خبر الوقت للمبادرة -هآرتس

الساعة 09:00 ص|25 ابريل 2010

الوقت للمبادرة -هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

المبعوث الامريكي جورج ميتشل جاء في جولة مكوكية أخرى بين القدس ورام الله، في محاولة لاستئناف المفاوضات السياسية. وقبيل زيارته أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأنه لن يجمد البناء في شرقي القدس وسيواصل البناء في المدينة مثل كل اسلافه منذ 1967. وهكذا يكون نتنياهو قد رد الطلب الفلسطيني، الذي تلقى اسنادا امريكيا، لوقف الاستيطان في شرقي القدس كشرط لاستئناف المفاوضات.

        ومقابل تأجيل البحث في القدس، اقترح نتنياهو بادرات طيبة على الفلسطينيين، وألمح باستعداده لتسوية انتقالية في الضفة الغربية في مركزها دولة فلسطينية في حدود مؤقتة. السلطة الفلسطينية ردت اقتراح نتنياهو، وتصر على أن تعنى المفاوضات بكل المسائل الجوهرية – في ظل التهديد باعلان الاستقلال من جانب واحد في الصيف القادم، اذا لم تنضج المسيرة السياسية الى اتفاق. أما البيت الابيض فقد ألمح برغبته في تهدئة التوتر في العلاقات مع نتنياهو، وأطلقت رسائل ودية الى اسرائيل.

        مع كل أهمية مساعي نتنياهو لانهاء الازمة في العلاقات مع الادارة الامريكية، واستعداده لدفع خطوة سياسية محدودة الى الامام، يبدو ان رئيس الوزراء لا يزال ينشغل بتبادل الاتهامات مع القيادة الفلسطينية بالاعداد لمفاوضات حقيقية. الخطوات التي اتخذتها الحكومة حتى الان، كلها تحت ضغط امريكي، تتخذ صورة معاذير ترمي الى تخليد الوضع  الراهن في المناطق، وليس كجهد حقيقي للدفع الى الامام "بحل الدولتين". يبدو ان نتنياهو يرى في المسيرة السلمية بادرة طيبة اسرائيلية للامريكيين، وليس محاولة للوصول الى حل وسط مع الفلسطينيين.

        حان الوقت لان تكف حكومة اسرائيل عن التسويف والمعاذير، وان تطرح مبادرة سياسية لتقدم اتفاق مع الفلسطينيين وهكذا تتمكن الحكومة من تجنيد دعم جماهيري وتحسين المكانة الدولية لاسرائيل والشروع في الخطوة الحيوية لتقسيم البلاد واقامة فلسطين المستقلة. ادعاء نتنياهو بأن كل اقتراح اسرائيلي سيلقى رفضا فلسطينيا، ليس مبررا لمواصلة الجمود.

        بدلا من مواصلة جولة عديمة الجدوى لخطوات رمزية، خلاف مع الولايات المتحدة، ضغط امريكي لخطوات اضافية وهلم جرى، ينبغي لنتنياهو ان يحسم وأن يأخذ المبادرة – حتى لو كان حسمه يستدعي تفكيك الائتلاف وضم كاديما الى الحكومة.