خبر ادفعوا قدما دولة فلسطينية في حدود مؤقتة-هآرتس

الساعة 08:29 ص|28 ابريل 2010

ادفعوا قدما دولة فلسطينية في حدود مؤقتة-هآرتس

بقلم: ألوف بن

المضمون: أسلم حل الآن للنزاع الفلسطيني الاسرائيلي اقامة دولة فلسطينية في حدود مؤقتة وان كان نتنياهو خائفا من اعلان تأييده هذا الحل - المصدر).

يثير النبأ عن البدء القريب لـ "محادثات التقارب" بين اسرائيل والفلسطينيين صعابا: فيما سيتحدثون هناك بالضبط؟ وماذا يمكن أن يجدد بعد في المسيرة السياسية التي "حاولنا فيها كل شيء" ولم نتوصل الى السلام؟ أي بدعة عند جورج ميتشل، الوسيط المناوب غابت عن أبصار أسلافه الفاشلين؟

        تريد اسرائيل التحرر من عبء السيطرة على الفلسطينيين، التي تثير عليها دعاوى عن "التمييز العنصري" وتفرض عليها أن تبت بين الهوية اليهودية ونظام الحكم الديمقراطي. لكن اسرائيل تريد أيضا ان تحتفظ بأكثر المناطق والمستوطنات والسيطرة الأمنية في الضفة الغربية، وأن تتمتع بالسيطرة وحدها في القدس.

        يدعو الحل الاسرائيلي الى تطوير السلطة الفلسطينية لمحمود عباس وسلام فياض الى مكانة دولة في حدود مؤقتة. ستمنح الدولة القزم الفلسطينيين في الضفة وغزة حق التصويت ومقعدا في الامم المتحدة، وتعفي اسرائيل من مسؤوليتها عنهم. الاختلافات فيما بقي من المناطق، والقدس واللاجئين ستتبين بعد ذلك بين دولتين ذواتي سيادة، اسرائيل وفلسطين لا بين المحتل والخاضعين له.

        يريد الفلسطينيون أن يحرروا أكبر قدر من وطنهم التاريخي، وأن يبعدوا الجنود  والمستوطنين الاسرائيليين وأن يحافظوا على التأييد الدولي ويدعو الحل الفلسطيني الى اقامة دولة في حدود 1967، مع تبادل أراض ضئيلة، يترك مستوطنات كبيرة في الجانب الاسرائيلي، وأن تكون القدس مقسومة على أنها عاصمة الدولتين، وأن تكون عودة ما للاجئين الى اسرائيل. وهم يشفقون من أنهم اذا لم يحصلوا الان على القدر الأكبر واكتفوا بدولة صغيرة، فان العالم سيفقد الاهتمام بهم، كما سلم للسيطرة الاسرائيلية على الجولان.

        من المهم لقادة الطرفين أن يبدو وكأنهم لم يتنازلوا، وان الطرف الثاني فقط تكمش ورجع عن مطالبه. يتوجه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الى ائتلافه والى يهود أمريكا، ويغمز عباس حماس والجاليات الفلسطينية. يرى كلاهما التفاوض "لعبة تؤول الى الصفر"، لا صفقة يكسب منها الطرفان من تقسيم آخر للأملاك.

        يعارض عباس تسوية مرحلية، ونتنياهو غير مستعد لتسوية دائمة. وهما يأخذان باستراتيجية استنزاف: كل طرف يتحصن في مواقفه ويوجه اتهامات الى خصمه، محاولا ان يصرف الى جانبه الوسيط الامريكي. يؤمل الفلسطينيون أن يتهم الرئيس براك اوباما نتنياهو بالجمود وأن يفرض على اسرائيل تسوية دائمة تلائم مواقفهم. أما الاسرائيليون فيتوقعون أن يكتفي أوباما، الجائع الى انجاز دبلوماسي لكنه ملجوم بمؤيدي نتنياهو في الكونغرس، بتسوية مرحلية وأن يفرضها على الفلسطينيين – كما رجع مطالبه التجميد المطلق للاستيطان والبناء الاسرائيلي في شرقي القدس واستجاب تجديد التفاوض.

        هل يمكن التقريب بين وجهات النظر؟ اقترح معهد البحث "ريئوت" قبل سنة، مع انشاء حكومة نتنياهو مسارا موازيا: أن تعرض أمريكا رؤيا التسوية الدائمة كي تمنح الفلسطينيين "أفقا سياسيا" وأن تنشأ فلسطين في حدود مؤقتة. وعرض الرئيس شمعون بيرس صيغة مشابهة لتفاوض مستقل في الحل الدائم وفي التسوية المرحلية.

        بعد سنة من الانشغال العقيم بلجم الاستيطان، تبدو الدولة الفلسطينية في حدود مؤقتة التسوية الاكثر عملية – باتفاق او باجراء اسرائيلي من طرف واحد. انها مخيطة بحسب القيود السياسية للطرفين: فاسرائيل تستطيع الاكتفاء باخلاء ضئيل محدود للمستوطنات والبؤر الاستيطانية، وأن تحافظ على السيطرة الامنية وألا تمس القدس في هذه الاثناء. ولا يطلب الى الفلسطينيين أن يمنحوا شيئا عوض ذلك، لا اعترافا بالدولة اليهودية ولا تخليا من حق العودة، اللذين يطلبهما نتنياهو منهما على أنهما شرطان للتسوية الدائمة. وتنبع من هنا أيضا نقائص الفكرة: فالاختلافات في القضايا الأشد حساسية ستظل هي نفسها وتهدد بالانفجار، وستدفع اسرائيل الى مواجهة داخلية مع المستوطنين من غير أن يحل النزاع.

        يقدر نتنياهو أن المخرج الوحيد من الجمود سيكون تسوية مرحلية في مركزها الدولة الفلسطينية في حدود مؤقتة، لكنه يخاف الاعلان بتأييده الفكرة. وهو يفضل ان يبلغ الى هناك بلا خيار، تحت ضغط امريكي بالتقدم، واذا أمكن أن يكون ذلك عوض ضرب أمريكا لايران. كما أخلى شارون بالضبط غزة بعد ان احتل بوش العراق فقط.