خبر طبول الحرب المؤجّلة../ حسام كنفاني

الساعة 06:53 م|22 ابريل 2010

طبول الحرب المؤجّلة حسام كنفاني

 

22/04/2010  09:27 

 

عاد حديث الحرب ليسيطر على المشهد في الشرق الأوسط، من لبنان وسوريا إلى إيران. حديث يؤشّر إلى عودة التوتر، ويوحي بطبول حرب تقرع على أبواب المنطقة. هي ليست المرة الأولى التي نسمع فيها مثل هذه التصريحات، وقد لا تكون الأخيرة، فالصراع لا يزال قائماً إلى أجل غير مسمّى. لكن ماذا عن الحرب نفسها، هل هي فعلاً وشيكة إلى الدرجة التي توحي بها عمليات التسخين الأخيرة؟

 

الإجابة تحتاج بداية إلى سبب إثارة الأجواء الحربية مجدداً في المنطقة. شرارة الحديث انطلقت مع المزاعم "الإسرائيلية" عن نقل دمشق صواريخ "سكود" إلى حزب الله في لبنان. ورغم النفي السوري، إلا أن واشنطن وتل أبيب استمرتا على مستوى التحذير نفسه من خطورة مثل هذه الخطوة. لكن أين هي هذه "الخطورة" بالضبط؟ هل هي في صواريخ سكود أم في التسليح السوري المباشر؟

 

من الواضح أن التحذيرات لا تصب على صاروخ "السكود" بحد ذاته، رغم ما يمثله من تحوّل نوعي في الصراع، بل على إدخال سوريا مباشرة في مسألة تسليح حزب الله، وهي التي كانت في السابق مجرّد ممر للسلاح الإيراني، بحسب الاتهامات "الإسرائيلية".

 

الضجة حول هذه الصواريخ البالستية قد تكون بلا معنى بالنظر إلى التقارير السابقة، الأمريكية و"الإسرائيلية"، حول تسلّح حزب الله. لقد سبق لتقارير الدولة الصهيونية أن أشارت إلى أن أي سلاح يظهر في إيران، يصبح عمليّاً بيد حزب الله. وعلى هذا الأساس فإن الصواريخ البالستية قد لا تكون جديدة على سباق التسلح المصغر في الشرق الأوسط، ولا سيما أن سلسلة صواريخ "شهاب" الإيرانية تندرج في خانة الصواريخ البالستية المتوسطة المدى. على هذا الأساس فإن "سكود" قد لا يكون سلاحاً كاسراً للتوازن، الذي سبق لـ"إسرائيل" أن حذرت منه دوماً، وبالتأكيد كانت تقصد فيه سلاح الدفاع الجوي الإيراني أو السوري.

 

إضافة إلى ذلك، فإن صواريخ "سكود" قد لا تكون ذات قيمة استخدامية في أي حرب بين حزب الله و"إسرائيل" نسبة إلى مداها البعيد نسبياً، إذ إن الصواريخ المتوسطة منها تصل إلى 1000 و1300 كيلومتر، وهو معدل أطول بالتأكيد من ساحلي لبنان وفلسطين المحتلة مجتمعين، وبالتالي فإن استخدامها قد لا يكون واقعياً في أي حرب بين لبنان والكيان "الإسرائيلي".

 

على هذا الأساس يمكن اعتبار الرد السوري للأنباء "الإسرائيلية" أكثر واقعية، حين أشار إلى أن الغرض منه هو قطع الطريق على التقارب بين دمشق وواشنطن، ولا سيما أن خطوات التقارب لم تحظ بقبول "إسرائيل" أو اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة. عرقلة مثل هذا التقدم في العلاقات قد لا يكون إلا من خلال قرع طبول الحرب، ولو كانت مؤجّلة.

"الخليج"