خبر دور فلسطيني فاعل في التهويد والاستيطان!.. صالح النعامي

الساعة 07:10 ص|27 ابريل 2010

دور فلسطيني فاعل في التهويد والاستيطان!.. صالح النعامي

في الوقت الذي يحتدم الجدل حول الوسائل التي تتبعها إسرائيل في تهويد الأرض الفلسطينية في الضفة الغربية، فإنه يبدو أن سلطة رام الله تستخدم وسائل أخرى في تهويد الضفة، عبر جعلها بيئةً مناسبة للأنشطة الأمنية والاستيطانية اليهودية. هذا على الأقل ما يقرب به كبار المسؤولين الصهاينة لفياض، مستندين إلى "إنجازاته" في هذا المجال، ويشير وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي الذي ينتمي إلى حزب "إسرائيل بيتنا" المتطرف إلى أن "إسهام" فياض يتمثل في نمط "المقاومة السلمية" والتي تتمثل في السماح بتنظيم مظاهرات في نقاط محددة في الضفة الغربية وتنحصر في كل من قريتي "بلعين" و"نلعين"، غرب رام الله احتجاجًا على بناء جدار الفصل العنصري، حيث يشير إلى حرص فياض على أن تكون هذه المظاهرات "انتقائية" تقتصر على مشاركة نخبة محددة دون السماح بمشاركة جماهيرية واسعة. وبصفته يقف على رأس الجهاز الشرطي في إسرائيل يعتبر أن أسلوب فياض هو أفضل صيغة يمكن لإسرائيل أن تتعامل معها، حيث أنه يظهر أفراد الشرطة الإسرائيلية كـ"إنسانيين".

 

من ناحيته يشير أمير أورن المعلق العسكري في صحيفة "هآرتس" إلى حقيقة أن فياض عمليًّا نزع الشرعية حتى عن كل تحرك نضالي فلسطيني ذي طابع جماهيري، وقدم للفلسطينيين نموذجًا "مصطنعًا"، منوهًا إلى أن هذا السبب وراء تحمّس حتى قادة الجيش الإسرائيلي للتعامل مع فياض.

 

ويعتبر الجنرال آفي ميزراحي نموذجًا حيًّا للجنرالات الإسرائيليين الذين اكتشفوا الواقع الجديد الذي صنع فياض، حيث يقارن مزراحي قائد قوات الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية بين سلوك الفلسطينيين في عهد فياض وفي عهد كل من سبقوه، حيث يقول: "يدرك المرء أن هناك سعيًا حقيقيًّا من قِبل الأجهزة الأمنية التابعة لحكومة فياض؛ لاجتثاث وجود الحركات الإرهابية في الضفة الغربية، لقد انتهت الألاعيب تمامًا، ونجد تأثير التعليمات الصارمة التي يصدرها فياض للتعاون معنا، حيث يتمثل هذا ليس فقط في قيامهم باعتقال كل شخص نقوم بتسليم اسمه لهم، بل إنهم يوافقون على أن نقوم بعمليات مشتركة لمطاردة الإرهابيين، كما حدث في أكثر من مرة، وتحديدًا لدى تصفية بعض قيادات الجهاز العسكري لحركة حماس في الضفة الغربية".

 

وعن تأثير فترة فياض على قادة وكبار ضباط الجيش الإسرائيلي يقول مزراحي: إنه في ظل وجود فياض أصبح بإمكانه أن يفرغ قواته لإجراء التدريبات الميدانية بشكل لم يكن متاحًا من قبل؛ بحيث أصبح هناك مزيد من الوقت للقوات لإجراء التدريبات بعد أن تولت قوات فياض المسؤولية عن منع الجماهير الفلسطينية من الانخراط في العمل المقاوم.

 

ومن على منبر مؤتمر هرتسليا متعدد الاتجاهات وجه وزير الحرب الصهيوني إيهود باراك التحية لفياض لدوره في تحسين الأوضاع الأمنية في الضفة الغربية، وذلك عندما كان فياض يحضر أعمال هذا المؤتمر، وقد قال باراك للذين حضروا المؤتمر من النخب اليهودية: "حتى قادة المستوطنين باتوا يقرون كم أسهم الدكتور فياض في تحسين الأوضاع الأمنية في الضفة الغربية، هم يقولون أن ما قام به أدى إلى تغيير الأوضاع بشكل جذري وثوري لصالح الاستيطان اليهودي".

 

ويجمع المعلقون الصهاينة على دور فياض في الحفاظ على الهدوء في الضفة الغربية، حتى في ظل أوج الاستفزازات الصهيونية، والتي بلغت حدًّا غير مسبوق عندما أعلن عن ضم المقدسات الإسلامية إلى قائمة المواقع الأثرية اليهودية، علاوة على شروع إسرائيل في الكثير من المشاريع الاستيطانية غير المسبوقة في الضفة الغربية، واللافت أن زعيم المستوطنين يعتبر أن الهدوء الذي يسود الضفة الغربية رغم الطفرة الاستيطانية غير المسبوقة يدلِّل على أنه الاستيطان ومشاريعه لم تعُدْ تسبب تدهورًا أمنيًّا، وهو ما يجعله يرى واجب تسريع وتيرة هذه المشاريع.

 

أما خيارات فياض السياسية فتحظى بقبول وحماس لا يقل عن تعاونه الأمني لدى الكثير من النخب الصهيونية، لا سيما مشروعه للإعلان عن دولة فلسطينية في الضفة الغربية في ظل وجود الاحتلال، فحتى سيلفان شالوم -نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي- والذي يعتبر من صقور حزب الليكود اليميني الحاكم يرى أنه بالإمكان التعايش مع خطة فياض بوصفها تمنح إسرائيل عمليًّا مواصلة إحكام السيطرة على الضفة الغربية.

 

ويضيف: "مقبول التعاطي مع الخطة التي ينادي بها الدكتور فياض، وأعتقد أنه في حال وضع هذه الخطة موضع التنفيذ فإن معظم أعضاء الليكود سيؤيدونها، على اعتبار أنها أفضل خطة سياسية بالنسبة لإسرائيل"، ويرى شالوم أن خطة فياض تعتبر عمليًّا أفضل من جميع الخطط التي قدمها اليسار الإسرائيلي، بل إن شالوم يدعو قادة اليسار الصهيوني ألا "يكونوا ملكًا أكثر من الملك".