خبر شيء ما يتحرك في واشنطن -إسرائيل اليوم

الساعة 10:01 ص|29 ابريل 2010

شيء ما يتحرك في واشنطن -إسرائيل اليوم

بقلم: زلمان شوفال

 (المضمون: واشنطن راضية الان عن اسرائيل ومشكلة الامريكيين الرئيسة الان مع أبي مازن ولهذا دعوه الى محادثة خاصة في الاسبوع القادم - المصدر).

        سيكون خطأ اعتقاد أنه قد اختفت جميع اختلافات الرأي بين اسرائيل والولايات المتحدة، أو ان الرئيس اوباما وفريقه رجعا عن توجه مقاربة العالم الاسلامي، لكن يوجد مع ذلك كله تطورات ايجابية. ففي اللحظة التي أعلنت بها الادارة عودة ميتشل الى منطقتنا أصبح واضحا انه طرأ تحول الى حسن. لأن الرسالة السابقة من واشنطن كانت "أن ميتشل سيظل في البيت ما لم نتوصل الى تفاهمات". في الجملة، أسهم في ذلك حقيقة ان نتنياهو قاد نهجا سياسيا ودبلوماسيا متصلا اشتمل على بيان المواقف التي لن ترجع عنها اسرائيل وفي ضمنها البناء في القدس (ربما بتوكيدات تختلف بحسب أجزاء مختلفة من المدينة). كذلك وافق نتنياهو على "المضي نحوهم" في موضوعات ما.

        وهكذا اتفاق كما يبدو على أن الموضوعات الجوهرية للتسوية الدائمة يمكن أن تثار في نطاق محادثات التقارب على أساس تبادل الآراء العامة – لكن الاتفاقات يمكن أن تتخذ فقط بمحادثات مباشرة بين الطرفين. في الأيام الأخيرة عبر مسؤولون كبار في الادارة الامريكية عن رضا عما سمعوا في القدس. مشكلة الامريكيين الرئيسة الان هي مع أبي مازن ولهذا دعوه الى "حديث حافز" في الأسبوع القادم في واشنطن. ليس وضع رئيس السلطة بسيطا. فليس سوى الادارة الامريكية نفسها، بتصريحاتها وتلميحاتها اللاذعة الى اسرائيل فيما يتعلق بالبناء في القدس وشؤون أخرى هي التي رفعته على شجرة عالية جدا. يقولون له الان اقفز الى أسفل، بغير شبكة أمن من الشروط المسبقة. أمل أبو مازن أن يفرض الامريكيون خطة على اسرائيل. لكن اذا كان ما زال يتوقع ذلك فيخيب أمله. لا لانه لا يوجد حول الرئيس أناس يفكرون تفكيرا مشابها أو أن هذه الأفكار لا يمكن أن تثار من جديد فيما يلي. لكن لا الآن. ربما يقولون له كي يرضونه انه اذا وافق على المشاركة في المحادثات فستقف أمريكا الى جنبه في هذه القضايا او تلك. لكن أبا مازن لن يسمع من مستضيفيه أكثر من تصريحات ووعود عامة جدا.

        يريد نتنياهو أيضا تجديد المسيرة، وتوجهه هو احداث شراكة صادقة مستقرة مع الزعيم الامريكي في مواجهة التهديد الايراني، والى أكبر قدر ممكن أيضا فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية. والآن، كما قلنا آنفا توجد علامات مشجعة في واشنطن على أنه توجد قاعدة لشراكة كهذه.

        أدرك مستشارو الرئيس، أو جزء منهم في الأقل كما يبدو أنهم أمعنوا في شد الحبل مع اسرائيل على أثر "حادثة بايدن ورمات شلومو"، لان ذلك أثار نقدا شديدا من قبل ساسة ديمقراطيين ذوي شأن، مثل السيناتور شومر وأشخاص يهود مختلفين، لاجراءات الادارة نحو نتنياهو. وأدركوا ان ذلك قد يجبي منهم ثمنا سياسيا. على أثر ذلك خرج أناس مختلفون من الادارة عن طورهم تماما للتعبير عن حب اسرائيل وتأييدها. وكان أيضا من نبهوا إلى أن المكسب من الضغط على اسرائيل في الشأن الفلسطيني قد يكون معادلا للخسارة ويفضي الى تطرف ايراني آخر.

        لكن لم تكن أقل من ذلك أهمية مقالة أهرون ميلر، أحد "كهنة السلام" في خلال عشرين سنة في ادارات امريكية مختلفة، اعترف أخيرا بخطئه الطويل وخطأ المسؤولين عنه. قال ميلر إنه بخلاف مواقف أكثر الادارات الامريكية وفيها ادارة اوباما، ليس النزاع الاسرائيلي العربي  مصدر جميع المشكلات في الشرق الاوسط ولهذا لن يؤثر حله او عدم حله في سائر مشكلات المنطقة، ولا سيما تلك التي تواجهها الدبلوماسية الامريكية. وهو يشك أيضا في تصور أنه يمكن التوصل الى سلام شامل بين اسرائيل والعالم العربي كله، او في أن امريكا قادرة على املاء حل مفروض. ما يزال يوجد حول أوباما كما تعلمون، من يقولون العكس، أي أن الحل للضغط على اسرائيل سيحسن مكانة الولايات المتحدة في الشرق الاوسط. لا يمكن أن نعلم أي واحد من التصورين سيكون له تأثير أكبر آخر الأمر، كما أنه لا يوجد أي يقين من أن تصبح المواقف المؤقتة دائمة. لكن، الآن في الأقل لا تعمل التطورات، حتى وان كانت تكتيكية في جوهرها، بما يسوء اسرائيل وهي تسوغ طرائق عمل حكومة اسرائيل.