خبر الاحتلال يبدأ بتنفيذ مشروع تحويل جنوب الأقصى إلى مسار تلمودي

الساعة 12:38 م|21 ابريل 2010

فلسطين اليوم-القدس المحتلة

كشفت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث، اليوم، النقاب عن بدء الاحتلال الإسرائيلي وأذرعه التنفيذية بتنفيذ مشروع تهويدي كبير لتحويل منطقة جنوب المسجد الأقصى المبارك، خاصة منطقة دار الإمارة الأموية إلى منطقة ومسار تلمودي مرتبط بالهيكل المزعوم.

وقالت، في تقرير لها اليوم، أن الاحتلال بدأ بمشروع كبير لتهويدٍ كاملٍ لمنطقة جنوب المسجد الأقصى يرتبط بمشروع تهويدي لبلدة سلوان وخاصة منقطة وادي حلوة.

ولفت التقرير إلى أن الاحتلال شرع بأعمال إنشائية لتحويل هذه المنطقة إلى مسار تهويدي تحت مسمى 'مسار المطاهر' التلمودية كجزء من مسارات تهويدية تشمل الأسوار الإسلامية التاريخية للبلدة القديمة بالقدس.

وأضاف أن لفظ 'المطاهر' هو لفظ ومسمى لموقع ديني يهودي يتم من خلاله حسب إدعائهم التطهر قبل دخول الهيكل المزعوم.

وأشار التقرير إلى أنه سبق هذا المشروع أعمال حفريات إسرائيلية واسعة استمرّت لأشهر شملت سرقة وطمس معالم أثرية إسلامية في المنطقة، تبعها إعلان أذرع في المؤسسة الإسرائيلية أدعت فيه انه تمّ الكشف عن آثار يهودية تعود لعهد الهيكل الأول المزعوم، وتبع هذا الإعلان مباشرة الشروع بتنفيذ مخطط لتحويل منطقة جنوب المسجد الأقصى إلى مسار تلمودي تهويدي.

وجاء في التقرير المُوثّق بالصور أن مؤسسة الأقصى رصدت تحركات أذرع المؤسسة الإسرائيلية في منطقة جنوب المسجد الأقصى، حيث لوحظ قبل فترة أن المؤسسة الإسرائيلية الاحتلالية بدأت بأعمال تجهيزية تمهيدية في طرف منطقة دار الإمارة الأموية من الجهة الجنوبية الغربية قريبا من تقاطع مدخل وادي حلوة، شملت افتتاح مدخل جديد لهذه المنطقة وأعمال جرف وتجهيز طريق ترابي من البسكورس، تبعه وضع أبنية مؤقتة ونصب خيام، وإدخال معدات حفر إليها، وتبعه بعد وقت قليل أعمال حفريات وتجهيزات وتغييرات في أحد المواقع الواقعة أسفل موقع الأمارة الأموية من ناحية المدرسة الختنية جنوبي محراب المسجد الأقصى، وتتصل هذه الأعمال بمنطقة بعض الآبار الواقعة في المنطقة والمتصلة مع آبار أخرى واقعة جنوب المسجد الأقصى، تصل إلى المسجد الأقصى القديم.

وأوضح التقرير أن الاحتلال الإسرائيلي بدأ قبل أيام بأعمال إنشائية شملت نصب أخشاب ومدّ حبال كمقدمة لتحضير وتحديد مسارات سياحية في منطقة الإمارة الأموية الواقعة خلف الجدار الجنوبي للمسجد الأقصى قريبا من مبنى الجامع القبلي المسقوف والمصلى المرواني، وترتبط هذه المسارات مع درج بنته واستحدثته المؤسسة الإسرائيلية الإحتلالية وافتتحه 'إيهود براك' – رئيس الحكومة الإسرائيلية آنذاك عام 1999م – كمرفق من مرافق الهيكل المزعوم.

وأشارت مؤسسة الأقصى في تقريرها إلى أن الاحتلال الإسرائيلي نصب قبل أيام لافتة ملونة، وضع عليها صورة ملونة لجزء من المخطط التهويدي، تحت عنوان: 'مسار المطاهر - هعوفل ' – الحدائق الوطنية حول أسوار يروشالايم)، وأشارت اللافتة إلى القائمين على المشروع التهويدي وهم ما يسمى بـ 'سلطة الآثار الإسرائيلية' ، ما يسمى بـ 'سلطة الحدائق والطبيعة'، ما يسمى بـ 'شركة تطوير شرقي القدس' ، 'بلدية الاحتلال في القدس'، وزارة السياحة الإسرائيلية.

وأكد التقرير أن الاحتلال الإسرائيلي يخطط لربط هذا المسار التلمودي بأسطورة الهيكل المزعوم، حيث سبق البدء بهذا المشروع التهويدي قبل أشهر أعمال حفريات واسعة في المنطقة تمّ خلالها سرقة تراب وحجارة أثرية إسلامية تاريخية من المنطقة تم إلقاء قسم منها في مزبلة مستوطنة 'معاليه أدوميم' وقسم آخر تم وضعه في مخازن ما يسمى بـ ' سلطة الآثار الإسرائيليية.

وأشارت المؤسسة في تقريرها، إلى أن الاحتلال آنذاك ادعى أنه يقوم بأعمال تنظيف لمنطقة الإمارة الأموية، لكن الاحتلال وعبر إعلامه أعلن وادعى بعد ذلك انه كشف خلال الحفريات المذكورة عن آثار تعود إلى عهد الهيكل الأول المزعوم، ومباشرة بعدها تمّ الشروع بالتحضير وتنفيذ المشروع التهويدي المسمى 'مسار المطاهر التلمودية'، وهو مخطط لتحويل منطقة جنوب المسجد الأقصى الواقعة ما بين الزاوية الشرقية الجنوبية للمسجد الأقصى وزاوية السور الواقع بمحاذاة وأسفل المدرسة الختنية – الواقعة ملاصقة لمحراب الجامع القبلي المسقوف في المسجد الأقصى المبارك، كما أن الاحتلال سيحاول ربط هذا المشروع التهويدي بمشروع تهويد سلوان خاصة منطقة وادي حلوة وربط هذا المسار التوراتي بنفق أرضي تحت الشارع القاطع بين جنوب المسجد الأقصى ووادي حلوة، حيث يخطط الاحتلال ربط هذا المسار بالموقع التهويدي المدعو 'مركز الزيارات في مدينة داوود' والتي تقوم عليه جميعة العاد اليهودية المتطرفة.

وحذر التقرير من هذا المشروع التهويدي والذي يهدف الاحتلال الإسرائيلي من خلاله تطويق المسجد الأقصى بمواقع تهويدية، كنقاط انطلاق لأي عدوان مستقبلي على المسجد الأقصى المبارك، كما أن هذا المشروع وما يرافقه من حفريات يصل بعضها إلى أسفل المسجد الأقصى من جهة الجنوب خاصة عند الآبار الواقعة أسفل المسجد الأقصى، تشكل خطرا مباشرا على المسجد الأقصى، فضلاً عن أن هذا المشروع التهويدي يرتبط بمخططات تدريجية لتقسيم المسجد الأقصى كمرحلة من مراحل محاولة بناء الهيكل المزعوم على حساب الأقصى.

ودعت المؤسسة إلى التحرك السريع على صعيد الحاضر الإسلامي والعربي والفلسطيني على مستوى الشعوب والحكام والأمراء والعلماء من أجل إنقاذ المسجد الأقصى والقدس من براثن الاحتلال ومخططات التهويد والتدمير والتزييف.