خبر غزة: ضرائب السجائر تثير السخرية وتذكي نكهة الـمدخنين!

الساعة 05:44 ص|24 ابريل 2010

فلسطين اليوم: الأيام: محمد البابا

شكلت الضريبة التي فرضتها حكومة غزة على السجائر مجالاً واسعاً للتهكم والسخرية سواء في الشوارع أو مواقع "التشات" و"الفيس بوك"، وحتى بين الأصدقاء وفي التجمعات ومقاهي النرجيلة.

فؤاد (25 عاما) شاب غزي اعتقل من قبل الأجهزة الأمنية التابعة لحكومة غزة قبل نحو عام كتب على نافذة محادثته عبر الماسنجر "كل سيجارة تساوي طلقة، أخي المواطن لا تبخل بصحتك وساهم بدعم المقاومة، حملة الحث على التدخين لدفع رواتب الربانيين".

وخلال تجول "الأيام" في شوارع غزة وأمام إحدى البسطات المتنقلة في منطقة تل الهوى طلب مواطن من البائع علبة سجائر من نوع "أل. أم" بيضاء فرد البائع بجدية ساخرة تريدها "مقدسة" يقصد مجمركة و"الا غير مقدسة" وزاد قائلا "المقدسة بثمانية شواكل والعادية بسبعة".

وبلغت السخرية حد إشاعة أخبار بين المواطنين على شكل أخبار مضحكة، وقال "ي" أحد نشطاء المعارضة للحكومة بغزة إن أفراد من حكومة "حماس" ممن تلقوا مبلغ 1500 شيكل من مرتبهم للشهر الماضي رفضوا استلام ما تبقى منه نهاية الأسبوع الماضي، متذرعين بأن الأموال التي جبيت من السجائر مشكوك في شرعيتها.

وكانت الحكومة بغزة فرضت مبلغ ثلاثة شواكل ضريبة على كل علبة سجائر مهربة تصل غزة عبر الأنفاق بعد أربعة أعوام من الحصار وترك الحكومة لتجارة الأنفاق دون آلية معينة ودون تدخل مباشر منها في الأسعار، واكتفت فقط بمحاربة تهريب الممنوعات والمخدرات والمواد الفاسدة.

 

واحد أرجيلة مجمرك

وفي واحدة من عبارات التهكم والسخرية التي رافقت الضريبة المفروضة على السجائر وصناديق المعسل "تمباك"، نادى أحدهم على النادل في أحد مقاهي النرجيلة التي داهمها رجال الضريبة وفرضوا مبلغ 3 شواكل على كل صندوق معسل، قائلاً للنادل "من فضلك واحد أرجيلة مجمرك بطعم الجنة" فما كان من النادل إلا وأن أجابه مبتسماً "بدك إياها بفحم ولا تولعها من النار مدامك وصلت الجنة".

وكانت تباع السجائر قبل الضريبة بمبلغ زهيد، إذ بيعت علبة السجائر الفاخرة من نوع "مارلبورو" المصري بثمانية شواكل وبلغت بعد الضريبة 11 شيكلاً، ما يعني اقترابها من السعر الطبيعي قبل فرض الحصار.

ويعتقد الكاتب والحقوقي مصطفى إبراهيم أن أهالي قطاع غزة لم يقتنعوا بأن قيام حكومة "حماس" بفرض ضريبة أو رسوم جديدة على السجائر يأتي ضمن سياستها لمنع التدخين تطبيقاً للقرار الذي صدر العام الماضي بمنع التدخين في الأماكن الحكومية والعامة.

ويرفض إبراهيم في مقال له تطبيق القانون في هذه المرحلة وجباية الضرائب قائلاً "على حكومة "حماس" أن تراعي الحياة الصعبة للناس وعدم حل أزمتها المالية على حسابهم، وألا تجبرهم على دفع رسوم وضرائب لا يدعمها أي نص قانوني".

وينفي وزير الاقتصاد في حكومة غزة المهندس زياد الظاظا فرض ضريبة على السجائر دون سند قانوني.

وقال في تصريحات لوسائل إعلام مختلفة إن قرار فرض الضرائب ليس جديداً، مشيراً إلى أن الضريبة التي فرضت من الحكومة السابقة بلغت 4ر7 شيكل ووصل سعر علبة السجائر من 12 إلى 17 شيكلاً ذهبت قيمتها للاحتلال.

 

تفعيل وليس فرضاً جديداً

وأوضح الظاظا أن الحكومة لم تفرض ضرائب جديدة على سكان القطاع بل قامت فقط بتفعيل النظام الضريبي المالي المعمول به في الأراضي الفلسطينية والمقر من قبل المجلس التشريعي قبل الانتخابات التشريعية الأخيرة.

وأشار إلى أن اعتماد ثلاثة شواكل على كل علبة يشكل الحد الأدنى الذي كان مفروضاً على الإنتاج المحلي.

ورأى أنه لا يجد مبرراً لما يبديه البعض في القطاع من اعتراض على فرض رسوم على السجائر، لافتاً إلى أن وزارته طولبت بزيادة الرسوم المفروضة عليها بمستوى أعلى مما فرضته.

ويعاني المدخنون من ارتفاع الأسعار بسبب الضريبة التي تم تفعيلها، إذ يتراوح معدل تدخين الشرهين منهم بين علبتين وثلاث علب سجائر في اليوم الواحد.