خبر ميتشل يعود إلى المنطقة الأسبوع المقبل لمتابعة الاستيضاحات

الساعة 04:48 ص|26 ابريل 2010

فلسطين اليوم : القدس المحتلة والوكالات

تتقلب جولة المبعوث الرئاسي الأميركي جورج ميتشل في تل أبيب ورام الله بين التفاؤل والتشاؤم. فالأوساط الإسرائيلية توحي بتفاؤل تعيده إلى تجاوبها مع بعض المطالب الأميركية، فيما الأوساط الرسمية الفلسطينية تبدي تشاؤما لا حدود له أساسه أنه من شبه المستحيل التوصل لاتفاق مع حكومة كحكومة بنيامين نتنياهو. والواقع أن تفاؤل إسرائيل ينبع من تقدير بأن المحادثات سوف تستأنف، وهو ما تريده، في حين أن تشاؤم السلطة ينبع من الاقتناع بتعذر التوصل إلى اتفاق.

وهكذا، ثمة أهمية لما نشرته صحيفة «هآرتس» يوم أمس من تسلم الرئيس الفلسطيني محمود عباس دعوة من الرئيس الأميركي باراك أوباما للمشاركة في محادثات التقارب التي ستبدأ في واشنطن منتصف أيار المقبل. وهناك معلومات عن استجابة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لدعوة مشابهة ما يشيع توقعات باحتمال عقد قمة.

وأشارت مصادر فلسطينية إلى أن الرئاسة الفلسطينية وجهت جملة من الأسئلة الاستيضاحية للإدارة الأميركية قبيل الرد على الدعوة الأميركية. وتخشى الأوساط الفلسطينية من أن تندفع الإدارة الأميركية في إرضاء نتنياهو على حساب الفلسطينيين ومن دون مقابل.

وأشارت الصحيفة إلى أن رسالة أوباما لعباس شملت إشارات الى أنه لم يتمكن من انتزاع تجميد رسمي للبناء اليهودي في القدس الشرقية من نتنياهو، لكنه يثق في أن إسرائيل ستمتنع أثناء المفاوضات عن الإقدام على مبادرات «ذات مغزى» (significant) في شرق المدينة. وأوضحت «هآرتس» أن المقصود في الغالب بهذا التعبير هو أية مخططات جديدة. كما أوضحت رسالة اوباما أن محادثات التقارب بين الطرفين ستتناول كل المسائل الجوهرية، بما في ذلك القدس.

ولفتت «هآرتس» إلى انطباعات محافل أوروبية التقت مؤخرا بمسؤولين أميركيين كبار، بأن إدارة اوباما لا تتوقع بأن تقود محادثات التقارب إلى تسوية ما، وأن كل المطلوب هو تحريك العملية السلمية بما يشيع حدوث نجاح ما للسياسة الأميركية في الشرق الأوسط قبيل الاحتفال بالذكرى السنوية لخطاب أوباما في القاهرة. وتفترض واشنطن أن الاتصالات مع الفلسطينيين ستجبر نتنياهو على كشف مواقفه الحقيقية من خطاب جامعة بار إيلان (الذي تبنى فيه حل الدولتين). وهم يعتقدون أنه إذا ما طرح نتنياهو في المفاوضات مواقف متصلبة، كتلك التي عرضها علنا، فان حزب العمل سينسحب من الائتلاف ويفتح الطريق أمام تغيير الحكم.

وفي القيادة الفلسطينية أيضا، لا يتوقع أن تؤدي محادثات التقارب إلى اختراق، غير أن الرئيس الفلسطيني غير معني، وينظر إليه كـ«رافض للمفاوضات». وعليه، فإنه يستجيب لدعوة اوباما. ويحاول الفلسطينيون مواصلة التباحث مع الأميركيين في تفاصيل المفاوضات ومعرفة الالتزامات التي أفلح الأميركيون في انتزاعها من الإسرائيليين. ويصر الفلسطينيون على أن أول شرط لاستئناف المفاوضات هو تنفيذ التزامات خريطة الطريق وفي مقدمتها وقف الاستيطان.

وقد اجتمع ميتشل صباح أمس مع رئيس الحكومة الإسرائيلية ثم اجتمع في المطار مع وزير الجيش أيهود باراك قبيل إقلاعهما إلى واشنطن. ومن المقرر أن يعود ميتشل إلى المنطقة في الأسبوع المقبل. وكان ميتشل قد وصف المحادثات التي أجراها مع الإسرائيليين والفلسطينيين بأنها «بناءة وإيجابية». وقال إنه سيواصل مساعيه لتحسين الأجواء من أجل السلام والتقدم نحو إطلاق محادثات التقارب. وأعلن أن الدبلوماسي الأميركي ديفيد هيل سيواصل لقاءاته مع الطرفين هذا الأسبوع من أجل إعداد جدول أعمال عودته الأسبوع المقبل.

وأوحت الأوساط الإسرائيلية أن اجتماع ميتشل مع نتنياهو صباح أمس، كان من أجل تسلم ردود الفلسطينيين على سلسلة مبادرات حسن النية التي سيقدمها نتنياهو لتسهيل استئناف المفاوضات. ويبدو أن هذه المبادرات تحوي الإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين وتوسيع صلاحيات الشرطة الفلسطينية في المدن وإزالة حواجز وتسهيل حركة البضائع والأفراد.

وقال نتنياهو في مستهل جلسة حكومته إن «إسرائيل تريد الشروع فورا بمفاوضات السلام، والولايات المتحدة تريد فورا مفاوضات السلام, وآمل أن يرغب الفلسطينيون بالمفاوضات فورا». وأضاف نتنياهو «إننا في الأيام القريبة سنعلم إذا كانت العملية السياسية قد انطلقت، فالمحادثات مع الأميركيين كانت إيجابية جدا».

وفي هذه الأثناء حملت زعيمة حزب كديما تسيبي ليفني على نتنياهو، وقالت إن «إسرائيل في عزلة ورئيس الحكومة يخشى السفر للولايات المتحدة لأنه لا يريد البحث في المضمون». وأشارت إلى أن هناك «صداما بين المصلحة القومية الإسرائيلية وبين المصلحة الأميركية. فالمصلحة الإسرائيلية هي اتخاذ قرارات وإنهاء النزاع ـ وهذه ضرورة تقتضي الحسم من كل مكونات الائتلاف ـ بينه وبين حاخاماته، بينه وبين ناخبيه، بينه وبين نفسه». وأضافت أنه «عندما يتحدث أوباما عن دولتين فإنه لا يعمل ضد إسرائيل، وإنما يمثل مصالحها، ولن ننجح في تجنيد الإدارة الأميركية لمصلحتنا إذا كانت سياستنا تبدأ بكلمة لا».