خبر ملك الملوك: القذافي وأصدقاؤه -سرائيل اليوم

الساعة 08:28 ص|28 ابريل 2010

ملك الملوك: القذافي وأصدقاؤه -سرائيل اليوم

بقلم: بوعز بسموت

(المضمون: في العالم الواسع الانطباع بانه منذ العام 2004، حين وافق القذافي على التخلي عن مشروعه النووي بل ووافق على تعويض ضحايا الارهاب الجوي، فان ليبيا تغيرت. اما عمليا، فان الدكتاتورية الليبية تواصل كما كانت - المصدر).

 منذ اذار، في اثناء المهرجان المركزي لاحياء ذكرى يوم الارض، أعلن النائب احمد الطيبي بان "دولة اسرائيل في 2010 عنصرية أكثر تجاه المواطنين العرب... العنصرية أصبحت التيار المركزي في المجتمع الاسرائيلي...".

وها هو النائب المحترم والمثقف، ووفد النواب والشخصيات العامة  العرب الاسرائيليين (بين البارزين فيهم طلب الصانع، ورئيس لجنة المتابعة لعرب اسرائيل، محمد زيدان)، كان حظ كبير هذا الاسبوع: فقد سافروا من اسرائيل "العنصرية" الى المقصد المطلق لكل من يعتبر الكفاح في سبيل حقوق الانسان، السلام في الشرق الاوسط، الديمقراطية، الحرية والعدل عزيز عليه. أهلا وسهلا، مرحبا بكم في ليبيا. هناك، في ليبيا يعرفون كيف يقدمون الاحترام للقيم الاجتماعية بالشكل الاكثر اثارة للانطباع، على ما يبدو، لدرجة ان الشيخ رائد صلاح نفسه سارع، وكيف لا، الى الانضمام الى الرحلة ليأخذ الانطباع عن دولة عديمة العنصرية.

عمليا، هذا الاسبوع تلقينا فرصة لان نشاهد الازدواجية الاخلاقية بكامل بهائها وقد حصل هذا حين غطت النشرات الاخبارية زيارة الشخصيات العامة والنواب العرب الى ليبيا معمر القذافي وهكذا كان بوسعنا أن نشاهد الطيبي، الذي هو بشكل عام نائب متهكم ونقدي، يذوب من الراحة: "التقينا زعيما شعبيا مفعما بالكاريزما في خطوة استثنائية تناول معنا وجبة العشاء". على أي حال "مفعم بالكاريزما"، بل ان الطيبي توج القذافي كـ "ملك ملوك العالم العربي".

أنا ايضا زرت ليبيا، كصحفي، قبل نحو عقد من الزمان. وصدف لي ايضا أن التقيت بـ "وجبة العشاء" التي يعدها القذافي لمواطنيه منذ تسلم الحكم في 1969، وللحقيقة، فان الوجبة ليست شيئا ما. "ملك ملوك الملوك" يدعي بان "ليبيا هي دولة اشتراكية مطلقة". وهو يصر على أن مال الدولة يعود للمواطنين. وهو محق، اذا ما تناولنا مواطني ليبيا واعتبرناهم ابناء عائلة القذافي. إذ عمليا يوجد لليبيا احتياطي من النفط يجعلها بين الدول الخمسة ذات الاحتياطي النفطي الاكبر في العالم، رغم أن سكان ليبيا لا يعدون اكثر من 5.5 مليون نسمة، فان الانتاج المحلي الخام فيها للفرد لا يتجاوز 11 الف دولار (المكان الـ 67 في الترتيب العالمي). ولكن بالنسبة للطيبي، فان القذافي هو زعيم محبوب يحرص على مصلحة سكان مملكته. في دولة اسرائيل، لغرض المقارنة، فان الانتاج المحلي الخام للفرد هو 34.505 دولار (المكان الـ 21 في الترتيب العالمي). حسنا، ربما هذا بسبب احتياطياتنا من النفط.

ولكن لندع للحظة الفقر الهائل والباعث على الاكتئاب في ليبيا لنفحص موضوعا آخر عزيزا على قلب الطيبي – حقوق الانسان. هاكم ما يعتقده ميشيل بورنية، الذين درس ليبيا بتكليف من منظمة امنستي، عن مملكة القذافي. في ليبيا، يقول، يوجد سجناء سياسيون يعانون من التعذيب في السجن حتى "دون اتهامات واضحة ودون منحهم امكانية الدفاع عن أنفسهم". ومنذ وقت غير بعيد قتل هناك 1.200 سجين في اثناء قمع تمرد نشب في احد السجون. وهو حدث حتى لم يحقق او يفحص. عمليا، "الرقابة على الحكم محظورة تماما". في ليبيا لا توجد صحافة حرة، والقليل من الصحف المستقلة يديرها أحد أبناء القذافي.

في العالم الواسع يكون أحيانا الانطباع بانه منذ العام 2004، حين وافق القذافي على التخلي عن مشروعه النووي بل ووافق على تعويض ضحايا الارهاب الجوي الذي بادر اليه، فان ليبيا تغيرت. اما عمليا، فان الدكتاتورية الليبية تواصل كما كانت، بما في ذلك، الموقف المعادي لاسرائيل.

قبل بضعة أشهر زار القذافي موريتانيا، الدولة التي أديت فيها منصب السفير. العلاقات بين موريتانيا واسرائيل جمدت قبل ذلك، في اثناء حملة "رصاص مصبوب" ولكن الممثلين الاسرائيليين واصلوا البقاء في موريتانيا.

غير أن القذافي اشترط زيارته بابعاد الاسرائيليين، وعندها فقط قطعت موريتانيا علاقاتها مع اسرائيل بشكل تام.

كل هذا لا يمنع الطيبي من اسداء المديح لـ "ملك ملوك الملوك" على أنه زعيم دولة تتطلع الى التعايش، السلام والعدل.