خبر رفح: التأقلم والتعايش مع الأزمات سمة جديدة اكتسبها المحاصرون

الساعة 05:28 ص|26 ابريل 2010

رفح: التأقلم والتعايش مع الأزمات سمة جديدة اكتسبها المحاصرون

فلسطين اليوم : محمد الجمل

اجتهد الـمواطنون في قطاع غزة في مواجهة الأزمات والظروف الصعبة التي واجهتهم في ظل أطول حصار عرفوه، فواجهوا أزمة نقص الوقود باستخدام زيت الطعام كوقود للـمركبات، وكذلك أزمة البناء، التي دفعتهم إلى استغلال طين الأنفاق لإنشاء مساكن مؤقتة، وأزمات أخرى ابتكروا لها حلولاً بدائية، في محاولات متواصلة لتخفيف معاناتهم.

حلول لأزمة الكهرباء

الشابان محمد عبيد وخالد حسين من سكان مخيم يبنا جنوب محافظة رفح نجحا في تصميم لوحة إلكترونية صغيرة قادرة على تحويل الطاقة الكهربائية الـمخزنة في بطارية "12 فولت" القابلة للشحن كطاقة يمكن إنارة الـمنزل بواسطتها بقدرة "220 فولت".

عبيد وحسين أوضحا أن فكرتهما الوليدة تتضمن استخدام بطارية صغيرة هي بطارية دراجة نارية، وقد استوحيا الفكرة من تجربة شاهداها على مواقع الإنترنت ولا تزال تخضع للكثير من التطوير والتحسين بهدف إطالة مدة عمل البطارية، عبر تقليص كمية الكهرباء التي تم استهلاكها من خلال إضافة موفرات طاقة وجهد خاصة.

وأشار الشابان إلى أن تجربتهما الواعدة تهدف إلى تخفيف معاناة أسرتيهما جراء أزمة الكهرباء غير الـمسبوقة وتوفير إنارة منتظمة لأشقائهما الـمقبلين على فترة الامتحانات النهائية، وأعربا عن أملهما في إنتاج بطارية قادرة على إنارة الـمنزل لست ساعات متواصلة، ليتمكنا لاحقاً من تعميم التجربة غير الـمكلفة لتستفيد منها الأسر في غزة.

أما الشاب يوسف ماضي، فأكد أنه اعتاد وأسرته على الأزمات كما برعوا في التأقلـم معها، موضحاً أنه ملأ منزله بمصابيح مصرية جديدة وصلت عبر الأنفاق تعمل بواسطة الطاقة الـمخزنة ويتم شحنها في أوقات وصول التيار الكهربائي.

وأوضح ماضي وكان يهم بمغادرة سوق رفح الأسبوعية وفي يده عدد من الـمصابيح الـمذكورة أنه على الرغم من الفعالية الـمحدودة لتلك الـمصابيح فإنها وفرت الإنارة لأسرته ومكنت أبناءه من الدراسة في ساعات انقطاع التيار.

الـمواطن أحمد خليل أكد أنه سئم استخدام الـمولدات الـمزعجة وذات الرائحة الكريهة كما عانى من استخدام وسائل الإنارة البدائية الخطرة ومحدودة القدرة.

وأوضح أنه استغل وجود منزله على حدود منطقتين كهربائيتين تختلفان في موعد فصل التيار، فقام بإيصال سلك بين منزله ومنزل جاره ليتبادلا التيار الساري في أوقات قطع التيار الآخر.

وأشار خليل إلى أن طريقته التبادلية توفر التيار الكهربائي معظم أوقات اليوم للـمنزلين، موضحاً أن العديد من الأشخاص فعلوا الشيء نفسه.

مشكلة الـمياه

على صعيد آخر، يؤكد الشاب نضال جمعة من سكان حي تل السلطان، غرب رفح، أن مواجهة أزمة الـمياه التي بدأت تظهر بعد مشكلة الكهرباء كانت ضمن أولوياته، فبدأ باتخاذ سلسلة من الخطوات أبرزها ترشيد الاستهلاك وزيادة عدد الخزانات الأرضية خاصة بعد عجزه عن رفع الـمياه التي تصل خلال فترات انقطاع التيار إلى الخزانات العلوية للـمنزل.

وأشار جمعة إلى أنه اعتاد وأسرته التعايش مع الأزمات وباتوا أكثر قدرة على التأقلـم مع تبعات الحصار والـمشاكل الناجمة عنه.

أما الـمواطن نبيل الشيخ وكان يحمل في يده مولداً كهربائياً صغيراً اشتراه حديثاً فيعتبر أن للأنفاق فضلاً كبيراً في مساعدة الغزيين وتخفيف معاناتهم، موضحاً أنه لولا الأنفاق لـما استطاع شراء مولد كهربائي، الذي يستخدمه لتوفير الإنارة لـمنزله وتشغيل مضخات رفع الـمياه في حال وصول الأخيرة أثناء انقطاع التيار الكهربائي.

ولفت الشيخ إلى أنه بصدد اتخاذ إجراءات خاصة لحماية أبنائه من أخطار الـمولد التي سمع عنها كثيراً خلال الفترة الـماضية.