خبر مدينة وأم في فلسطين- يديعوت

الساعة 08:44 ص|27 ابريل 2010

مدينة وأم في فلسطين- يديعوت

بقلم: يوعاز هندل

4 الاف وحدة سكن في قلب السامرة، جرافات تعمل ليل نهار، شركات بناء ومقاولون يكسبون عيشهم، عمال فلسطينيون ومعماريون يهود، دعم حار من اوباما، عبر قصور قطر وحتى الشوارع الاكثر حمرة في تل أبيب. واذا لم يكن هذا بكافٍ فيمكن لنا ان نضيف بعدا احتفاليا في قص شريط وزرع مئات الاشجار من الصندوق القومي لاسرائيل.

لا يوجد تجميد، لا توجد أزمات مع البيت الابيض ولا توجد مقالات افتتاحية  لاذعة لمن يرفع بناء المنازل في مناطق الاحتلال لهم النبوءة الى الرأس. ان شئتم فلن تكون اسطورة. هذا ليس حلما، يا سادتي، هذه مدينة روابي. رؤيا فلسطينية تصبح واقعا.

بين من يقوم بالمهمة الطيبة يمكن أن نجد رجال أعمال، رؤساء حكم ابو مازن وفياض، ماسكين بالخيوط من واشنطن، وبالطبع نحن ايضا الاسرائيليين، الذين منذ سنين ونحن نتوق لبعض الفعل الاستيطاني دون أن يحاسبنا العالم بأسره.

وهكذا وجدت نفسها منظمة يهودية هدفها الرسمي والمعلن "خلاص اراضي بلاد اسرائيل في سبيل اليهود ومن أجلهم" تغرس اشجارا بالذات في الاراضي المطرفة – ليس من أجل اليهود، كي لا يغضبوا في المحيط، بل في سبيل الرؤيا.

ومن أجل اولئك الذين نسوا، يجدر بنا أن نذكرهم بانه عندما اقيم الصندوق القومي لاسرائيل، في العام 1901، في أعقاب المؤتمر الصهيوني الاول في بازل، شكل رمزا مركزيا للفعل الصهيوني. على مدى السنين تربى الاطفال على التبرع بالقروش للصندوق الازرق. على دور الشعب في استيطان البلاد. لان قرشا فوق قرش، فسيكون لليهود ايضا أرض ودولة. الصندوق القومي لاسرائيل لم يكتفِ بذلك. فقد واصل ليكون محرك الاستيطان حتى بعد قيام الدولة. الى أن قرر حزب مباي تجفيفه في دور رجال الغابات، تمكن رجال الصندوق من تجفيف المستنقعات وانقاذ الاراضي، بقوة الرؤيا والمال من الشعب اليهودي.

وها هو بعد 62 سنة من قيام الدولة، 43 سنة من احتلال اراض من دول شنت ضدها الحرب، وجد الصندوق القومي لاسرائيل لنفسه غاية جديدة: مساعدة الشعب الفلسطيني.

عيني ليست ضيقة على المدينة الفلسطينية الجديدة، لا بـ الـ 700 مليون دولار المستثمرة هناك، لا في ازدهار التلال القفراء بمنازل حديثة ولا حتى برؤياهم حيال الفراغ الذي عندنا. الناس، فلسطينيين أم يهودا، يحتاجون الى المنازل، الى المجمعات السكانية والمدن، ولا يهم من أي طائفة او دين هم.

عيني تؤلمني، تحكني وتزعجني، بالمقابل عندما أصرف النظر جانبا فالاحظ موقف اولئك من مؤيدي مدينة روابي وسكانها نحو الجيران المستقبليين، اولئك الابناء الذين يسمون في لغة العالم مستوطنين.

في الوقت الذي اصبحت الرقابة على بناء شرفات في المستوطنات رياضة نبيلة في أرجاء اوروبا وفي حدائق واشنطن، فان لابناء الاديان الاخرى مسموح وموصى به البناء في المنطقة. اعتدنا على أن في العالم يسمون الحرب ضد الارهاب الفلسطيني أبرتهايد، اعتدنا جدا على أن نكون متهمين أو مذنبين، الى أن انتبهنا الى أن ابرتهايد البناء موجه بالذات ضدنا. للعرب مسموح أن يشتروا المنازل في كل مكان وموقع، اما لليهود فمحظور. للعرب مسموح البناء، التوسيع، جمع شمل العائلات. اما لليهود فممنوع.

لا توجد هنا محاولة أمريكية لحل لغز عمق الاستعداد الاسرائيلي للحلول الوسط، لان احدا هناك لم يعد يؤمن حقا بحل. توجد هنا بالاجمال مصالح ضيقة لحكم آخر، مواضيع صورته امام العالم العربي، ورغبة الرئيس الذي لا يحب ولا يكره اسرائيل في سحب المشروع الاستيطاني اليهودي (في هذه اللحظة في يهودا والسامرة والقدس، وعند الحاجة – فغدا ايضا في الجليل وفي النقب)، فقط لانه لا يهمه.

في هذه اللعبة للصندوق القومي لاسرائيل وباقي بقايا الصهيونية لا يوجد مكان.