدات المواطنين ونفي "الصحة" يبدو ان الواقع الصحي في قطاع غزة بحاجة إلى مزيد من المتابعة والمراقبة وصولا إلى تقديم أفضل الخدمات للمرضى الذين هم في أمس الحاجة للرعاية، الأمر الذي يوجب على المعنيين الوقوف على حقيقة الأمور ووضع حلول مناسبة للأزمة.

 

 - صحيفة الاستقلال