خبر تعليم في أفول .. يديعوت

الساعة 09:52 ص|21 ابريل 2010

بقلم: يرون لندن

قبل العيد أرفقت الصحيفة بهدية بين صفحاتها. علم. فكرت بابقائه مغلفا ودسه انتظارا لتوفر رغبة لدى هواة جمع الاشياء. تراجعت. حسبت فوجدت بان كلفة جمعه ستزيد عن القيمة المالية المرتقبة. فالسوق مليئة. اسرائيل تكثر من انتاج رموز السيادة كلما تآكلت هذه السيادة. لا، لن اتمكن من أن أرمز بقطة القماش هذه شيئا وهي التي ذات مرة كانت أملا يعود الى الفي سنة. عزمت أن أرفعه على الشرفة وحين رأيته يرفرف في الريح قلت لنفسي ان أملنا لم يضع. كي اؤمن بذلك يتعين عليّ أن اجند كل ذخائر الغباء الكامنة فيّ.

كي نفهم لماذا نحتاج الى غباء كبير كي نفكر بان اسرائيل قابلة للوجود، ينبغي أن نقرأ التقرير عن وضع الدولة الذي نشره مركز طؤوب لبحوث السياسة الاجتماعية. خلاصة اليأس: اسرائيل آخذة في الهزال. حتى بداية السبعينيات كنا نتجند بالذات. ولكن منذئذ ازداد بانتظام الفارق بيننا وبين الدول المتطورة في العالم. في العام 1965 كان الامريكي العادي يمكنه أن يشتري بمدخوله سلة من الطيبات اكبر بـ 72 في المائة من سلة الطيبات التي كان يشتريها الاسرائيلي العادي. بعد ثماني سنوات من ذلك تقلص الفارق الى 39 في المائة. حتى 2007 عاد لينمو الى 61 في المائة. في السبعينيات كانت انتاجية العامل الاسرائيلي العادي تشبه تقريبا انتاجية عمل نظيره في الدول المتطورة السبع في العالم. ولكن منذئذ وحتى 2008 ازداد الفارق الى 38 في المائة. واضح اننا محكومون بفقر نسبي اذا كانت ساعة عملنا تعطي انتاجا يساوي أقل بكثير من الانتاج الذي يعطيه عمل غيرنا.

سبب هزالنا هو التعليم المخلول، معدل قليل للمشاركة في قوة العمل  وانتاجية عمل متردية. هذه العوامل ترتبط الواحد بالاخر وتدفعنا الى الهوة.

كيف ستفسر حقيقة أن سنوات التراخي كانت بالذات السنوات التي حصد فيها الاقتصاد ثمار استثماراتنا الكبرى في البحث والتطوير. ولماذا تختلف جدا الصورة العامة عن الصورة التي تنعكس للناظر في مواقع التكنولوجيا العليا؟ الجواب: في الوقت الذي تحسن فيه وضع المواطنين العاملين والمتعلمين، ازداد الوزن الديمغرافي لضعفاء التعليم، عديمي التأهيل المهني ورافضي العمل. وقد أدى ذلك الى ان يهبط مستوى الدخل للفرد وترتفع مخصصات الدعم للسكان الضعفاء. الاقتصاد تقدم في أعلى الجبل، ولكن الجبل انفتح امام الهوة.

الباحثون متفقون في الرأي في التأثير الايجابي لجودة التعليم على الوضع الاقتصادي المتوقع للمتعلم عند خروجه الى سوق العمل. كما أن التعليم يحسن الوضع الاقتصادي للدولة ويعمل على تقليص الفوارق الاجتماعية. ولكن الويل، تلاميذ المدارس الرسمية عندنا يهزمون دائما في الاختبارات الدولية. باحثو مركز طؤوب يترددون في أن يقولوا ما هو السبب لذلك وسأكتفي بالقول انه في المستقبل المنظور سيبقينا منتوج المدارس في مكان سيء.

الاسوأ سأطرحه الان: منذ الان نصف التلاميذ يتعلمون في مدارس عربية واصولية. للعرب انجازات بائسة لاسباب مركبة، اما الاصوليون فيرفضون تعلم المواضيع الاساسية التي تؤهل الانسان لسوق العمل الحديث. ثلاثة من كل أربعة رجال اصوليين لا يعملون. معدل الولادة في اوساطهم اكبر بثلاثة اضعاف من المتوسط. بعد 30 سنة سيكون ابناء العرب والاصوليين 80 في المائة من التلاميذ على الاقل. وحتى لو قرر الاصوليون كبح جماحهم، فلن يتأثر بذلك الميل الديمغرافي في الجيل القادم.

قوى الحداثة لا تزال تحتفظ باغلبية صغيرة في الكنيست. لو قدرت بان الدولة اليهودية تعد سنوات تنازليا، لتجمعوا في محاولة لادارة الدفة ولكني لا الاحظ مصدرا للامل. يمكن الاستناد الى مثل الضفدع المصمم الذي ظل يضرب بالزبدة الى أن تجبنت وهكذا نجا من الغرق. كما يمكن ايضا تمني المعجزة الا أنه بقدر معرفتي فان المعجزات هي احداث احتمالية وقوعها قليلة جدا. ورغم كل ذلك، فقد رفعت العلم.