خبر نتنياهو فقط يستطيع .. معاريف

الساعة 09:56 ص|21 ابريل 2010

بقلم: ليندا منوحين

مسحت عيني لرؤية المقالة التي عنوانها "شكرا لنتنياهو" بقلم كاتب المقالات عبدالرحمن الراشد في الصحيفة الشعبية "الشرق الاوسط"، التي تصدر في لندن. يحاول الراشد الذي يعد في المذهب العربي الليبرالي حل لغز نتنياهو. فهو يرى أن سلوك نتنياهو يشهد على واحد من شيئين: اما أن نتنياهو يعمل عميلا سريا في خدمة الدول العربية واما انه يعاني جنون العظمة.

هو يرى أن نتنياهو سار في طريق انتحار لعلاقته بالولايات المتحدة بسبب قرار طرد آلاف الفلسطينيين غير القانونيين. وهو يرى أن الطرد في هذه المرة كان بعيدا، لا الى فلسطين بل الى خارج حدود اسرائيل. ينضاف ذلك الى بناء على أرض محتلة، واستمرار على اسكان مهاجرين جدد في أرض فلسطينية وتصفية ارهابيين. ومن الغامض في نظره كيف يسمح زعيم اسرائيلي لنفسه في الاستمرار على احراج حليفته الولايات المتحدة العالقة في عدد من الجبهات: في مواجهة الارهاب، والتهديد الايراني والقاعدة – وهي محتاجة الى تسكين العرب والجماعة الدولية. ويتوقع أن تجد اسرائيل نفسها في عين العاصفة الدولية ويحتاج الفلسطينيون الى الاكتفاء بمشاهدة مسرح الاخطاء الاسرائيلي ازاء ادارة اوباما. وقال ان هذا يخدم قبل كل شيء الطرف الفلسطيني. ولهذا يستحق نتنياهو الشكر.

لم يغب عن أنظار المثقفين العرب أن الطرف الفلسطيني غير مكتل، وهو شيء يصعب عليه دخول المسيرة السلمية. يقرأ الليبراليون العرب الخريطة السياسية في بلدنا وأن الزعيمين الاسرائيلي والفلسطيني سيصعب عليهما التقدم في مسار السلام. ففي الجانب الفلسطيني اختلاف في الرأي بين معسكرين متخاصمين، وفي الجانب الاسرائيلي القيود الائتلافية لحكومة يمين. يرسم الراشد سيناريو رعب ازاء السياسة الاسرائيلية. فهو يرى أن هذه السياسة تكتل العالم العربي والاسلامي في جبهة واحدة بحيث سيصعب على الولايات المتحدة وأوروبا الاستمرار على الدفاع عن اسرائيل. لكن أخطر من ذلك أن العالم العربي سيجد نفسه من غير قدرة على مواجهة جميع العناصر المتطرفة: القاعدة والارهاب وايران، بسبب الغضب الشديد الذي تثيره هذه السياسة. وهو يريد أن يقول انه بدل ان يوحد نتنياهو العالم العربي حول مصالح  مشتركة مع دولة اسرائيل، كمكافحة الارهاب وايران والقاعدة، يعمل نتنياهو في مواجهة المصلحة الاسرائيلية نفسها.

ان سيناريو الرعب هذا يضمن أن تستمر قوى الشر على تغذية دائرة الدماء لكراهية تشوه التفكير السليم عند العرب المشهورون بأنهم أكثر تأثرا من الاسرائيليين. ان السياسة الاسرائيلية تمنح المتطرفين الذين ينجحون، خلافا لدين الاسلام، في ارسال اولاد ونساء لتفجير أنفسهم لاصابة أناس وبهائم بل توابيت موتى، كما عبر في  المدة الأخيرة أحد كتاب المقالات العرب، تمنحهم جائزة. لا يذرف الجميع الدموع للوضع الذي دفعت اليه اسرائيل.