خبر لا يوجد شريك (إسرائيلي) -هآرتس

الساعة 08:41 ص|27 ابريل 2010

 

لا يوجد شريك (إسرائيلي) -هآرتس

بقلم: حجاي ألون

(كان مستشارا سياسيا ومسؤولا عن "نسيج الحياة" مع الفلسطينيين في وزارة الدفاع)

 (المضمون: يجب على اسرائيل ان تعمل سريعا في التوصل الى حل مع السلطة الفلسطينية وإلا فرض عليها حل يعارض مصالحها - المصدر).

        أحدثت أحداث الأيام الاخيرة وهمين. الأول ان اسرائيل والولايات المتحدة متساويتان؛ والآخر أن المشكلة هي القدس. هذان الوهمان خطيران على اسرائيل بأحداثهما تصورا سياسيا وتصورا للذات خطيرين. الولايات المتحدة قوة عظمى، ويشك في أن تكون اسرائيل قوة اقليمية. وليست المشكلة القدس بل ولا الأماكن المقدسة بل هي غزة. مصلحة اسرائيل هي ألا ينفذ قرار الرباعية على تقديم اقامة دولة فلسطينية في غضون سنتين من طرف واحد.

        غزة هي أكبر مشكلات اسرائيل. بسبب الطابع الفاشل – سياسيا وأمنيا ومدنيا – للانفصال، طريقة حل مشكلة غزة تمر برام الله وبالقدس. وفي رام الله – بين يدي شخص واحد هو محمود عباس. ترفض حكومة بنيامين نتنياهو قبول هذا. لهذا يعد لها عباس مفاجأة على هيئة اعلان أنه "لا يوجد شريك".

        لن يعود عباس الى غزة محمولا على حراب الامريكيين ولا على يد الجيش الاسرائيلي بيقين. سيعود ليحكم غزة كما برهن على أنه قادر على حكم الضفة، على نحو يسبب امتعاظ كثيرين في المؤسسة الأمنية – محمولا على أمواج العالم العربي وربما أيضا قوة عسكرية عربية عامة مشتركة مع حلف شمال الاطلسي. قوة تثبت أركانها في الضفة في البدء، مع اخلاء الجيش الاسرائيلي لها، وفي المعابر الحدودية مع الأردن على طول غور الأردن.

        هكذا، بغير تفاوض وبغير حاجة الى بيان لماذا لا يوجد تفاوض، سيدحض عباس التهم بكونه "فلسطينيا لطيفا" ويلتف على مشكلته الداخلية مع رئيس الحكومة سلام فياض.

        غزة هي وقود مكافحة اسرائيل، وهي رمز لهذه المكافحة في العالم العربي والاسلامي كله، وعند من يسكنون دول الغرب. نستطيع أن نجعل الخلايا المعادية لاسرائيل التي تنبت هناك عقيما. جوع غزة هو وقود النضال. علينا أن نجفف هذا الوقود. ليس هو أداة لاعادة جلعاد شليت ولا لصرف حماس.

        قد نكون سلكنا مثل قوة مسؤولية في هاييتي، ونستحق على ذلك الاحترام كله، لكن يفضل في الشرق الاوسط أن نسلك سلوك دولة مسؤولة ببساطة. يجب على اسرائيل أن تسعى – من أجل أمنها والحفاظ على مصلحتها – الى تفاوض يسوي مسألة الحدود والأمن على أنها وحدة واحدة، مع مشاركة قوة عسكرية عربية عامة ومشاركة كبيرة لحلف شمال الأطلسي.

        كانت صيغة كهذه تجر الى وقت قريب رد احتقار من جهاز الأمن بل اتهاما شديدا بـ "تدويل" المواجهة؛ أي اسلام أمن اسرائيل. عندما أثيرت فكرة قوة كهذه على أنها جزء من الحل للشريط "المحاد الشمالي" في أيام المواجهات الشديدة في غزة قبل الانفصال وبعده بسنين – حظي ضباط كبار في خدمة الاحتياط، أثاروا الفكرة، بمكالمات هاتفية باردة من "المؤسسة". كل ذلك مع تجاهل القوة الأمريكية في سيناء ونوعية القوة ازاء سورية وحقيقة ان الجيش الاسرائيلي غير راض عن قوة اليونيفيل بعد قرار 1701 في الشمال – لكن أحدا لا يملك حلا أفضل.

        بدأ جهاز الأمن يدرك أنه يحسن الاستعداد من جديد. نحن محتاجون للعالم وللعالم العربي أيضا. يتم في عدد من معاهد البحث بحث مقر عمل أساسي لبحث دخول قوة من هذا الطراز. إن الطريق الى العالم العربي ستلزم اسرائيل أن ترى نفسها دولة ليست قوة عظمى وليست واحدة من العضوات الخمس الدائمات في مجلس الأمن. كانت تلك هي السبيل التي أفضت الى انتصاراتها السابقة، ولا يحل التخلي منها. نحن قريبون من وضع اذا لم نعمل فسيستعمل عباس نظرية أن لا شريك من جهته.