خبر العزل الانفرادي .. صمود رغم الوحدة

الساعة 06:04 ص|28 ابريل 2010

العزل الانفرادي .. صمود رغم الوحدة

فلسطين اليوم: غزة

 ثلة قليلة من الأسرى الفلسطينيين لهم معاناتهم الخاصة ومأساتهم المستمرة، يصفهم الاحتلال بالأسرى الأكثر خطراً ويتعامل معهم لا كغيرهم من الأسرى، وللاحتلال قانونه الخاص بذلك فهو يحرمهم ويمنعهم ويعاقبهم ويصادر ممتلكاتهم - إنّ حقّ لنا أن نقول أنّ لديهم ممتلكات .

سياسة العزل الانفرادي هي السياسة القذرة التي تمخضت عن عقل المحتل الحاقد على كل شيء فلسطيني وجاءت لكسر إرادة وعزيمة رجال لم يستطع السجان كسرها بمجرد وضعهم خلف الجدران والقضبان.

وكانت هذه السياسة بكل ما تحمل من المعاناة والأسى، ليذوق الأسرى منها المر والعلقم دون أن يجدوا لهم أي نصير أو مدافع يردّ عنهم كيد وأذى السجان، إنهم مجموعة من الأسرى أصدر المحتل ومخابراته بحقهم قرارات عزل لإبعادهم عن شركائهم في القيد، اعُتبروا بأنهم يشكلون خطراً على أمن دولة تعتبر الأمن أساس بقائها وتضعه على سلم أولوياتها .

 هؤلاء الأسرى الذين اقترب عددهم من 20 يعزلهم الاحتلال في زنازين صغيرة تفتقر الواحدة منها أدنى مكونات الحياة بحيث لا تصلح للعيش منها ومن أبرز الأسرى المعزولين المجاهد محمود عيسى من مدينة القدس والذي لا زال يقبع في عزل الانفرادي منذ أكثر من 9 سنوات وكذلك الأسير المجاهد حسن سلامة من قطاع غزة والمعزول منذ عام 2003 في عزل هولكدار الانفرادي .

وتتنوع الأساليب التي تمارسها إدارة السجون بحق الأسرى المعزولين، فهي تحرمهم من الخروج للفورة وإن سمحت لذلك يكون لساعة واحدة فقط ويكون الأسير خلالها مكبل اليدين والقدمين ولوحده فقط ، وباقي الوقت يبقى وحيداً في زنزانته دون أن يرى أي إنسان عدا سجانيه بالإضافة إلى منع الأسرى المعزولين منذ اللحظة الأولى لعزلهم من زيارة ذويهم وحرمانهم من أدنى الحقوق التي تمنح للأسرى على قلتها كالكنتينا وبعض الأدوات الكهربائية، ناهيك عن العقابات المتكررة والتي يتعرضون لها ولأتفه الأسباب إضافة إلى الإهمال الطبي المتعمد والذي كان آخر ضحاياه الأسير المجاهد رائد أبو حماد من بلدة العيزرية والذي استشهد قبل أيام في عزل السبع " إيشل " بعد رفض إدارة السجن تقديم العلاج له بالرغم من حالته الصحية المستعصية ، كما رفضت المناشدات المتكررة من قبل الهيئات والمؤسسات المعنية والمدافعة عن حقوق الأسرى بالإفراج عنه لكي يتم تقديم العلاج المناسب له خارج قضبان السجن ليكون الأسير أبو حماد شهيداً وشاهداً على عنجهية السجان وجبروته ولتسليط الضوء على معاناة مجموعة من الأسرى الذين عزلهم الاحتلال وتناساهم الجميع .

 

 

 

إذاً هي رسالة موجهة لكل صاحب ضمير حيّ ولكل حرٍ أبيّ رفض الذل والخنوع أن قد آن الأوان ليرفع الصوت عالياً وليوقف هذا النوع من الإجرام والتفنن في الموت الذي يمارس ضد أسرانا ومجاهدينا الأبطال فهم رغم ذلك كله لا زالت نفوسهم عصية على الانكسار والانهزام ولا زالوا رغم العزل والوحدة والقيد على العهد لن يثنيهم ذلك كله عن تمسكهم بحقوقهم ووطنهم وأرضهم التي قدموا لأجلها زهرات شبابهم وأعمارهم خلف القضبان ولا زالت نفوسهم تواقة إلى ساعة الحرية وثقتهم بالله أن يفك قيدهم ليرجعوا إلى أهلهم وشعبهم ويكملوا المسيرة التي بدؤوها لتحرير وطنهم من رجس مغتصبيه .

وفي الختام نشير إلى أنّ الأسرى المعزلون ينحدرون من مختلف بقاع الوطن المسلوب فمنهم من القطاع ومنهم من الضفة وآخرون من القدس والأراضي المحتلة عام 48 وموزعون على عدة سجون منها شطة ، جلبوع ، أيلون ، عسقلان ، السبع ، رامون ، نفحة ، بالإضافة إلى الأسيرين محمود عيسى وحسن سلامة هناك أيضاً (11) أحد عشر أسيراً من حماس واثنين من الجهاد وآخرين من الجبهة الشعبية