خبر دعوة غيتس الى الاستيقاظ- اسرائيل اليوم

الساعة 09:03 ص|25 ابريل 2010

دعوة غيتس الى الاستيقاظ- اسرائيل اليوم

بقلم: دوري غولد

 (المضمون: مذكرة وزير الدفاع الامريكي روبرت غيتس التي هي دعوة الى استيقاظ الادارة لتنتهج نهجا آخر في مجابهة المشروع الذري الايراني  - المصدر).

كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" في الاسبوع الماضي عن أن وزير الدفاع الامريكي روبرت غيتس أرسل مذكرة سرية الى البيت الابيض يحذر فيها من أن الولايات المتحدة ليست عندها استراتيجية فعالة بعيدة الأمد تواجه تقدم ايران نحو السلاح الذري. وصفت الوثيقة وهي في ثلاث صفحات أنها دعوة الى استيقاظ ادارة اوباما التي بذلت جهودا كبيرة في سياسة محادثة ايران بدل مواجهة جهودها المستمرة لاحراز قنبلة ذرية. دعا غيتس فريق الأمن القومي لاوباما الى البدء في التفكير في امكان أن يفشل التوجه  الدبلوماسي.

        لا حاجة الى قراءة وثيقة غيتس لندرك أن سياسة الغرب من ايران في صعاب. في السنين 2003 الى 2005 أيدت الولايات المتحدة جهود الاتحاد الاوروبي في مفاوضة ايران في تعليق برنامجها لتخصيب اليورانيوم. وقع في هذه المدة اتفاقان على تعليق مؤقت للمشروع لكن ايران نقضتهما كليهما. بعد ذلك، في أواخر ولاية الرئيس بوش، التقى دبلوماسيون أمريكيون نظراءهم الايرانيين كجزء من محادثات "بي 5 + 1". كان الأمل أن تفضي المحادثات الى زيارة المندوب الايراني الكبير للمفاوضات، علي لاريجاني، لنيويورك والى لقاء رفيع المستوى مع وزيرة الخارجية آنذاك كونداليزا رايس. لكن عندما فتحت أبواب الطائرة الايرانية خرج منها الرئيس محمود احمدي نجاد اما لاريجاني فلم يظهر البتة.

        فشل الرئيس اوباما بالقدر نفسه. فمحاولاته لمد يده الى القيادة الايرانية، التي اشتملت على تصريحات معلنة ورسائل شخصية، لقيت احتقارا مطلقا. في أثناء 2009 رد أحمدي نجاد على أحد تفضلات اوباما بملحوظة معلنة مذلة: "الولايات المتحدة في  موقف ضعف، أيديكم فارغة وأنتم غير قادرين على أن تقدموا بعد مصالحكم من موقع قوة". في أثناء 2009 أنذرت الولايات المتحدة ايران عددا من الانذارات لم تعد أن زادت الوضع شدة. كان على ايران في البدء ان تستجيب مطالب الغرب لتعليق تخصيب اليورانيوم حتى شهر أيلول. بعد أن مضى أجل هذا الانذار سمي أجل جديد هو كانون الاول 2009 وقد مر كما أتى. كان كلام على قرار جديد من مجلس الأمن في شأن ايران في بدء 2010 يكون أساسا لعقوبات اوروبية جديدة على ايران لكن العقوبات لم تأت. وفي واقع الأمر أضاع الغرب زمنا ثمينا في تطبيق سياسة فاشلة في مواجهة ايران.

        في هذه الاثناء، ايران لا تحاول حتى الحفاظ على التواضع أو صرف انتباه الغرب، وتتابع تقديم البرنامج الذري علنا. أعلنت بأنها بدأت العمل في منشأة تخصيب جديدة هي جزء من البرنامج الذي سيشتمل على اقامة عشر منشآت جديدة. والى ذلك أصبحت التصريحات الايرانية أشد عداء مما كانت دائما. أعلن أحمدي نجاد بأنه يجب على "القوات الاجنبية" أن تترك الشرق الاوسط وقصد بذلك تخصيصا قوات الولايات المتحدة. وقد كرر أحد الشعارات التي يحبها وتقول ان اسرائيل في طريقها الى الانهيار.

        تصف مذكرة غيتس احدى المعضلات الكبيرة التي يواجهها الغرب في القضية الايرانية: في أي مرحلة هم معنيون بوقف المشروع الذري؟ ماذا سيحدث اذا أتمت ايران المشروع الذري ما عدا المرحلة التقنية الأخيرة، وماذا سيحدث اذا اصبحت ايران بعيدة ثلاثين يوما فقط عن هذه المرحلة؟ أثار غيتس نفسه هذا السؤال علنا مشفقا من أن الجهات الاستخبارية لن تنجح في الكشف عن المرحلة الاخيرة من انتاج القنبلة.

        مع ذلك، تستطيع الولايات المتحدة ان تسمح لنفسها بمجال مناورة أكبر مما لدى اسرائيل. من الواضح ان لاسرائيل مصلحة حيوية في أن تنبه مذكرة غيتس سياسة واشنطن الى القضية الايرانية. مع ذلك يجب عليها أن تقوم بتقدير خاص بها في مسألة هل تدرك ادارة اوباما حقا وبصدق أنه ينبغي وقف برنامج ايران الذري قبل وقت طويل من بلوغها مرحلة تركيب السلاح الذري.