خبر سياسة الرسائل: هذه المرة التواقيع لن تكفي .. إسرائيل اليوم

الساعة 09:57 ص|21 ابريل 2010

بقلم: يوسي بيلين

رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو شغل في بداية الثمانينيات منصب الملحق السياسي في السفارة في واشنطن. في تلك الايام، عندما كان يخيل ان الرئيس في حينه، رونالد ريغان، يتعامل مع اسرائيل بتصلب، كانت السفارة تستخدم لوبي ايباك، الذي كان يجمع تواقيع مئات الاعضاء في مجلس النواب وعشرات اعضاء مجلس الشيوخ على رسالة الى الرئيس، فيهدأ الرئيس.

منذئذ مرت نحو 30 سنة. نتنياهو لا يزال يعرف الولايات المتحدة، ولكن هذه امريكا اخرى. التواقيع لن تكفي. الحيلة القديمة تردع أقل بكثير. والسهولة التي لا تطاق وبها يوقع عضو الكونغرس على الرسائل والعرائض باتت معروفة للجميع. الرئيس الامريكي يعرف انه بين التواقيع وبين الاعتراض على سياسته عند الاختبار الحقيقي توجد مسافة هائلة.

مجلسا الكونغرس ينقسمان حسب خطوط حزبية واضحة. مثلما سيعارض الجمهوريون كل ما يفعله، هكذا سيؤيد كل الديمقراطيين تقريبا كل ما يفعله، وللديمقراطيين توجد اغلبية هائلة. نتنياهو ينتظر الانتخابات في تشرين الثاني، ويأمل بانجازات للجمهوريين. حتى ذلك الحين يأمل في كسب الوقت، بقدر ما يستطيع. ولكن ليس مؤكدا على الاطلاق بان يفقد الديمقراطيون اغلبيتهم في المجلسين او في ايا منهما، ومن شبه المؤكد ان اوباما لن يسمح له بان يلعب لعبة الاختباء حتى الخريف.

الدليل هو أنه رغم رسالة المشرعين والرسائل التي نشرها رون لادور وايلي فيزل، فقد قال الرئيس امورا لا لبس فيها في مؤتمر صحفي عقده في واشنطن. فقد قضى بان حل النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني هو مصلحة قومية – أمنية حيوية للولايات المتحدة واضاف بان هذا النزاع يكلف الولايات المتحدة الدم والمال. لا أقل ولا أكثر. لنتنياهو توجد ردود على ذلك، بل انها حتى لا بأس بها. يمكنه أن يقول ان الولايات المتحدة تنفق على قوات الناتو مالا كثيرا جدا، ولو انتشر الناتو في منطقتنا أيضا لكانت كلفته عالية بما لا يقل عن كلفة المساعدة الامنية الامريكية لاسرائيل. وهذا هو الحال ايضا بالنسبة للدم. الدم الاسرائيلي الذي سفك دافع ايضا عن مصالح حيوية للولايات المتحدة في المنطقة.

ولكن المشكلة هي أننا لا نوجد في نادٍ للنقاشات مع اوباما. ولا حتى في المحكمة. المسألة ليست اذا كان نتنياهو محقا أم لا، بل اذا كان يقود اسرائيل في هذه اللحظة الى مواجهة مع الصديق الحقيقي الوحيد الذي لدينا. هذا أمر لا يمكن لاسرائيل أن تسمح لنفسها به. فقدان المظلة الودية الامريكية يكشفنا أمام اضرار عسيرة. حل الازمة لا يكمن في الهرب وعدم المشاركة في اللقاءات الدولية الهامة مثل مؤتمر النووي الذي انعقد في واشنطن مؤخرا.

في لقائه مع اوباما طُلب من نتنياهو الرد على 11 نقطة. في عودته من الولايات المتحدة سارع الى عقد محفل السباعية الوزارية، وكان يخيل انه يعتزم ان يرد في غضون وقت قصير بعد أن لم يتمكن من عمل ذلك في اثناء زيارته البائسة الى واشنطن. وهو ملزم بان يسارع الى الرد. عليه أن يفهم الى أين يقود الدولة، ما هو الثمن الوطني الذي تدفعه. عليه أن يدخل في حوار سياسي عميق مع الادارة وان يعرف بان سلاحه السياسي القديم قد صدأ.