خبر عار في سجن سهرونيم- هآرتس

الساعة 08:51 ص|28 ابريل 2010

عار في سجن سهرونيم- هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

سلطات الهجرة وفرض القانون في اسرائيل تجد صعوبة في التصدي للاجئين والمهاجرين الافارقة، الذين يسترقون الحدود مع مصر. معالجة أمرهم تستدعي حساسية ورأفة، لا تنجح السلطات في تجنيدهما، سواء لاسباب عنصرية وسياسية ("تخوف من الهوية اليهودية للدولة") أم بسبب انغلاق الحس البيروقراطي.

امس نشر في "هآرتس" بأن اطفالا لاجئين دخلوا الى اسرائيل مع أهاليهم او لوحدهم – بعد أن توفي أهلهم في الطريق المضني من أفريقيا - يحتجزون في سجن "سهرونيم" في الجنوب الى جانب مساجين كبار في السن. احتجازهم في المنشأة يتم في خلاف تام مع أنظمة الدولة، التي تفترض الفصل بين القاصرين والكبار، واستخدام طاقم علاجي خبير وعقد نشاط تربوي.

قسم المساعدة القانونية في وزارة العدل، الذي يمثل الاطفال "الذين بدون مرافق"، ويوجدون في اسرائيل دون أهاليهم، قضى بأنهم محتجزون في سجن سهرونيم بغير وجه قانوني. مندوبة القسم التي تجولت في منشأة الاعتقال، ذهلت لاكتشافها أن اطفالا فوق سن ثلاث سنوات محتجزون في خيام وكرفانات مع المعتقلين الكبار وفي اكتظاظ شديد، "ومن شأنهم ان ينكشفوا عقب ذلك على تحرشات ومخاطر". والمنشأة ليست جاهزة على الاطلاق لمعالجة الاطفال والفتيان، وليس فيه فريق مناسب للعناية بهم او أي نشاط تربوي. في منشأة "جفعون" في وسط البلاد، حيث يحتجز معظم اللاجئين القاصرين، يوجد لهم على الاقل قسم منفصل وان كانت الظروف فيه صعبة.

        الشكوى من المعاملة المخجلة لم تأت هذه المرة من منظمات الاغاثة، بل من جهة حكومية تعالج حقوق اللاجئين وتطلب الان من السلطات المسؤولة ايجاد مكان مناسب لاحتجاز اللاجئين القاصرين. لا يدور الحديث عن مجرمين او ارهابيين بل عن ضحايا الاضطهاد والضائقة، الذين مكانهم ليس المعتقل على الاطلاق بل في مؤسسة مناسبة يمكنها ان تعالج امورهم وان تلبي احتياجاتهم مثل نزل الاقامة الداخلية العلاجية.

        شروحات مصلحة السجون، في أنه بسبب ضيق المكان احتجز بعض القاصرين بشكل مؤقت مع المسجونين الكبار في السن، ليست مرضية. فاللاجئون الاطفال جديرون بمعاملة انسانية ككل انسان آخر وحتى لو دخلوا اسرائيل دون اذنها، فان الحكومة ملزمة بأن تحرص على رفاههم. فرض شروط اعتقالية قاسية، في ظل خرق الأنظمة، ليس السبيل للتصدي للهجرة غير القانونية من افريقيا.