خبر غزة: التوصية بتصنيف العقاقير الطبية وحظر بيع « ترامال » بلا وصفة

الساعة 06:49 ص|20 ابريل 2010

فلسطين اليوم : غزة

أوصى مشاركون في ندوة صحية بتصنيف الأدوية والعقاقير الطبية، خاصة المهرب منها، وإجراء دراسات لمعرفة تركيب الأدوية المنتشرة والتي تحمل اسم "ترامال"، ونشر الوعي وتثقيف المجتمع بخطورة الإدمان وآثاره السلبية على ترابط المجتمع وتماسكه، مؤكدين أهمية دور الأسرة في توعية الأبناء وتجنيبهم المخاطر المترتبة على استخدام الأدوية والعقاقير الطبية.

وكان قسم المهن الصحية بالكلية الجامعية للعلوم التطبيقية نظم بالأمس، يوماً علمياً بعنوان "العقاقير الطبية بين الإيجابيات والسلبيات"، بحضور الدكتور خضر الجمالي نائب العميد للشؤون الأكاديمية، وعلي الخطيب مساعد النائب الأكاديمي، ومحمد أبو جبر رئيس قسم المهن الصحية، والدكتور هشام غراب رئيس وحدة البحث العلمي، والدكتور ماهر عجور رئيس اللجنة التحضيرية لليوم الدراسي، إضافة إلى عدد من المدرسين والعاملين والعشرات من طلبة الكلية.

وأكد عجور أن هذا اليوم يأتي في إطار حرص الكلية على صحة الفرد والمجتمع وبيان الأثر السلبي للعقاقير الطبية التي تؤخذ دون وصفة طبية، مشيرا إلى وجود فئة من المجتمع تتعاطى العقاقير من منطلق الإدمان.

وأوضح أن ذلك أظهر حاجة ماسة إلى عقد هذا اللقاء، ودعا المسؤولين وأصحاب القرار إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لوضع هذه الأدوية تحت الرقابة الصحية وتحديد الكميات المنتجة والمباعة للصيدليات، واعتبر أن الصيدلي هو المسؤول الأول والمباشر عن صرف أي نوع من الأدوية.

وأوضح علي الخطيب، المحاضر في الكلية، أن الأخيرة تحرص على تنظيم هذه الأيام العلمية لمناقشة المشاكل المختلفة التي تواجه المجتمع، وتسعى من خلال دعوة المتخصصين والباحثين وصناع القرار إلى إيجاد حلول ناجعة لهذه المشاكل.

وطالب غراب الباحثين والمشاركين بأوراق العمل باستثمار هذه الندوات والأيام الدراسية لتنفيذ أبحاث علمية مختصة للكشف عن الأسباب التي تكمن وراء هذه المشاكل، مؤكداً أن وحدة البحث العلمي في الكلية ستعمل على دعم هذه الأبحاث ورفعها إلى الجهات المسؤولة.

وأفاد أبو جبر أن الإنسان هو رأس مال المجتمع وصحته وسلامته من الأسس المهمة في التنمية المجتمعية والصمود والتحرير، مضيفاً إن الظروف الصعبة التي يمر بها الشعب من حصار خانق دفع بعض الشبان والمراهقين إلى تعاطي المخدرات والعقاقير المهلوسة هروباً من الواقع المؤلم.

وأوضحت الدكتورة شيرين أيوب من دائرة التخطيط والمعلومات الدوائية بوزارة الصحة في الحكومة المقالة، في ورقتها التي حملت عنوان "المخاطر الصحية لسوء استخدام العقاقير الطبية"، أن الدواء سلاح ذو حدين، فبالرغم من أهميته في علاج الأمراض إلا أنه قد يشكل خطراً داهماً على حياة الإنسان، مشيرة إلى أنه قد يكون مسبباً لحدوث الأمراض والمضاعفات.

وأشار الدكتور زياد مقداد أستاذ أصول الفقه المساعد بكلية الشريعة والقانون في الجامعة الإسلامية، في ورقته التي جاءت بعنوان "استخدام العقاقير الطبية نظرة دينية وأخلاقية"، إلى أن الأصل في تناول العقاقير الطبية العلاج والاستشفاء من مرض معين وإلا فإن تناولها يكون ممنوعاً في الشريعة الإسلامية لما يترتب عليها من سلبيات وأضرار.

وأشار إلى أنه في حال تناول هذه العقاقير للعلاج فهي مشروعة وتشريعها مبني على فلسفة ترجيح المصالح على المفاسد وقاعدة الأخذ بأهون الشرين وأخف الضررين.

وأوضح باسل مهدي الخضري، المحاضر في قسم علم النفس بالجامعة الإسلامية، أن سوء استخدام الأدوية والعقاقير الطبية يؤدي إلى تغيرات أساسية في الشخصية من جميع الجوانب الجسمية والعقلية والنفسية والاجتماعية، إذ تجعل الإنسان معرضا للإصابة بالاضطرابات النفسية والاجتماعية، مشيراً إلى أن سوء استخدام الأدوية يجعل من الإدمان احتمالا أكبر بل مؤكدا بالنسبة للمخدرات القوية.

وبين الخضري أن أبرز الآثار النفسية السلبية لسوء استخدام الأدوية عدم استقرار النوم لدى مستخدم الأدوية والإسراف في أحلام اليقظة وتداعي الأفكار وتلاشيها بعد الاستخدام والارتياح النفسي أثناء استخدام هذه الأدوية وضموره بعد استخدامها، إضافة إلى ظهور علامات عدم الاستقرار النفسي والجسمي بعد الاستخدام.

وأوضح إبراهيم شامية، المحاضر في قسم المهن الصحية بالكلية الجامعية، أنه نتيجة للمفاهيم الخاطئة يدخل بعض الطلاب في استعمال مواد خطرة على الصحة النفسية والعقلية والجسدية بحجة أنها تساعدهم على السهر وتجعلهم يؤدون مهامهم بصورة أفضل، لأنها في مفهومهم تزيل التعب وتساعدهم على التركيز وترفع مزاجهم ولا ينامون فيحصلون أكبر فائدة ووقتا للمذاكرة، لافتاً إلى أن أشهر هذه المواد ما يطلق عليه العامة "المسهرات".

وأكد شامية أن التغذية الجيدة والنوم السليم وممارسة الأنشطة الرياضية لدى الطلبة خلال فترة الامتحانات تساهم بشكل فعال في تنشيط الذاكرة وتنمية الوعي والإدراك، خاصة أن التمارين الرياضية البسيطة تساهم في زيادة تدفق الدم إلى جميع الأعضاء سيما المخ.

وخلص الباحثون والمشاركون إلى مجموعة من التوصيات، في مقدمتها تصنيف عقار "ترامال" كعقار يحظر بيعه إلا من خلال وصفة طبية معتمدة والعمل على زيادة الوعي الديني لدى فئة الشباب عن حرمة العقاقير الطبية الضارة بالصحة والجسم، ورفع مستوى الإدراك والتوعية لديهم بمخاطر استخدام هذه العقاقير، والعمل على ربط الشباب بمشاريع مهمة وبناءة في حياتهم.

واختتم اللقاء العلمي بتوزيع شهادات الشكر والتقدير على أعضاء اللجنة التحضيرية لليوم الدراسي وعلى الباحثين والمشاركين بأوراق العمل.