خبر اختبار الولاء .. معاريف

الساعة 11:19 ص|19 ابريل 2010

بقلم: شلومو غازيت

خمس ملاحظات على هامش قضية عنات كام

ضرر أمني جسيم

على مدى 62 سنة اعتقل وقدم الى المحاكمة مئات الاسرائيليين بتهمة التجسس الخطير والمس بأمن الدولة. يخيل أن احدا من اولئك لم يلحق حقا ضررا كبيرا وجسيما بأمن الدولة – لا اسرائيل بار، لا البروفيسور كلاينبرغ، لا شمعون لفنسون ولا حتى مردخاي فعنونو.

كيف كنت أصف الضرر الامني الكبير والجسيم.

•الاضطرار لالغاء/تغيير مخططات بناء القوة، ونظرية القتال لدى الجيش الاسرائيلي.

•الكشف عن مخططات عملياتية يؤدي الى الغائها او افشالها، في ظل الحاق خسائر واضرار جسيمة لقواتها.

•وبالمقابل كشفت مصادر استخبارية هامة وحيوية تؤدي الى سقوط منظومة جمع المعلومات الاستخبارية لدينا.

في اختبار السنوات التي مرت اساس الضرر وجد تعبيره في الحرج السياسي للقيادة السياسية والامنية، ليس الا.

دور أمني حساس

مكتب قائد المنطقة ليس وحدة عسكرية في مستوى السرية الامنية العالية على نحو خاص. قيادة المنطقة الوسطى، التي تتحمل المسؤولية عن الفلسطينيين والمستوطنين في يهودا والسامرة ومن هنا حساسيتها بالاساس تجاه كل نشر له آثار جماهيرية وسياسية، آثار ليس لها أهمية أمنية استثنائية للدولة.

الفحوصات الامنية

كل سنة يجري فحص الاف الجنود قبيل ادراجهم في وظائف سرية. لا احتمال ان تتمكن هذه الفحوصات من أن تعطي حقا جوابا مصداقا حول شاب/شابة في سن الـ 18، حيث أن معظمهم عديمو الماضي الذي يمكن أن يدل على سلوكهم في المستقبل.

يمكن، بالطبع، التوقع بان تجرى متابعة لكل اولئك الجنود والمجندات في اثناء خدمتهم غير أن هذا التوقع يكاد يكون غير واقعي. أذكر حالة امتثل فيها أحد في مكاتب رئيس وحدة الامن الميداني واشتكى من انه من عموم أعضاء هيئة الاركان في الجيش الاسرائيلي تمتع في ذلك الوقت أربعة فقط بتصنيف أمني حديث يتناسب و "سري للغاية" (فيما أن بين العشرين غير المصنيفين بهذا الشكل كان رئيس الاركان ورئيس شعبة الاستخبارات...)

لا مفر، على الجهاز أن يركز على الحد الادنى من المناصب السرية والحساسة، تلك التي يكون فيها ممكنا حقا اجراء متابعة منهاجية، ملاصقة ومحدثة لمن يخدم فيها.

مستوى سرية الوثيقة الامنية

جدير السؤال من يحدد مستوى السرية للوثيقة؟ يوجد عدد لا يحصى من الوثائق التي تتلقى مستويات سرية عالية، بل وسرية للغاية – قسم كبير منها دون حاجة. وفضلا عن ذلك – في معظم الحالات يتحدد التصنيف بالسرية بالزمن – حتى استكمال تنفيذ الحملة أو العملية اياها. ولسوء الحظ لا يوجد من يكلف نفسه عناء الغاء التصنيف الذي يعطى لهذه الوثائق. في ارشيف الجيش الاسرائيلي يوجد اليوم مئات الاف الوثائق  التي لا تزال تصنف كـ "سري للغاية" بينما قيمتها اليوم هي قيمة الورق الجدير بالقصقصة...

المفتاح موجود في الثقة

زرت هذه الايام بالصدفة مصنع كبير لانتاج الحلي، في شقة بمساحة 70 – 80 متر مربع حيث تعمل 7 – 8 نساء شابات. على طاولات العمل، على كل الرفوف وفي الجوارير الكثيرة كانت الاف السلاسل، الاساور واحلاق الاذان.

سألت مديرة المحل كيف تتأكد من أنه ليس بين العاملات من تخرج من المكان وهي تحمل الحلي في امتعتها؟ جوابها كان لا لبس فيه – لا اجري أي رقابة. لدي ثقة كاملة بالفتيات الرائعات اللواتي تعملن هنا.

هذه القصة ذكرتني بعهدي في مكتب رئيس شعبة الاستخبارات، قبل نحو 30 سنة. كان يمر على مكتبنا، كل يوم، مئات وربما الاف الوثائق، معظمها بمستوى تصنيف سري للغاية. كل واحد وواحدة نمن الطاقم العاملين في المكتب كان بوسعه بسهولة أن يأخذ ويخفي هذه الوثيقة أو تلك. وعندنا ايضا وجد الحل بالثقة التي اعطيت للعاملين في المكتب، الذين هم في قسمهم الاكبر – مجندات في الخدمة الالزامية. هذه الثقة أثبتت نفسها.

عندما يتم ادخال 2000 وثيقة من الحاسوب في قرص بحجم ربع علبة اعواد ثقاب لا يمكن التفتيش كل يوم في امتعة الاف الجنود.

لا مفر  - الحل هو في اعطاء الثقة واخذ المخاطرة المدروسة.