خبر الصوراني: علينا استثمار مكاسبنا لدعم المقاومة..وإنهاء ملف المعتقلين في غزة ورام الله

الساعة 05:55 ص|24 ابريل 2010

فلسطين اليوم-الشرق القطرية

أكد راجي الصوراني، مدير المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان بغزة، أن المركز سيظل مدافعا عن قضية المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية. داعيا إلى استثمار كافة المكاسب التي حصل عليها الفلسطينيون مثل إدانة تقرير "جولدستون" للاحتلال في الضغط الدولي على إسرائيل لإطلاق سراح المعتقلين ووقف جرائمها بحق الشعب الفلسطيني.

وقال الصوراني في حديثه لـ "الشرق"، خلال وجوده بالقاهرة، إن مثل هذه المكاسب التي يحصل عليها الفلسطينيون لا يمكن لها أن تكون على حساب المقاومة الفلسطينية، دون إغفال لأهمية سيادة القانون واحترام حقوق الإنسان.

كما تحدث الصوراني عن جوانب أخرى، ترتبط بملف الفلسطينيين في سجون غزة ورام الله، إلى غيرها من القضايا في الحديث التالي:

*ما موقفكم في المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان بغزة من حالة المعتقلين في سجون الاحتلال، والدور الذي يمكن أن تبذلوه دوليا لسرعة إطلاق سراح الأسرى؟

** المركز سيظل مدافعا عن قضية المعتقلين الفلسطينيين في السجون "الإسرائيلية"، ومن الضروري في هذا السياق استثمار كافة المكاسب التي حصل عليها الفلسطينيون مثل إدانة تقرير "جولدستون" للاحتلال في الضغط الدولي على "إسرائيل" لإطلاق سراح المعتقلين ووقف جرائمها بحق الشعب الفلسطيني.

ولاشك أن حالة المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية سواء كانوا نساء أو رجالا أصبحت في أوضاع صعبة، إلا أن هؤلاء المعتقلين حولوا هذه السجون إلى مدارس لتخريج الكوادر التنظيمية والحزبية لتشكيل النضال الوطني الفلسطيني، حتى بعد خروجهم من السجون.

والمؤكد أن المعتقلين يعيشون أوضاعا قاسية ومريرة، في ظل منع الزيارات عنهم، بجانب معاناتهم لإهمال طبي، ما جعلهم يقضون وراء هذا الإهمال، وأن قضيتهم يجب أن تظل قضية إجماع وطني فلسطيني، وسيكون لقاء ذلك الوفاء من جانب شعبهم، وأن المركز سيظل عاملا على فتح قضيتهم.

ولاشك أن المناضلين الفلسطينيين يدركون أن مصيرهم إما السجون الإسرائيلية أو الشهادة، ومع ذلك فقد أخذوا على عاتقهم حق مقاومة الاحتلال.

 

ملف المعتقلين

* وكيف يمكن توظيف القانون الدولي لتجريم الاحتلال والحصول على المكاسب التي سبق وذكرتها؟

** لاشك أن مثل هذه المكاسب التي يحصل عليها الفلسطينيون لا يمكن لها أن تكون على حساب المقاومة الفلسطينية، دون إغفال لأهمية سيادة القانون واحترام حقوق الإنسان.

وذلك لأنه سيأتي اليوم الذي سيمثل فيه قادة الاحتلال الإسرائيلي أمام المحاكم الدولية، وذلك دون كلل أو ملل جراء ما اقترفوه بحق الشعب الفلسطيني الأعزل. وعندها وقبلها وبعدها سيكون لنا الحق المشروع في ملاحقة أمثال هؤلاء القتلة.

* وفي المقابل، كيف تنظر إلى ملف المعتقلين الفلسطينيين في سجون رام الله وغزة، ودوركم في المركز لإنهاء هذا الملف؟

** من الضروري إنهاء ملف المعتقلين الفلسطينيين في سجون رام الله وغزة، لأنه من العار أن يظل هذا الملف قائما، فهو وصمة عار في الجبين الفلسطيني.

ولذلك، من المهم إنهاء هذا الملف بأسرع ما يمكن، ليكون الفلسطينيون نموذجا يجب الاقتداء به. وفي هذا السياق أناشد القيادة في كل من رام الله وقطاع غزة العمل على إغلاق هذا الملف.

وأتساءل: كيف يمكن أن ندعو للنضال ونطالب بإنهاء اعتقال أسرانا وتحريرهم من السجون الإسرائيلية، ثم نقدم للعالم نفس النموذج بان يكون في سجوننا معتقلون فلسطينيون، فهذا الملف سياسي بالدرجة الأولى.

 

قادة الاحتلال

*كثيرا ما يؤكد قادة الاحتلال الإسرائيلي أن كيانهم فوق القانون، فكيف يمكن ملاحقتهم حينئذ؟

** في المقابل أؤكد، إنهم لن يبلغوا قوة هتلر أو نازية ألمانيا في الحرب العالمية الثانية، ولن يبلغوا أيضا ما وصل إليه الاتحاد السوفيتي السابق، فالتاريخ لا ينبغي النظر إليه على أساس استاتيكي.

