خبر كندا: أساليب ملتوية لمنع زيارة غالوي بسبب مساعدته غزة

الساعة 04:13 ص|23 ابريل 2010

فلسطين اليوم-وكالات

كشفت وثائق سربت نشرت على موقع للانترنت في كندا الطرق الملتوية التي استخدمتها الحكومة الكندية لمنع النائب البريطاني وزعيم حزب 'ريسبكت' والناشط المعروف في الدفاع عن القضية الفلسطينة من القاء محاضرات داخل اراضيها.

ويتزامن الكشف عن الاوراق هذه قبل ايام من بداية دعوى قضائية تقدم بها مؤيدو النائب امام محكمة في مدينة تورنتو لالغاء الحظر وهي القضية التي حولت قضية النائب عن منطقة بيثنال غرين في شرق لندن الى دعوى شهيرة.

وحظرت الحكومة الكندية على غالوي من القاء محاضرات في عموم البلاد تتعلق بالشرق الاوسط - فلسطين وافغانستان.

وبررت الحكومة الكندية قرارها لحماية الامن القومي ولانه اي غالوي قدم دعما ماديا للحركة الفلسطينية، حماس والتي تعتبرها كندا منظمة ارهابية.

وسيقدم فريق الدفاع عن غالوي بداية الاسبوع القادم امام محكمة فدرالية انه اي غالوي لا يمثل تهديدا على الامن القومي الكندي على الرغم من قيادته وتنظيمه حملة 'فيفا بالستينا' لمساعدة الفلسطينيين المحاصرين في غزة التي تسيطر عليها الحكومة المنتخبة من حماس والتي اقيلت بعد احداث عام 2007.

وسيتقدم المحامون بدفاع عن موكلهم يتضمن ان غالوي ليس عضوا او مؤيدا لحماس وانه طوال حياته في الكفاح وتأييد الفلسطينيين كان يدعم حركة فتح المنافسة لحماس، وهي الحركة التي لم تحظر في كندا. وتظهر الوثائق التي تقع في 66 صفحة والتي نشرت على موقع 'رابل.كا' الانقسام الذي شهدته الحكومة حول الموقف من غالوي. وفي وثيقة كتبها المفوض الكندي العام في لندن، جيم رايت وجاء فيها تحذير للحكومة من اتخاذ اي قرار للمنع. وجاء في الوثيقة ان 'لا احد ينكر ان جورج غالوي متحدث جيد وذكي جدا ويتعامل بقدرة كبيرة مع الاعلام ولكن لا احد يحمل مواقفه في بريطانيا على محمل الجد ومنعه من دخول كندا سيمنحه منبرا عظيما' كي يعرفه الناس. واضاف رايت ان الحكومة لم تستشره في النقاش حول الحظر، حيث اضاف 'ومع ذلك فسأتوقع ان البريطانيين 'بريتس' سيفاجأون بهذا المنع'. واشار الى ان المنع سيبدو غريبا خاصة ان الامريكيين لم يتخذوا اي قرار يحظر عليه دخول الاراضي الامريكية. وتظهر المراسلات الحكومية صورة عن لعبة هزلية من اجل التوصل وتحديد مكان وجود غالوي وسط مخاوف من ان النائب البريطاني ربما حاول دخول الاراضي الكندية عبر الحدود مع امريكا وان حرس الحدود ربما لا علم لهم بالحظر.

ويقول مؤيدو غالوي ان الوثائق تشير الى تدخل سياسي في امر تعود صلاحيته الى السلطات المدنية. واكد غالوي الذي يرشح نفسه في الانتخابات القادمة عن حزب ريسبكت في منطقة بوبلار ولايم هاوس- شرق لندن انه واثق من صدور قرار يلغي الحظر عليه. وعلق قائلا ان الحكومة الكندية لم تعد كما كانت في السابق فقد اصبحت 'الحكومة الاكثر تأييدا في العالم'، واضاف قائلا ان 'حقيقة قدرة نائب بريطاني منذ 23 عاما للدخول والخروج للولايات المتحدة وليس كندا امر مثير للسخرية'.

وقالت الصحافية التي تلقت اوراق المداولات وهي كاثرين اتكينسون ان الاوراق تقدم صورة 'مثيرة عن الكيفية التي تعمل فيها البيروقراطية حيث اصيبت بحالة من الذعر' وهي تحاول العثور عن مبررات لمنع النائب. وكان الاعلام الكندي قد نشر في شهر شباط (فبراير) تفاصيل عن محتويات الوثائق لكن لم يتم الكشف عن صورها الاصلية.

وتم تسريب محتويات الوثائق في تشرين الثاني (نوفمبر) العام الماضي عندما ارسلت منها نسخ لفريق الدفاع عن غالوي. وبعد ذلك طلب محامو الحكومة اعادة الوثائق غير مفتوحة حتى يتم التدقيق وشطب مواد تعتبر حساسة وذلك لحماية الامن القومي. وجاء الطلب الكندي متأخرا لان الوثائق فتحت وتم الاطلاع على محتوياتها. وبعد مراجعة قاض للاوراق وجد انه لا توجد اية ارضية لمنع الوثائق من النشر باستثناء بعضها.

ويتركز الحديث في المراسلات حول شخصين هما الياكين فيلشي مدير الاتصالات في دائرة الهجرة والجنسية ووزيره جيسون كيني وكلاهما من المؤيدين الاشداء لاسرائيل. وفي واحدة من المراسلات علق فيلشي على قرار المنع بانه ممتاز حيث استخدم كلمة قديمة لوصف فرحه. وسيتم تنظيم مظاهرة احتجاجية تتزامن مع بدء فتح القضية يوم الاثنين يشارك فيها مؤيدو غالوي وتجمع تورنتو لحملة وقف الحرب ومنظمة التضامن مع حقوق الانسان الفلسطيني.