خبر وفد أميركي زار إسرائيل سراً بشأن المطالب التي يريدها أوباما

الساعة 07:00 ص|23 ابريل 2010

وفد أميركي زار إسرائيل سراً بشأن المطالب التي يريدها أوباما

علي حيدر

بالتزامن مع الزيارة المفاجئة للمبعوث الأميركي الخاص إلى المنطقة، جورج ميتشل، إلى إسرائيل، كرّر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو موقفه من استمرار البناء الاستيطاني في القدس الشرقية: «لن يكون هناك تجميد في القدس».

وأقرّ نتنياهو، في مقابلة مع القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي، بأنّ العلاقة مع الرئيس الأميركي باراك أوباما تشهد «صعوداً وهبوطاً»، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة «لا تتّفق معنا في كل أمر». لكنه عاد وأكد أنّ «نسيج العلاقات (مع واشنطن) قويّ بما يؤدي إلى التغلب على المشاكل». وشدد نتنياهو على أن الجميع يدرك موقف حكومته من مسألة التجميد في القدس، لافتاً إلى وجود «وعي تام لضرورة التراجع عن الشروط المسبّقة لاستئناف المفاوضات».

وأتت مواقف نتنياهو، بالتزامن مع كشف الصحافة الإسرائيلية عن مباحثات سرية تجري بين البيت الأبيض والحكومة الإسرائيلية بشأن المطالب التي قدّمها أوباما لنتنياهو خلال زيارته الأخيرة إلى واشنطن الشهر الماضي. وذكرت صحيفتا «يديعوت أحرونوت» و«هآرتس» أنّ نائب المبعوث الأميركي الخاص ديفيد هيل ورئيس دائرة الشرق الأوسط في البيت الأبيض دان شابيرو، زارا إسرائيل سراً أول من أمس، وأجريا محادثات ماراتونية مع مبعوث نتنياهو الخاص، المحامي يتسحاق مولخو، ومستشار رئيس الحكومة السياسي رون دريمر.

وأشارت التقديرات الإعلامية إلى أن الزيارات الأميركية السرية والعلنية تهدف إلى الحصول على رد إسرائيلي على مطالب الإدارة الأميركية المتعلقة بتجميد الاستيطان في القدس، وبحث قضايا الحل الدائم في إطار المفاوضات غير المباشرة وتنفيذ «مبادرات حسن نية» تجاه السلطة الفلسطينية مثل فتح مؤسسات السلطة الفلسطينية في شرقي القدس، أو نقل أراضٍ في الضفة الغربية إلى السيطرة الأمنية الفلسطينية، بهدف بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لاستنئاف المفاوضات بينهما.

في المقابل، نقلت «هآرتس» عن مسؤول سياسي إسرائيلي رفيع المستوى قوله إن محادثات جرت طوال الأسبوع الماضي بين إسرائيل والإدارة الأميركية، عبر الهاتف وعبر السفارة الإسرائيلية في واشنطن ومبعوثي البيت الأبيض. وأكد المسؤول الإسرائيلي أن حكومة نتنياهو لن تسلّم الإدارة الأميركية رداً رسمياً مكتوباً ولا حتى شفهياً، بل سيحاول الطرفان بلورة تفاهمات على طريقة دفع العملية السياسية.

وتوقعت محافل سياسية أن يوافق نتنياهو على التعهد بالامتناع عن القيام بأعمال استفزازية، في إشارة إلى ما حصل خلال الزيارة الأخيرة لنائب الرئيس الأميركي جو بايدن إلى القدس، وعدم القيام بأعمال استيطانية في قلب الأحياء الفلسطينية.

وفي إشارة إلى الأهمية التي تعطيها الولايات المتحدة لعملية التسوية، قال مستشار الأمن القومي الأميركي، جيمس جونز، إنّ التوصل إلى سلام في الشرق الأوسط سيحرم إيران استغلال النزاع لتحويل الأنظار عن برنامجها النووي. ودعا جونز قادة المنطقة إلى إظهار الشجاعة والقيادة مثل الرئيس المصري الراحل أنور السادات والملك الأردني حسين ورئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل إسحق رابين.

في هذه الأجواء، شهدت الساحة السياسية في إسرائيل تطوراً لافتاً يمكن أن يخفّف من ضغوط المعسكر اليمينيّ على نتنياهو، تمثّل بموافقة الزعيم الروحي لحركة «شاس»، الحاخام عوفاديا يوسف، على تجميد الاستيطان في القدس الشرقية في مقابل تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة.

وذكرت صحيفة «معاريف» أنّ الحاخام يوسف أعرب عن موافقته خلال لقائه مع الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز قبل ثلاثة أسابيع، بعدما أطلعه الأخير على تداعيات الأزمة مع الولايات المتحدة على وضع الدولة العبرية ومكانتها الدولية. ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة على مضمون المحادثات أن الزعيم الروحي لـ«شاس» رأى أنه «يجب دفع أيّ ثمن لترميم العلاقات (مع واشنطن) وأنه يحظر أن نستفزّ أمم العالم». وأضافت «معاريف» إن يوسف رأى أنه «لن يحدث أيّ شيء إذا عاودنا البناء في القدس بعد بضع سنين وبعدما تزول الأزمة».

وفيما نفى رئيس «شاس»، وزير الداخلية إيلي يشاي، أن يكون الحاخام عوفاديا قد وافق على تجميد الاستيطان، أكدت الصحيفة الخبر، ونقلت عن مسؤولين إسرائيليين التقوه، بعد لقائه مع بيريز، قولهم إنّ يوسف أكد موافقته على تجميد الاستيطان في القدس.

ويُتوقع أن يتوجه وزير الجيش الإسرائيلي إيهود باراك مطلع الأسبوع المقبل إلى واشنطن، حيث سيلتقي عدداً من المسؤولين الأميركيين. ولفتت «يديعوت أحرونوت» إلى أنّ هدف زيارة باراك إلى واشنطن، وهي الثانية من نوعها خلال شهر، هو بحث الموضوع النووي الإيراني، إضافةً إلى بحث قضية تزوّد حزب الله بصواريخ سكود من سوريا، فضلاً عن سبل تحريك العملية السياسية بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.