خبر غزة: ثنائية الظلام وخطر الموت تحكم علاقة المواطن بمولدات الكهرباء

الساعة 05:28 ص|19 ابريل 2010

فلسطين اليوم : غزة والوكالات

رغم خطورتها وتأثيرها على المواطن والبيئة، تبقى المولدات الكهربائية جزءا لا يتجزأ من حياة المواطن في قطاع غزة بسبب استمرار انقطاع التيار الكهربائي بشكل يومي.

وفي ظل الحصار تتفاقم أزمة الكهرباء يومياً على سكان القطاع، ما اضطر العديد منهم إلى استخدام المولدات الكهربائية في منازلهم وأماكن عملهم كي يتمكنوا من الاستمرار في العيش بشكل معتاد وطبيعي قدر الإمكان.

وشهدت محافظة خان يونس قبل شهرين مأساة تجسدت في عائلة نسيم أبو جامع، حيث أدى انفجار المولد الكهربائي الخاص به إلى حريق كبير في منزله أودى بحياة ثلاثة من أطفاله، وأصيبت والدتهم بحروق مختلفة دخلت إثرها العناية المركزة.

ورغم القصص المأساوية التي تحدث بسبب المولدات التي راح ضحيتها رجال ونساء وأطفال، إلا انه لا يزال هناك إقبال كبير على شرائها واستعمالها كبديل عن قطع التيار الكهربائي، حيث لا يكاد يخلو بيت أو محل في قطاع غزة من مولّد كهرباء، علماً أن المولدات الكهربائية بأحجامها وأنواعها المختلفة يتم إدخالها إلى قطاع غزة عن طريق الأنفاق من جمهورية مصر العربية بكميات هائلة، حيث أصبحت تباع في الأسواق بأسعار اقل بكثير من الفترات السابقة.

وقال المواطن أبو رامي البطة (45 عاما)، صاحب محل للزجاج والمرايا في خان يونس: "إن كل أعمالي اليومية متوقفة على الكهرباء، فمن دونها لا استطيع أن أنجز ما يطلبه الزبون في الوقت المحدد نظراً لانقطاع التيار الكهربائي في أوقات مختلفة في اليوم ولفترات طويلة.

وأضاف البطة: "لهذا الأمر قمت باقتناء مولد كهربائي بحجم كبير حتى استطيع أن أواصل عملي في هذا المجال لتلبية طلبات الزبون"، منوهاً بأن لديه أجهزة كهربائية لقص الزجاج لا تعمل على المولد الكهربائي وتحتاج إلى كهرباء أقوى بكثير لتشغيلها.

وبين البطة، أن انقطاع التيار الكهربائي باستمرار اثر بشكل سلبي على مردود دخله، حيث كان في الفترة السابقة يقوم بتفصيل وترميم عدد لا بأس به من منازل المواطنين، ولكن حاليا لا يتجاوز منزلين أو ثلاثا على الأكثر، مشيراً الى انه لا يستطيع حتى دفع أجور العمال.

أما المواطن إياد النجار وهو صاحب محال للحلاقة فقال: "بسبب انقطاع التيار الكهربائي ولفترات طويلة اضطررت إلى شراء مولد كهربائي بحجم كيلو واط حتى استطيع أن أمارس عملي في مهنة الحلاقة.

وأضاف النجار: "سمعت الكثير من الحوادث الأليمة التي يسببها المولد الكهربائي لكن ما باليد حيلة فمهنتي تتطلب وجود كهرباء في المحل، وإذا حضر الزبون إلى المحل ولم يجد كهرباء يمضي إلى محل آخر وهذا يؤثر على عملي".

من جهته ذكر المواطن نافز العقاد، صاحب سوبر ماركت أن انقطاع التيار الكهربائي ولساعات طويلة يؤثر على المنتجات التي تحتاج إلى تبريد متواصل مثل ثلاجة الألبان واللحوم والمثلجات، موضحاً انه من هذا المنطلق قام بشراء مولد كهربائي بحجم كبير حتى لا يتكبد خسائر مادية في حال فسادها.

وتابع: رغم معرفتي بخطورة المولدات الكهربائية وما تسببه من ضحايا وإصابات ومشاكل صحية، إلا أنني اشتريته رغماً عن انفي بسبب استمرار انقطاع التيار الكهربائي.

المواطن سعادة الاسطل، من سكان مدينة خان يونس لجأ كغيره من المواطنين بسبب انقطاع التيار الكهربائي المتكرر لاقتناء مولد كهربائي، وقال: "كنت معارضاً في البداية لشراء مولد كهربائي خاصةً عندما كنت اسمع قصصا مخيفة ومحزنة جراء ما يسببه المولد من ضحايا وأمراض على المواطن الفلسطيني، لكن مع المدى الطويل لاستمرار انقطاع التيار الكهربائي تحتم علي شراؤه".

وتابع "انا شديد الحرص دائما عندما أقوم بتشغيله" داعياً المواطنين إلى اخذ الحيطة والحذر عند تشغيل المولد ووضعه خارج المنازل وإبعاد الأطفال عنه.

بدوره، قال معاوية حسنين مدير عام الإسعاف والطوارئ بغزة: "جراء الحصار الإسرائيلي ومنع دخول الوقود وتقنينه، العديد من الموطنين بل الأغلبية العظمى منهم اقتنوا مولدات كهربائية حتى يستطيعوا مواصلة حياتهم على النحو المعتاد".

وبين انه خلال الحرب الأخيرة على غزة والتي خلفت وراءها المئات من الضحايا في صفوف المواطنين وأضرارا مادية فادحة، كان منها دمار كامل لخطوط الكهرباء أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن غزة و أصبحت تعيش في ظلام لمدة شهر بالكامل، الأمر الذي ادخل المولدات الكهربائية وبشكل كبير.

وقال: "جراء استخدام المولدات الكهربائية باستمرار أصبحت هناك حوادث وانفجارات خطيرة في منازل المواطنين والمصانع والورش والتي عادت بمصائب عليهم". منوهاً بأن الخطر الكبير يكمن في استخدامها أكثر من المطلوب لساعات طويلة من دون توقف من جهة ومن جهة أخرى تكمن في صناعتها الرديئة.

وأكد حسنين، أن عدد الضحايا بسبب المولدات الكهربائية بلغ 143 حالة من مختلف الأجناس، منها 33 ضحية العام 2008، و 83 ضحية العام 2009 أما في العام 2010 فبلغ 27 ضحية.

وأشار الى أن هناك مضاعفات وحالات حرجة وحروقا مختلفة ما زالت تعاني وتتلقى العلاج، منها 243 حالة حريق من الدرجة الأولى والثانية في العام 2008، أما في العام 2009 وحتى يومنا هذا فهناك 150 حالة حريق.