خبر غزة: تجار التبغ يرفعون أسعار السجائر غير الـمجمركة

الساعة 05:10 ص|25 ابريل 2010

فلسطين اليوم-الأيام-عيسى سعد الله

كادت مشادة كلامية بين مدخن وصاحب محل تجاري تتحول إلى شجار عنيف لولا تدخل بعض الزبائن، حين أصر البائع على تقاضي ثمانية شواكل مقابل علبة سجائر غير مجمركة كانت تباع في السابق بخمسة شواكل، بينما رفض الزبون الذي يشتري من الـمحل نفسه منذ سنوات الدفع حسب التعرفة الجديدة.

قال الزبون: من غير الـمنطقي أن ترفع أسعار السجائر دون وجه حق، إلا أن صاحب الـمحل أصر على موقفه، ما دفع الـمدخن واسمه أحمد إلى الصراخ في وجهه ونعته بالسارق والاستغلالي.

وحظي الـمدخن بتعاطف عدد من الزبائن الذين تواجدوا في الـمحل لحظة الـمشادة، وطالبوا صاحب الـمحل بالتراجع عن قراره برفع أسعار السجائر غير الـمجمركة، إلا أن الأخير رفض ذلك، فتوعده أحمد بإبلاغ الشرطة الـمقالة عن حيازته سجائر غير مجمركة!.

قصة أحمد واحدة من عشرات أخرى تحدث يومياً مع أصحاب الـمحال الذين يرفعون أسعار السجائر غير الـمجمركة بناءً على قرار أصدرته حكومة غزة قبل عدة أيام يقضي بفرض ثلاثة شواكل على كل علبة سجائر.

ويعترف صاحب الـمحل بمواجهة بعض الصعوبات والـمشاكل في بيع التبغ، مرجعاً رفعه الأسعار إلى قيام التجار الكبار برفعها.

ودعا الـمدخنين إلى تفهم الأزمة التي يواجهها، مؤكداً أنه يفكر ملياً بالكف عن بيع السجائر بشكل نهائي لتفادي الإحراج مع الزبائن.

وأوضح الـمدخن صلاح الذي يدخن صندوقين يومياً إن مزاجه متعكر بسبب ما أسماه جشع تجار وبائعي السجائر، مضيفاً إنه فوجئ عند توجهه للشراء من بائعي السجائر غير الـمجمركة برفعهم أسعارها أسوة بالسجائر الـمجمركة.

ولفت إلى أن مشكلة الـمدخنين تضاعفت منذ أن فرضت حكومة غزة الضرائب على السجائر، متهماً التجار بالاستغلال.

وانتقد صلاح محاولة بعض التجار الظهور وكأنهم لا يريدون الاستغلال من خلال رفع سعر السجائر غير الـمجمركة شيكلين فقط، مؤكداً أنه ليس من حق هؤلاء رفعه ولو أغورة واحدة.

وبين أنه أبلغ أحد رجال الـمباحث في منطقته عن تاجر من هؤلاء، معرباً عن أمله في إنزال أقسى عقوبة بحقه.

ودعا صلاح إلى تكثيف الحملة ضد هؤلاء التجار الذين يجنون أرباحاً طائلة دون أن يدفعوا الضرائب.

أما الـمدخن فؤاد فلا يستبعد أن يقدم على تدخين السجائر العربية الرديئة بعد أن تنفد السجائر غير الـمجمركة من الأسواق، مشيراً إلى أن ظروفه الـمادية لا تسمح بشراء علبة السجائر بثمانية شواكل خاصة أنه يدخن نحو 50 سيجارة يومياً.

ويخشى فؤاد من العواقب الـمترتبة على قيامه بتدخين سجائر رديئة الجودة جربها في مرحلة الغلاء الفاحش للسجائر قبل سنتين ونصف.

وأكد فؤاد الذي يعمل موظفاً في إحدى بلديات القطاع أن دخله الـمادي لا يسمح له بتخصيص أكثر من عشرة شواكل للتدخين، الأمر الذي سيدفعه للأسوأ بعد أن فشل في الإقلاع عنه.

ويعترف أسامة صاحب ركن لبيع السجائر في أحد الأحياء باستغلاله التعرفة الجمركية الجديدة، معتبراً أن الواقع الجديد فرصة ذهبية لجني أكبر قدر من الأرباح لأنه يبيع السجائر غير الـمجمركة بسعر أقل بشيكل واحد فقط من أسعار السجائر الـمجمركة.

وأوضح أن الكثير من الـمدخنين لا يعرفون الآلية الجديدة للسجائر الـمجمركة ولا يسألون ولا يستفسرون كثيراً عن الأسعار، أما الـمدخنون الذين يعرفون فيجد صعوبة في التعامل معهم.

وأكد أسامة قدرته على إقناع الـمدخنين بالتسعيرة الجديدة للسجائر غير الـمجمركة.

ولا يتوقع أن تتمكن حكومة غزة من جمركة كل السجائر التي تدخل القطاع بسبب تعدد أوجه التهريب، مشيراً إلى أن دائرة الجمارك تحتاج إلى آلاف الـموظفين للسيطرة على بائعي السجائر الـمنتشرين بشكل كثيف في شتى مناطق القطاع.

وقال إنه نجا عدة مرات من محاولات دائرة الجمارك الإمساك به والسيطرة على صندوقه الزجاجي.

وبعكس الـمدخنين فإن أسامة يأمل أن يبقى الحال على ما هو عليه حتى يتمكن من جني أكبر قدر من الأرباح.