وأنا على يقين بأنه من خلال قضيتنا العادلة والمشروعة والنبيلة، فإننا يمكن عن طريقها ملاحقة قادة الاحتلال على ما ارتكبوه من جرائم بحق الشعب الفلسطيني، وتوظيف القانون الدولي الإنساني والدولي لمحاكمتهم.

 

ازدواجية السلطة

* إذا تحدثنا عن تناقض الحال حاليا في الأراضي الفلسطينية، بين سلطة في رام الله تسيطر عليها حركة فتح، وحكومة تمت إقالتها، بطريقة ليست شرعية، وتسيطر على قطاع غزة المحاصر، وهو القطاع الذي يعاني من الحصار، إلى أي حد استغل الاحتلال هذا التناقض إزاء الفتك بالشعب الفلسطيني؟

** إسرائيل لم تتوقف هجماتها. وأقول بشكل يقيني إن ما يشهده الحال الفلسطيني اليوم هو الحال الأسوأ منذ النكبة واحتلال أرضنا وشعبنا، فما حدث من شرخ رأسي في الساحة السياسية الفلسطينية أصابنا بألم كبير، وترك لدينا غصة في الوقت نفسه، حيث أضعفنا، وشوه الكثير من صورتنا الجميلة.

ولاشك أن الاحتلال وما يبعثه من رسائل سياسية أو عملية على الأرض، ينبغي أن تقابلها رسائل واضحة للسلطة في رام الله والحكومة في غزة بأنه لا يوجد ما يمكن أن نختلف عليه، فإسرائيل لا تريد حلا أو تريد جلاء أو سلاما.

والمؤكد أن إسرائيل تسعى من وراء كل ما تفعله الى إحداث نكبة جديدة بالشعب الفلسطيني، من خلال حرصها على القتل والتنكيل بالشعب الفلسطيني، لذلك فقانون البقاء ودم الشهداء ومعاناة المدنيين ينبغي أن يكون دعوة ليلج الجميع في حوار فلسطيني — فلسطيني، يتم فيه الترفع على كافة الخلافات، فلا ينبغي أن يكون لها مجال بين الشعب الواحد، الذي يعاني من الاحتلال تارة، ومن الحصار تارة أخرى.

 

تضميد الجراح

* وهل تعتبر أن هذا الحوار يمكن أن يكون تضميدا للجراح، ويساهم في إعادة اللحمة داخل البيت الفلسطيني الواحد؟

** لاشك أن الشرخ الرأسي الذي حدث في صفوفنا أضعفنا بصورة غير مسبوقة، فضلا عن ذلك فقد شوهنا وأساء إلينا بطريقة لم يكن كثيرون يتصورونها، على الرغم من أن كل ذلك لم يكن له مبررا.

ولذلك على الطرفين أن يستجديا الحوار لمصلحة شعبنا، فلا ينبغي أن يكونوا فوق الشعب، ولكن من المهم أن يكونوا خدما للشعب، وأن يكونوا نموذجا للقضية التي يحملونها، وأن يضعوا المصلحة العليا للشعب الفلسطيني فوق أي اعتبار.

* البعض يرى أن إسرائيل قد تكون عائقا ضد الحوار الفلسطيني — الفلسطيني، لرغبتها في الاستفادة من حالة الشقاق الفلسطيني، فما تعليقك؟

**الأمريكيون والإسرائيليون يقفون بالفعل ضد الحوار، وسبق أن أعلنوا أنه في حال قيام "أبو مازن" بالحوار مع حماس، فإنهم سيقطعون كل حوار معه، فضلا عن وقف المساعدات عنه.

وأنا أرى أن مساعدات شعبنا وتماسكه فوق كل الأشكال المادية، فقانون بقائنا ولحمتنا أهم من أية حوار مع الأمريكيين أو الإسرائيليين. وهذا صمام أمان لبقائنا من أجل الاستمرار على هذه الأرض.

ولا أقل من أن يطالب شعبنا الفلسطيني بحقه في الحياة والدواء والحركة. وللأسف فإننا بعد أن كنا نطالب بالحق في تقرير مصيرنا، فقد أصبحنا نطالب بالمطالب السابقة، على الرغم من أن كافة الحقوق الفلسطينية كلها موثقة في لجان وتقارير أممية.

 

جميع الخيارات

*وما تقييمكم لأفق المقاومة في ظل ما تتعرض له من هجوم، والحديث عن استبعادها والاكتفاء بالخيار السياسي؟

**من الضروري الاستفادة من جميع الخيارات التي أمامنا، فنحن ندعو إلى أهمية استغلال كافة القرارات الدولية والحقوقية لتكون عونا للمقاومة الفلسطينية، مقابل فضح جرائم الحرب الإسرائيلية أمام العالم أجمع، وليس فقط كشف الممارسات الإسرائيلية.

وكذلك من الضروري كشف التآمر الأوروبي والأمريكي وتحالفهما مع إسرائيل، في ظل اتهامنا الدائم منهم بالدموية، على الرغم من دفاعنا عن حقوقنا.