خبر تفاصيل صفقة ميتشل لاعلان إستئناف المفاوضات

الساعة 04:48 ص|24 ابريل 2010

فلسطين اليوم-الشرق الأوسط

أعربت مصادر سياسية إسرائيلية عن تقديرها أن جورج ميتشل المبعوث الرئاسي الأميركي إلى الشرق الأوسط، سيعلن غدا تمكنه من استئناف المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، وذلك بعد أن توصل إلى صيغة حول الاستيطان في القدس الشرقية المحتلة ترضي الطرفين.

وأضافت هذه المصادر أن التطور الجديد حصل خلال الأيام الأخيرة، عندما وافق رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على معظم المطالب الأميركية التي وضعت كشرط لاستئناف المفاوضات، وأهمها: التفاوض حول جميع القضايا الجوهرية من اللحظة الأولى للمفاوضات، بما في ذلك الحدود والقدس واللاجئين، وتخفيف الحصار عن قطاع غزة بشكل واضح وملموس، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من المناطق التي أعيد احتلالها بعد انتفاضة الأقصى، لا سيما خلال عملية «السور الواقي» العدوانية سنة 2002، ومن مناطق أخرى مصنفة «ب» - وهي مناطق تديرها السلطة مدنيا وتسيطر عليها إسرائيل أمنيا - و«ج» -تقع تحت مسؤولية الاحتلال إداريا وأمنيا - وتحويلها إلى منطقة «أ» - بمسؤولية فلسطينية إدارية وأمنية - وإطلاق سراح 1000 - 2000 أسير فلسطيني من السجون الإسرائيلية، وإزالة العقبات الإسرائيلية أمام المشروع الذي تنفذه الحكومة الفلسطينية برئاسة سلام فياض لبناء مؤسسات الدولة الفلسطينية وغيرها.

إلا أن نتنياهو أبقى على الخلاف في موضوع القدس الشرقية المحتلة. فكما هو معروف، كان الرئيس الأميركي، باراك أوباما، قد قدم 4 مطالب بشأنها، هي: إلغاء مشروع بناء 1600 وحدة سكن في حي شعفاط، وهو المشروع الذي بسببه انفجرت الأزمة مع الولايات المتحدة خلال زيارة نائب الرئيس جو بايدن قبل شهر ونيف، ووقف البناء الاستيطاني في جميع أحياء القدس، وإلغاء قرارات هدم البيوت الفلسطينية بحجة البناء غير المرخص، وإعادة فتح بيت الشرق والغرفة التجارية وسائر مكاتب ومقرات منظمة التحرير الفلسطينية في المدينة المقدسة.

ومع أن نتنياهو حصل على موافقة من أحد أعمدة اليمين المتطرف لوقف البناء الاستيطاني في القدس، هو الحاخام عوفاديا يوسيف، الرئيس الروحي لحزب «شاس» لليهود الشرقيين المشارك في الائتلاف، الذي أفتى قائلا: «حياة الإنسان أهم من الحجر» ووافق على وقف البناء في سبيل الحفاظ على علاقات جيدة مع الولايات المتحدة، إلا أنه (نتنياهو) رفض التعهد بوقف هذا البناء وقال إنه مستعد للتعهد بالامتناع عن البناء في قلب الأحياء الفلسطينية ومستعد للتعهد بعدم تنفيذ أوامر هدم البيوت الفلسطينية، ووافق حتى على فتح مقرات منظمة التحرير.

وحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت»، فإن نتنياهو حاول بداية طرح مشروع جديد على ميتشل للبرهنة على إيجابيته تجاه تسوية الصراع مع الفلسطينيين. ويشمل هذا الاقتراح الانسحاب من مناطق واسعة في الضفة الغربية، وتحويلها إلى دولة فلسطينية مؤقتة من دون القدس، مع التعهد بأن لا تقدم إسرائيل على أي خطوات استفزازية تمس بعلاقتهم في المدينة.

واعتبر الأميركيون هذه المواقف من نتنياهو، بحسب المصادر الإسرائيلية، تطورا إيجابيا. لذلك، حضر ميتشل أمس، مع أنه كان قد أبلغ بتأجيل قدومه حتى الأسبوع القادم. واجتمع أمس مع وزير الدفاع، إيهود باراك، واتفق معه على عدد من الخطوات الواجب اتخاذها تجاه السلطة الفلسطينية، واتفقا على لقاء آخر بينهما في واشنطن لإكمال هذه الإجراءات. ثم اجتمع مع نتنياهو، واتفق معه على صياغة مشتركة للمواقف. واجتمع مع الرئيس شيمعون بيريس. وتوجه في المساء إلى رام الله للقاء الرئيس محمود عباس (أبو مازن) ورئيس حكومته، سلام فياض. وحسب الإذاعة الإسرائيلية، فإن مصادر قريبة من ميتشل، أعربت عن التفاؤل إزاء إمكان الإعلان غدا في واشنطن عن استئناف المفاوضات غير المباشرة.

وكان نتنياهو قد تكلم في مقابلة مع «القناة الثانية» للتلفزيون الإسرائيلي المستقل، حول الموضوع، فقال: «لن يكون تجميد للبناء في القدس. الكل يعرف هذا، ويوجد فهم كامل أيضا بأنه يجب النزول عن الشروط المسبقة للمفاوضات. هناك من يحمل آراء بأن علينا أن نخرج من القدس. نحن نرى ما حدث عندما خرجنا من لبنان – دخلت إيران، خرجنا من غزة – دخلت إيران، نخرج من القدس، يمكن أن تدخل إيران. ولكن هذه ليست المسألة التي نبحث فيها الآن، المسألة التي نبحث فيها الآن هي: هل أنا سأوقف البناء في التلة الفرنسية (أحد الأحياء الاستيطانية في المنطقة التي احتلت عام 1967)؟ فمع كل الاحترام لمطلب عدم البناء في القدس، فإن عندي خطوطا حمراء».

وأضاف نتنياهو: «هذا لا يعني أن الولايات المتحدة تتفق معنا في كل شيء، فنحن لا نتفق في كل شيء.. يوجد صعود وهبوط في العلاقات، سبق أن حدثت أمور أشد وأقسى. يوجد بيننا نسيج متين من العلاقات يؤدي بنا في النهاية إلى التغلب على المشكلات والوصول إلى تفاهم. الجمهور الأميركي يريد أن يؤيد دولة إسرائيل وكل رئيس أميركي، بما في ذلك الرئيس أوباما، في النهاية يعترف ويعبر عن الدعم الأساس الذي يريده الشعب الأميركي لإسرائيل».