خبر مؤتمر النووي-يديعوت

الساعة 09:57 ص|18 ابريل 2010

 

مؤتمر النووي-يديعوت

بقلم: دوف فايسغلاس

دول العالم الهامة اجتمعت الاسبوع الماضي في واشنطن بمبادرة الرئيس اوباما، للبحث في الاستعداد لمواجهة خطر وقوع وسائل نووية في ايدي منظمات ارهابية. الدول الغربية بشكل عام والولايات المتحدة بشكل خاص ترى في مثل هذا التطور تهديدا مركزيا وخطيرا على أمنها.

وقد دعيت الى المؤتمر 48 دولة، تم اختيارها بعناية من الادارة الامريكية ورئيسها، وكانت دولة اسرائيل من ضمن هذه الدول. بادراج اسرائيل في مجموعة الدول المدعوة أهمية سياسية كبيرة: اسرائيل، كما هو معروف، لا تعتبر من الدول الموقعة على ميثاق منع انتشار السلاح النووي، ولهذا السبب تخضع للرقابة من جانب دول عديدة في العالم.

دعوة اسرائيل الى المؤتمر في واشنطن هي قول امريكي واضح بانه رغم "رفض الميثاق" وغضب دول عديدة بسبب ذلك، من ناحية الولايات المتحدة اسرائيل تعد من "الاخيار" في كل ما يتعلق بمخاطر الارهاب النووي وهي شريك سليم ومناسب للكفاح ضد "الاشرار".

تخوف اسرائيل من أن بعض الدول المشاركة ستستغل منصة المؤتمر لتوجيه اتهامات "نووية" لها، تبدد تماما. يمكن الافتراض بان يد الداعي كانت في الامر. فعلى أي حال، في عملية الاعداد للمؤتمر "حذرت" الدول المرشحة بشكل عام "للهجوم" على اسرائيل في السياق النووي لعدم فعل ذلك.

الرئيس اوباما أراد جدا مؤتمرا غائيا ومركزا جدا في الموضوع وعدم السماح للبحث بان ينزلق الى الموضوع الاسرائيلي. كما أن المسؤولين عن العلاقات السياسية لاسرائيل في هذا المجال الحساس، اغلب الظن، قاموا بعمل مخلص و "الموضوع الاسرائيلي" لم يذكر تقريبا. المؤتمر ادير وانهي بشكل مرض نسبيا. البيان المشترك وان كان ليس وثيقة قانونية ملزمة الا ان فيه اعلان من الدول المشاركة بالنسبة للسياسة المناسبة والعمل المرغوب فيه لاحباط مخاطر الارهاب النووي. ينبغي الامل بان يؤدي استمرار معالجة الولايات المتحدة للموضوع الى تحقيق السياسة المعلنة في ميثاق دولي ملزم.

كل خطوة امريكية تفسر كتعبير عن دعم او اعتراف بمكانة اسرائيل كمن هي ليست طرفا في الميثاق، جديرة بالترحيب. للميثاق، كما هو معروف، انضم عدد من مجموعات الدول: القوى العظمى الخمس المسموح لها بالاحتفاظ بالسلاح النووي؛ الدول التي تمتعت، في الماضي أو في الحاضر، برعاية القوى العظمى النووية، بقوة اتفاقات دفاعية او تحالفات عسكرية (مثل دول الناتو او حلف وارسو)؛ الدول التي ليس عليها أي تهديد أمني ظاهرا للعيان (نيوزيلند او كندا مثلا)؛ ومجموعة الدول المخادعة: تلك التي تتمتع بمزايا الانضمام الى الميثاق مثل صلاحية الاحتفاظ بالنووي المدني، ولكنها تطور نووي عسكري بطريق الخداع (ايران، مثلا).

اسرائيل لا تنتمي الى أي واحدة من هذه المجموعات. فهي ليست قوة عظمى من الخمسة "المسموح لها". ليس لها اتفاق عسكري او تحالف دفاعي مع أي من القوى العظمى النووية. ولكن ليس كاغلبية دول العالم – وجودها مهدد بشكل دائم. اذا كان حتى قبل بضع سنوات يخيل أن هذا الخطر قد ضعف، فان ايران – التي تهدد علنا بابادة اسرائيل وتبني قدرة عسكرية لهذا الغرض – هي تذكير مخيف كم هو استمرار وجود اسرائيل ليس موضوعا مسلما به. ولهذا السبب، محظور على اسرائيل الانضمام الى الميثاق وواجب عليها الرفض البات لكل "اقتراح" – مهما كان وديا – لعمل ذلك. طالما أن الدولة ليست طرفا في الميثاق، فانه لا يمكنها أن تخرقه، وهي لا تضطر الى التصرف بطريقة مخادعة.

لا يوجد أي واجب للانضمام الى الميثاق، والامر خاضع تماما للتفكير السيادي لكل دولة ودولة. مع ان الميثاق يعكس رؤيا عالمية نبيلة، الا ان كل دولة، بقوة حقها الاساس والاولي في الوجود المادي، الامن والدفاع الذاتي، من حقها أن تفحص تناسب المبدأ مع وضعها الخاص وملزمة بان تحتفظ بوسائل دفاعية مناسبة لطبيعة وجوهر التهديد المحدق بها من اعدائها.