خبر لننعش الرؤيا .. يديعوت

الساعة 11:16 ص|19 ابريل 2010

بقلم: اوري مسغاف

بنية من المشرع، يفصل اسبوع واحد بين يوم الكارثة ويوم الذكرى وعيد الاستقلال. في هذا الاسبوع تنعكس في السنوات الاخيرة مسيرة تاريخية مذهلة، تتعارض ظاهرا والعقل السليم. فبينما اليوم المقدس لذكرى الكارثة يتكثف ويمتلىء فقط بمضامين لا نهاية لها فان يوم الاستقلال آخذ في الشحوب.

ما كان يفترض أن يكون العيد الاهم في الرزنامة الاسرائيلية المدنية والسيادية، يصبح بالتدرج روتينا تعبا من المناقل، منصات الترفيه وبث متكرر لبرامج قديمة. هذا التغيير البشع في سلم الاولويات الوطني يرمز الى تراجع مقلق في قوة جذب الصهيونية. يمكن أن نأمل في أن هذا تراجع مؤقت وانه يمكن اصلاحه.

قوة الجذب الحالية للكارثة من السهل فهمها: فهذه نتيجة مباشرة لاصرار القيادة والمؤسسة الرسمية على ابقاء مواطني الدولة في احساس المطاردة الدائمة. يوجد هنا بحث لا نهاية له في تهديد صواريخ منظمات العدو، تحذيرات سفر خالدة من قيادة مكافحة الارهاب ومتابعة يومية لعدد اجهزة الطرد المركزي للطاغية الايراني. عندما تكون هذه هي صورة الاوضاع، واضح أن الكثير من الاسرائيليين يرفعون عيونهم الى الكارثة المطلقة التي ألمت بالشعب اليهودي. وأحيانا لا يعودون فقط يقدسون ذكراها بل يجدون صعوبة في الانفصال عنها – كمثل اولئك ابناء الجيل الثاني والثالث ممن يختارون ان يشموا جلدتهم بالارقام التي احرقها النازيون على لحم ابائهم واجدادهم في اوشفيتس. ما الذي يخلدونه بالضبط في هذا، غير الامكانية المفزعة في أن هتلر انتصر حقا في نهاية الحساب؟

الصهيونية، في هذه الاثناء، تنكس الرأس. يوجد لذلك جملة من الاسباب، ولكن السبب الرئيس فيها هو انعدام الامل. لقد كان الامل دوما حجر الجذب للصهيونية. ولكن لا أمل حقيقي في عالم يسيطر عليه الخوف والاحساس الذي لا ينتهي بالضحية. لشدة الاسف لا يوجد اليوم زعيم ينهض ليقول للاسرائيليين الحقيقة: نحن نعيش في قوة عظمى اقليمية قوية جدا. في دولة هي قصة نجاح مدوٍ، بقدر كبير غير مسبوق او موازٍ تاريخيا. مسموح لنا أن نقف على اهبة الاستعداد، ولكن لا يوجد ما يبرر لنا – او يخولنا – بان نغرق في خوف استراتيجي.

على الارض يسود التشوش: حان الوقت لتهوية الرؤيا الصهيونية الاصلية. فهي لم تقم على اساس الاستيطان في كل مكان وبكل ثمن، ولا حتى على التسلح الذي لا نهاية له وبالتأكيد ليس على التخويف الذاتي الذي لا ينقطع. الامل الصهيوني الوحيد كان العيش كدولة يهودية في حدود معترف بها وآمنة. السبيل الوحيد لتجسيدها اليوم هو الانقضاض من جديد على المسيرة السياسية، في كل القنوات وفي كل الجبهات. اسرائيل 2010 على ما يكفي من القوة لاجل ذلك. بل انها قوية بما فيه الكفاية كي تكف عن الارتعاد من احمدي نجاد وان تدع هتلر لحاله.