خبر إخوانه المسلمون-هآرتس

الساعة 08:07 ص|22 ابريل 2010

إخوانه المسلمون-هآرتس

بقلم: تسفي بارئيل

(المضمون: كل موقف مندد باسرائيل من اردوغان والحكومة التركية يستقبل استقبالا مشجعا في تركيا يزيد في شعبية الحكومة التركية لكن توجد أصوات ترى الى موقف تركيا المزدوج التي لم تتناول مس الفلسطينيين باسرائيل - المصدر).

ليست تركيا هي فقط رجب الطيب اردوغان، ولا حزب العدالة والتنمية ايضا. فهي مثلا براق بكديل أيضا. بكديل صحفي يكتب عمودا صحفيا في الصحيفة التركية باللغة الانجليزية "ديلي نيوز"، التي يملكها صاحب المليارات أيدن دوان. دوان معارض شديد لرئيس الحكومة اردوغان، الذي أوصى من جهته مواطني تركيا بالكف عن قراءته صحفه. لم تردع هذه التوصية دوان عن الاستمرار على نشر أعمدة بكديل الصحفية، والذي حوكم في 2005 لـ "اهانة الأمة التركية". كل ذلك على أثر مقالة نقد لاذع لجهاز القضاء، الذي هو خاصة معارض لادارة اردوغان.

نشر بكديل في الاسبوع الماضي مقالة أخرى من مقالات نقده، تحت عنوان "هل ليبرمان مشجع خفي لحزب العدالة والتنمية؟" ويكتب في جملة ما يكتب: "لا أدرك الى الان لماذا ندد وزير الخارجية التركي بشدة بملاحظة وزير الخارجية الاسرائيلي، افيغدور ليبرمان الذي سوى اردوغان بالرئيسين هوغو تشفاز ومعمر القذافي. فما هو الفظيع جدا في التسوية برئيسي دولة شرعيين؟ أشفق من أن يكون لوزيري خارجية ليبيا وفنزويلا الان جميع الاسباب الحسنة للتنديد الشديد بأنقرة لأنها "نددت بشدة" بتسوية اردوغان برئيسي دولتيهما الجليلين.

"أقتنع أكثر فأكثر بأن ليبرمان في الحقيقة مشجع خفي لحزب العدالة والتنمية. وليس هو فقط. فداني ايالون ايضا الذي أبدع فكرة استعمال تهيئة الاثاث المكتبي لاحتياجات الدبلوماسية – يبدو انه مشجع خفي للحزب. لانه في كل مرة يستعمل فيها هذان وسائل دبلوماسية غير  تقليدية مع أنقرة، يحدث شيئان في تركيا هما أن تزداد شعبية اردوغان لتبلغ الذروة، وأن يتوحد العلمانيون والمتدينون حول مشاعر معادية لليهود. وعلى ذلك يوجد سبب جيد للخوف من حرب بين تركيا واسرائيل قبيل انتخابات المجلس النيابي في السنة المقبلة. قد يقرر أردوغان أنه يريد الفوز بـ 75 في المائة من الأصوات بتهيئة الطريق للسلام في الشرق الاوسط بالقضاء على "تهديد السلام الرئيس" (كما عرف اردوغان اسرائيل).

لكن الذي زعزع بكديل ردود متصفحين أتراك للانترنت على اسرائيل وليبرمان، في الصحيفة العلمانية التي يكتب فيها خاصة. "ظهرت كلمات مثل كذبة، وقتلة ومجانين على نحو موفور وجهت كلها الى يهود لا الى ليبرمان فقط، بلسان الجمع لا المفرد... وعلى نحو غير مفاجىء ظهر كثيرا اسم ادولف هتلر، وسمي اليهود "هتلر الجديد". اقترح أحد القراء تحريم الصهيونية وأن يطرد من تركيا من يملكون جنسية مزدوجة اسرائيلية وتركية. ومن المدهش مبلغ حب الاتراك لفكرة الطرد بالقوة على حسب الأصل العرقي". عندما يرد مراسل ويقول انه ليس عدوا لاسرائيل، يتلقى جامات من الاهانات مثل "خرقة محب لليهود كاره للمسلمين ابن...". بكديل مؤمن كبير بردود الانترنت على انها مقياس للرأي العام. " انها أكثر نجاحا من استطلاعات الرأي العام"، يكتب. لكن يبدو ان متصفحي الانترنت لا يسهلون على اردوغان أيضا. يحسن أن تقرأ جزءا من الردود التركية في الانترنت التي تتناول قضية اعتقال الضباط لتدرك أنه يوجد جمهور واسع بقدر كاف في تركيا يفرحه أن يتخلص من رئيس حكومته.

        ليست هذه أول مرة ينظر فيها بكديل مباشرة في عيني حكومته ويرى اللون العكر الذي يملؤهما. قبل سنتين نشر مقالة عن الرد التركي الرسمي على عملية "الرصاص المصبوب". تساءل بكديل لماذا لم يقل رئيس الحكومة كلمة واحدة في اطلاق الصواريخ على سديروت لكنه ندد باسرائيل لهجماتها على غزة. "يندد اردوغان وبحق بالمس بالمواطنين في اثناء الهجوم الاسرائيلي، لكن أكان من المصادفة أن صمت هو وحكومته عن الهجوم على المدرسة الدينية "مركاز هراف"؟ نستطيع أن نتفهم الحساسيات الاسلامية المعروفة جدا لاردوغان، لكنه صرح تصريحا قد يأسف له في المستقبل القريب. اتهم السيد اردوغان اسرائيل باستعمال قوة غير تناسبية. عندنا سؤال لرئيس الحكومة: هل حرصت تركيا دائما على استعمال قوة تناسبية في حربها لحزب العمال الكردي؟ نحن نعرف الكليشيه الذي يستعملونه في الجواب وهو أن حزب العمال الكردي او طالبان منظمتان ارهابيتان وليس الفلسطينيون او حماس كذلك. لكن أكان حزب العمال الكردي او طالبان هما اللذان قتلا طلاب المدرسة الدينية؟ من الذي قتل 12 ولدا اسرائيليا؟.

"نحن نعلم جيدا أنه توجد سياقات دينية بتسامح السيد اردوغان وأكثر الاتراك، الانتقائي. هل شكا أحد من معايير مزدوجة لتركيا؟". يقول بكديل ان الفلسطينيين أصبحوا عند اردوغان اخوانه المسلمين"، ولهذا "يستطيع الاولاد الاسرائيليون ان يذهبوا الى الجحيم".

في الاسبوع الماضي حصل اردوغان على تقدير من "اخوانه المسلمين"؛ فقد أتى وفد من الجامعة الاسلامية في غزة تركيا لمنحه اياه. "القدس، والأقصى والضفة الغربية لن تطرح أبدا عن جدول عملنا"، وعد اردوغان أعضاء الوفد لكن يبدو هذه المرة أن غزة لم تعد بنتا وحيدة في نظره. "كما رفعنا صوتنا من أجل دارفور وكابول سنرفع صوتنا من أجل غزة وهاييتي وتشيلي والصين"، بين اردوغان. من الذي قال ان اردوغان توجهه تقديرات سياسية؟ كل شيء انساني.